أبأبرز تطوّرات الوضع في إيران في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة هي سقوط 7 أو 8 قتلى في طهران، واعتقال إصلاحيين بارزين هما محمد علي أبطحي (نائب الرئيس السابق محمد خاتمي) وسعيد حجاريان (يعتبره الإصلاحيون العقل المفكر للحركة الإصلاحية في إيران، تعرض في شهر إبريل 2000 لمحاولة اغتيال اتهم المحافظون بتدبيرها واضطرته للابتعاد عن العمل السياسي)، ثم قرار مجلس صيانة الدستور بإعادة فرز الأصوات في بعض المناطق.
وفي هذه الأثناء، أكّدت لـ”الشفّاف” مصادر موثوقة من إيران أن الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني زار “قم” حيث اجتمع بكبار المراجع الدينية وناقش معهم موضوع “عزل المرشد” علي خامنئي. ومعروف أن رفسنجاني يرأس الهيئة الوحيدة المخوّلة عزل المرشد الإيراني. ويعني هذا التطوّر الخطير أن هاشمي رفسنجاني، المعروف بحذره الشديد، قد أدرك أن المرشد في وضع ضعيف وأن اللحظة قد تكون مناسبة للقيام بانقلاب مضاد في قمة السلطة الإيرانية.
وبعد تظاهرة طهران الهائلة يوم أمس، التي ضمّت أكثر من 3 ملايين شخص، فالسؤال المهم هو: ماذا يحدث في مدن إيران الأخرى؟ ولا أحد يملك الجواب على هذا السؤال الحاسم لأن جميع الإتصالات مقطوعة بين المدن الإيرانية. وكل ما يتوفّر من معلومات يقتصر على العاصمة وحدها.
وقد نقلت قناة العربية عن التليفزيون الايراني أن مجلس صيانة الدستور مستعد لاعادة فرز الأصوات .
وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) ان تظاهرة لدعم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ستنظم اليوم الثلاثاء في نفس المكان الذي ستجري فيه تظاهرة لانصار مرشح الرئاسة المهزوم مير حسين موسوي بفارق ساعتين.
وقالت الوكالة ان “تجمعا حاشدا سيجري في الساعة 3,00 مساء (10,30 تغ) في ساحة ولي العصر للاحتجاج على اعمال الشغب والاضرار التي لحقت بالممتلكات العامة”.
وينظم انصار موسوي تظاهرة مماثلة في نفس الموقع عند الساعة الخامسة مساء (12,30 تغ) بعد يوم من خروج مئات الالاف من انصار المعارضة الى الشوارع الاثنين في تعبير عن الغضب العام على اعادة انتخاب الرئيس المثير للجدل احمدي نجاد.
وقد دعا موسوي الى الهدوء في التظاهرة.
وجاء في بيان لحملة موسوي على موقعها على الانترنت انه “بعد ان علم موسوي ببرنامج المسيرة التي ستجري في ساحة ولي العصر الثلاثاء، اعلن انه لن يشارك في اية فعاليات اليوم وطلب من انصاره التصرف بشكل سلمي وان لا يقعوا في فخ اعمال الشغب في الشوارع”.
وذكرت الاذاعة الرسمية ان سبعة اشخاص قتلوا الاثنين عند اندلاع العنف خلال تظاهرة حاشدة للمعارضة في قلب طهران ضد اعادة انتخاب احمدي نجاد لفترة ثانية.
واضرم المتظاهرون النار في الاطارات وحاويات القمامة والدراجات النارية في الوقت الذي خرج مئات الاف الايرانيين الى الشوارع في تعبير عارم عن الغضب يذكر بايام الثورة الاسلامية في عام 1979.
وقالت الاذاعة الرسمية ان سبعة اشخاص على الاقل قتلوا عندما هاجم عدد من “مثيري الشغب” وخربوا مباني حكومية في نهاية تظاهرة حظرتها السلطات باعتبارها تجمعا غير قانوني.
واضافت الاذاعة ان “موقعا عسكريا تعرض لهجوم بنية نهب اسلحته. وللاسف قتل سبعة من مواطنينا كما اصيب عدد اخر”.
وعلى سطح احد هذه المباني كان هناك ثلاثة رجال على الاقل يرتدون قمصانا بيضاء ويعتمرون خوذات فيما صوب احدهم رشاش كلاشنيكوف تجاه متظاهرين.
وذكر مصدر لوكالة فرانس برس ان مديرية خدمات الطوارئ لديها معلومات بان ثمانية اشخاص قتلوا فيما قال مكتب الطب الشرعي انه لم يسجل اية وفيات مرتبطة بتظاهرة الاثنين.
من ناحية اخرى اعتقلت السلطات الايرانية اصلاحيين بارزين صباح الثلاثاء حسب ما قال مساعدون لهما وسط تزايد العنف بشان فوز الرئيس محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا.
واعتقل سعيد هاجاريان ومحمد علي ابطحي المساعدان المقربان من الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي في منزليهما قبل الفجر، حسب مساعديهم.
(الصورة: المرشّح الشيخ مهدي كرّوبي في المظاهرة المليونية يوم أمس بطهران)