عن”الحياة” وفي محاضرة في لندن، تفاصح فيها كل من مفاوض النظام السوري الرسمي مع إسرائيل إبراهيم سلميان، والمفاوض الإسرائيلي شبه الرسمي آلون ليئييل، تفاصحا وأكدا :”أن إسرائيل وسوريا يمكنهما العمل سوياً لحل المشكلة اللبنانية والفلسطينية”.
استجداء صريح من الدكتاتورية (السورية) لإسرائيل ….. تفاهموا معنا، ولنعمل معا، نضمن لكم أمنكم مع لبنان، ونضمن لكم أمنكم مع الفلسطينيين _ حماس والجهاد وعصابة دغمش وأمثالها من عصابات التهريب والخطف والإجرام.
تتابع الدكتاتورية السورية إستجداءها: تذكروا أننا ضمنا أمنكم معنا، مع سورية حافظ الأسد خلال أربع وثلاثين عاما خلت، وأثبتنا أننا أهل لحفظ الوعود والعهود.
إذا كنتم غير قادرين على إعادتنا الى إحتلال لبنان كما كان الأمر حينما تفاهمتم مع كيسنجر بهذا الشأن في عهد (القائد الخالد)؛ فعلى الأقل أعطونا حصتنا من لبنان سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومخابراتيا !!!!. ثلث لبنان جغرافيا وبشريا وعلى الأرض معنا وإذا كانت كلمة “عسكريا” تزعجكم فنحن جاهزون للتخلي عنها. إننا ننوه وبأدب شديد أننا لسنا قادرين تماماً على ضبط تحركات المواطنين في منطقة الحدود، فلا تحرجونا؛ صحيح أننا حاولنا ونحاول جاهدين، فلقد أصدرت محكمة أمن الدولة (أمننا وأمنكم) أحكاما بالسجن وبالحد الأعلى _ 15 عاما _ على شابين تجرأآ وحاولا التفكير بإنشاء مقاومة مسلحة في الجولان.
قدروا بسعة خبرتكم السياسية أن هذا زمن إبن الأسد وليس الأسد، وحتى نريحكم فإننا راضون بأي حل لمشكة الجولان بـ (ستايل ولوك أميركي).
تأكدوا وبصدق بالغ أننا نضمن لكم (حماس والجهاد) وعبث وعربدة (دغمش) و (المقاومة الشعبية) في أوكار غزة وأنفاقها وعلى الحدود. وإن وثقتم بنا أكثر سندل مخابراتكم وجيشكم على قوائم بأسمائهم وتوزعهم الجغرافي، وتحركاتهم وسكناتهم، على الأرض وفي البحر، وذلك مساهمة منا تدعم قيامكم بواجبكم الإنساني لتحقيق السلام في المنطقة. ولكم في تسليمنا لأوجلان وبرزان التكريتي وكارلوس لأعدائهم بعد أن أعطيناهم الأمان خير دليل على “إستقامتنا”.
اليمين عندكم (الليكود) والمتشددون من الحاخامات الأفاضل يقولون أنهم ضد السلام معنا لأننا دكتاتوريون؛ مالهم ولنا؟ دكتاتوريون كنا أو ديمقراطيون؟.لهم أن نضمن أمن إسرائيل!! أليس ذلك بكاف؟.
قبضتنا الحديدية تمسك بخناق الشعب السوري سياسة واقتصادا واجتماعا ودينا وعرقا وطائفة، ولقد عممنا الفقر والجهل والمرض والجريمة والخوف والقهر في كل المحافظات السورية.
نحن نصنع الأسلحة ونهربها ونزور جوازات السفر، ونخطف ونعيد المخطوفين، لدينا سيارات مفخخة وإنتحاريين بعدد شعر رؤوس حاخاماتكم الأفاضل… إنتحاريونا من كافة الأعمار، ذكورا وإناثا_خذ إنتحاريين والثالث مجانا_ التوصيل الى العراق ولبنان وفلسطين بسعر زهيد، صحيح أن أحد المعتقلين “الأنذال” من دوما تجرأ وأعلن في قاعة المحكمة أننا زودناه بالسلاح والذخيرة والسيارة وأرسلناه الى العراق وتركنا لأهله مبلغا ماليا، عن طريق رائد في مخابرات أمن الدولة، وعدنا لنعتقله بعد أن نفذ مهمته، وتستطيعون سؤال المفاوض ربع العلني معكم السيد المفتي أحمد حسون فقد أشرف على آلاف الحالات المماثلة.
لدينا ألف شاكر العبسي، وبضع مئات من الخلايا الإرهابية النائمة جاهزة للإستيقاظ، وإحراق المنطقة بكاملها من بحر قزوين الى البحر المتوسط (هكذا قال رأس النظام لـ بان كي مون).
نحن نحيي الإرهاب ونحن ندفه. نحن إستنبتناه وصنعناه وصدرناه. لدينا خبرة أربع وأربعين عاما في هذا المجال، ونحن وكلاؤكم الحصريون والمعتمدون في المنطقة، فإن وافقتم فالربح “فيفتي فيفتي”. فاوضونا تجدوا أمنكم كاملاً ، تجدوا ما يسركم ويحميكم، تريدون أن نغرق المنطقة في الفوضى الإرهابية عدانا وعداكم فنحن جاهزون دائماً ولدينا خبرة طازجة وحديثة، وإن كنتم في شك مما نقول؛ إفتحوا عيونكم وانظروا الى لبنان وفلسطين والعراق عبر الخمس سنوات الماضية.
نقول لليكود عندكم: هل تصدقون أن الشعب السوري مؤهل وقادرعلى ممارسة و تمثل أي شكل من الديمقراطية؟؟ هذه مقولة تافهة لا تنطبق على علاقتنا معكم وهي (إن السلام الحقيقي لا يقوم إلا بين شعبين ودولتين ديمقراطيتين). هذا كلام فارغ في حال كحالنا وحالكم !! هذا يعني الفوضى، وليس من مصلحتكم أن تجاوركم الفوضى المرعبة عوضا عن جيرتنا الآمنة. أنتم تريدون أيها الحاخامات الأفاضل أمن شعبكم وبقاء دولتكم. ونحن نريد بقاء آل الأسد الى الأبد فلنتفاهم.
في ختام هذه المناجاة المضحكة المبكية ، والتي تدور على ألسنة عائلة الأسد وحواشيها؛ نتذكر بتقدير عال جوهر الفكر السياسي للشهيد سمير قصير، وعلّ العالم الحر المتراخي والبطيء الحركة أن يتذكر ذلك أيضاً فهذا في مصلحته :”الإستقرار في لبنان مرهون بإقامة نظام ديمقراطي في سوريا”. ولتسمح روح الشهيد لي أن ضيف:”لا إستقرار ولا سلام في فلسطين والعراق بدون نظام ديمقراطي في سوريا”.
متى يفهم اليسار الإسرائيلي هذه البديهيات؟. ومتى يطرد من رأسه إمكانية سلام حقيقي مع الدكتاتورية السورية؟ وأعتقد أنه لن يفهم ولن يطرد.
ليتأكد إبراهيم سليمان وألون ليئييل والمفتي حسون أنهم ذاهبون الى الفشل.
* كاتب سوري.