بعد مظاهرة يوم أمس الأحد “الرسمية” لدعم أحمدي نجاد (40 ألفاً حسب مصادر في طهران، رغم الصور التي تم التلاعب بها بواسطة “الفوتوشوب”)، خرج شعب طهران اليوم في مظاهرة كبرى قال عنها مراسل قناة “الجزيرة” الإنكليزية (“الجزيرة” لا تتعاطف مع موسوي) أنها تضمّ (وهي ما تزال مستمرة الآن 2 إلى 3 مليون شخص). هذا الرد ّ الطهراني اليوم على المظاهرة الرسمية أمس يذكّر اللبنانيين بمظاهرة 14 آذار 2005 ردّاً على مظاهرة 8 آذار 2005
في آخر خبر عن التلفزيون الإيراني، قبل دقائق، أنه حدث إطلاق نار أثناء التظاهرة وسقط قتيل واحد على الأقل.
شاهد المظاهرة بالفيديو على “بي بي سي” العربية:
http://www.bbc.co.uk/arabic/av/middle_east/2009/06/090615_mussavi_demo.shtml?bw=bb&mp=wm&bbcws=1&news=1
في ما يلي ما نشره موقع “العربية”:
قاد المرشح الرئاسي الإصلاحي مير حسين موسوي الاثنين 15-6-2009 مظاهرة مليونية في طهران في تجمع ضخم تعذر تقدير عدد المشاركين فيه لكنه ضم مئات الالاف على الاقل في تحد للحظر الذي أعلنته وزارة الداخلية، فيما طالب الرئيس الإيران الأسبق محمد خاتمي بانتخابات رئاسية جديدة. وافاد شرطي كان يراقب التظاهرة انها تضم “على الاقل مليون شخص ونصف مليون” في حين قال شرطي آخر كان يقف الى جانبه ان عددهم “قد يصل الى مليونين”. وجادة “ازدي” حيث تجمع الحشد بعد ظهر الاثنين هي المكان التقليدي لتنظيم الاحتفالات بذكرى قيام الثورة الاسلامية عام 1979. ويفوق عرض الجادة خمسين مترا فيما تمتد على اكثر من اربعة كيلومترات. واحتلت صفوف متراصفة من المتظاهرين اغلبية مساحة الجادة عصر اليوم. ولم يبث التلفزيون الايراني اي صورة للتظاهرة. غير انه نقل الاحد مطولا تظاهرة الدعم للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي اعيد انتخابه الجمعة لولاية رئاسية ثانية في استحقاق طعن فيه خصومه. وكان عناصر امن باللباس المدني يواكبون السيارة الرباعية الدفع البيضاء التي كانت تتقدم على وقع سير التظاهرة وفيها موسوي وكروبي. ولم يكن كروبي يرتدي لباس رجال الدين. وردد المحتشدون الذين كانوا يرتدون ملابس خضراء بلون حملة موسوي الانتخابية ويرفعون صورا له “موسوي أعاد أصواتنا”، وقال شهود عيان ان الشوارع امتلأت بالناس الذين شاركوا في التجمع الحاشد على بعد عدة كيلومترات من وسط طهران. وهتف الحشد قائلا “أين الـ63% الذين ادلوا بأصواتهم لاحمدي نجاد” في اشارة للنسبة الرسمية التي اظهرتها نتيجة الانتخابات الرئاسية. ورددوا “اذا ظل أحمدي نجاد رئيسا سنحتج كل يوم” ومن بين الهتافات الاخرى “سنقاوم حتى الموت ولكننا لن نقبل بهذا التزوير في الانتخابات”. وبينما حلقت طائرة هليكوبتر تابعة للشرطة اطلقت الجموع اصوات استهجان. ورفض مسؤولون بوزارة الداخلية الايرانية والرئيس أحمدي نجاد مزاعم بانه جرى تزوير الانتخابات ووصف نجاد الانتخابات بانها “نزيهة وصحيحة”. وكان شهود عيان أفادوا ان أنصارا لنجاد على دراجات نارية ومسلحين بعصي اشتبكوا مع مؤيدين لموسوي أثناء توجههم الى وسط طهران. وأضاف أن اشتباكات وقعت بين الجانبين المتناحرين وأن أنصار أحمدي نجاد استخدموا العصي لضرب أنصار موسوي.
