البقاع الغربي- خاص
كشفت مصادر امنية لـ”الشفاف”عن اعتقال امن حزب الله لمجموعة من كوادره، عددهم خمسة على اقل تقدير، متهمين باقامة صلات مع المخابرات المركزية الامريكية، والمخابرات الاسرائيلية، منذ سنوات عشر تقريبا.
وفي بعض تفاصيل ما سربته المصادر المذكورة، ان امن الحزب اوقف منذ سنة ونيف احد ابرز كوادره في البقاع الغربي المدعو “علي الجبلي” الذي شغل على مدى ٦ سنوات، من العام 2004 حتى العام 2010، منصب رئيس بلدية “لبايا”، وأخضعه لتحقيق مطول بحجة اختلاس الاخير لـ”اموال بلدية” واخرى خاصة بمالية الحزب! الا ان هذا “التمويه” لم يقنع قيادة وعناصر الحزب في المنطقة، خاصة وان المتهم كان على صلة جيدة جدا مع القيادة المركزية ومؤتمن على الكثير من اسرار المقاومة وعلى جزء من ماليتها ولم يسجل عليه طيلة خدمته الحزبية اي موبقة مالية! على العكس تماما، فهو اشتهر بتواضعه! فتسربت معطيات الى كوادر الحزب عن سبب توقيفه، فضلا عن تقاطع معلوماتهم مع معلومات بعض القوى الامنية المعنية بمثل هذه الملفات. والامر الذي أكد هذا المعطى هو استمرار احتجاز “الجبلي” حتى اليوم، وعدم ورود اية اخبار او معلومات عن مصيره.
أمام هذا الخرق غير العادي اضطر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في احد اطلالالته الاعلامية الى الاشارة الى تورط غير كادر من كوادر الحزب بعلاقة مع المخابرات الامريكية، مقدما تبريرات تتعلق بصراع استخباري ما بين امن المقاومة والمخابرات الامريكية والاسرائيلية.
شبكة ثانية في “يحمر”؟
القضية لم تنته بأعتقال الجبلي، وصمت الاجهزة اللبنانية حول هذا الموضوع. بل برزت مؤخرا تتمة تمثلت بمداهمة ليلية لمنزل المدعو “لبنان الجبلي”، شقيق علي، في “لبايا” نفذها امن حزب الله منذ اسابيع ثلاثة، ومن ثم اقتاده الى مكان مجهول بالتهمة ذاتها على ما سربت المصادر الامنية. مع العلم ان” لبنان” شغل موقعا مؤثرا في قيادة الحزب في البلدة والجوار. ومنذ ايام عشرة، اعتقل امن الحزب كادرا جديدا من كوادره وفي البلدة نفسها وبالتهمة ذاتها، وهو من آل “اسماعيل”، واخفي هو الاخر عن الانظار . وعلى الرغم من ان اوساط الحزب في المنطقة تتناقل اسباب الاعتقال وتربطها باعتقال “علي الجبلي”، فأن قيادة الحزب ما زالت تختلق روايات عدة حول اختفاء الثلاثة ابرزها الموضوع المالي الذي لم يقنع فئات واسعة من كوادره.
وكي يكتمل النقل بالزعرور مع حزب المقاومة الذي يتهم اخصامه السياسيين بالعمالة صبحا ومساء لمجرد الاختلاف بالراي ورفضهم لمشروعه، انتشرت في الايام الثلاثة الماضية وفي اوساط حزب الله معلومات عن حادثة جديدة تمثلت بقيام حزب الله بمداهمة منازل في بلدة “يحمر” البقاعية وتوقيفه لاثنين من كوادره بتهمة التعامل مع اسرائيل.
المصادر الامنية ذاتها فصلت ما بين الخلية الاولى في” لبايا” والثانية في” يحمر”.– ورغم دقة معلوماتها بشأن علاقة مجموعة “يحمر” بالمخابرات الاسرائيلية, فانها لم تستبعد وجود خيط تعاون كان يربط “الجبلي” بمجموعة “يحمر”ـ خاصة وانه كان معنيا بمتابعتهم فترة مسؤوليته الحزبية التي سبقت توقيفه…
وفي جانب متصل, اشارت المصادر الى الاجهزة الامنية اللبنانية باتت على علم بموضوع توقيف الخمسة واسبابه. ولكنها أشارت إلى أن أجهزة الأمن الرسمية حصلت على المعلومات من مصادر خاصة في “الحزب” وليس في سياق “التنسيق الامني”، الامر الذي دفع لاحقا امنيي “الحزب” الى وضع الاجهزة المذكورة في صورة بعض المعطيات المتوفرة….!