محمد خاتمي يريد انتخابات رئاسية جديدة
وصرح رضا خاتمي أن شقيقه الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي سيواصل معارضة اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد حتى تنظيم اقتراع جديد.
وأضاف ان الرئيس الاصلاحي السابق سينضم الى التظاهرة الجارية في طهران تأييدا للمرشح مير حسين موسوي الذي طعن رسميا في اعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته.
وقال محمد رضا خاتمي “سنواصل تحركنا حتى الغاء نتائج الانتخابات وتنظيم اقتراع جديد”.
مجلس صيانة الدستور يبدأ النظر في الطعون
وبدأ مجلس صيانة الدستور وهو أعلى هيئة تشريعية في ايران الاثنين النظر في الطعون بالانتخابات الإيرانية والتي تقدم بها منافسه الرئيسي المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي والمرشح المحافظ محسن رضائي.
وجاء هذا القرار بعد أن طلب المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي من موسوي متابعة الالتماس الذي تقدم به ضد نتيجة انتخابات الرئاسة بشكل هادئ وقانوني، ومواصلة الاحتجاج لكن بالطرق القانونية.
ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله لموسوي “طبيعي في هذه الانتخابات أن تمر الشكاوى عبر قنوات قانونية، من الضروري أن تتابع الامر بهدوء”.
وقال د. حسين رياوران، محلل سياسي، في بث مباشر من طهران خلال نشرة الساعة 6 بتوقيت السعودية، إن مجلس صيانية الدستور هو الذي يقرر قانونيا شرعية الانتخابات من عدمها.
وأضاف “بما أن نصف المجلس يتم تعيينه من قبل المرشد فإن له تأثير كبير على قرارات المجلس”.
وناشد موسوي مجلس صيانة الدستور الغاء نتيجة الانتخابات بسبب ما وصفها بمخالفات، الأمر الذي رفضته وزارة الداخلية وأحمدي نجاد.
وقال المجلس انه سيصدر خلال 10 أيام قراره بخصوص شكويين رسميتين تلقاهما من موسوي ومرشح اخر مهزوم وهو محسن رضائي.
واتهم رضائي وزارة الداخلية الإيرانية بعرقة تقديم الطعون.
احتجاجات منذ عدة أيام
واندلعت احتجاجات في العاصمة الايرانية طهران وفي مدن أخرى منذ يوم السبت بعد أن أعلنت وزارة الداخلية الفوز الكاسح الذي حققه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الجمعة.
وأربكت نتيجة الانتخابات الايرانية القوى الغربية التي تحاول اقناع خامس أكبر مصدر للنفط في العالم بوقف برنامجها النووي الذي يشك الغرب في أنه يهدف الى تصنيع قنبلة في حين تنفي ايران هذه المزاعم وتقول انه يهدف الى توليد الكهرباء.
وكان مسؤول بارز بالحرس الثوري الايراني تعهد الاسبوع الماضي بإحباط ما وصفها بمحاولة من جانب موسوي وأنصاره في الشوارع لتنظيم “ثورة مخملية” وهو الاسم الذي أطلق على الثورة غير العنيفة في تشيكوسلوفاكيا عام 1989 ضد الشيوعية.
وقال مصدر بالسفارة الايرانية في موسكو ان أحمدي نجاد أرجأ زيارة الى روسيا الاثنين، حيث كان من المقرر أن يحضر قمة هناك ولم يذكر المصدر سبب تأجيل الزيارة ولكنه قال ان أحمدي نجاد سيصل الثلاثاء.
التلاعب بالاقتراع
ويذكر أن موسوي اتهم السلطات بالتلاعب باقتراع الجمعة الذي ادى الى اعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته من الجولة الاولى بأغلبية 62% من الاصوات.
ووجه موسوي نداء الى نخبة رجال الدين الشيعة آخذا عليهم صمتهم ازاء العملية الانتخابية التي قال انها تنتهك مبادئ الشريعة الاسلامية.
كذلك لزم الصمت رجال السياسة الاصلاحيين الذين دعموا ترشيح موسوي بمختلف انتماءاتهم.
يشار إلى أن خامنئي وصف فوز احمدي نجاد في الانتخابات بـ”عيد عظيم” تاركا املا ضئيلا بأن ينقض مجلس صيانة الدستور النتائج نزولا عند طلب موسوي.
ويتولى المرشد الاعلى تعيين اعضاء مجلس صيانة الدستور سواء مباشرة او غير مباشرة.