الصحوة نت – خاص – يحيى اليناعي
تمر من أمام سوق جحانة الشهيرة والواقعة في ضاحية صنعاء الشمالية الشرقية(40كلم) فيستوقفك منظر الأسلحة المعبأة والمعروضة في محلات تجارية على الطريق العام ،ترفع رأسك قليلاً للأعلى فترى معسكراً مرابطاً على قمة جبل يطل على جحانة وعلى مسافة منه يظهر معسكر ” العرقوب” التابع للحرس الجمهوري، وداخل جحانة نفسها إدارات وأقسام أمن لمديريات متعددة لكن لا أحد يعبأ بها هنا.
إذن لا صحة لما تداولته بعض وسائل الإعلام الرسمية ووسائل الحزب الحاكم بشأن إغلاق وزارة الداخلية لهذه السوق وفقاً لتأكيدات تجار السلاح ذاتهم وشهود عيان لـ(الصحوة نت)هذا اليوم ، فنبأ الإغلاق الذي احتفى به الإعلام الرسمي والحاكم على نطاق واسع لم يأت في إطار حملة أمنية واسعة تأكد عدمها أو على الأقل عدم جدواها، وإنما تواصلاً لحملة إعلامية دشنتها الحكومة مطلع شهر مايو المنصرم استجابة لما قيل أنها ضغوط خارجية تصر على حظر السلاح وإغلاق أسواقه المفتوحة في أكثر من مكان بعدد من محافظات الجمهورية.
حين أعلن رئيس الوزراء مطلع مايو الفائت عزم حكومته إغلاق محلات بيع السلاح كنت حينها في جحانة أحد أكبر أسواق بيع وشراء السلاح في اليمن وأقربها للعاصمة صنعاء حيث المحلات مفتوحة على مصراعيها، فالناس هنا لا يهتمون بمثل هذه المراسيم ، وحسب تجار السلاح فإن الإغلاق من القرارات التي يصعب تنفيذها على أيٍ كان لتعقيدها الشديد .. مضت مهلة الحكومة التي أعطتها للتجار بإغلاق محلاتهم وبدأت مرحلة النزول الأمني لإغلاقها بالقوة حسب تهديد رئيس الوزراء ، لكن ذلك الوعيد ذهب أدراج الرياح كغيره من التهديدات الممارسة ضد ارتفاع الأسعار وأشياء أخرى.
اليوم يفد الناس إلى السوق بأريحية كاملة وكأنهم في سوق خضار للتموين والاستعداد لمواجهات مسلحة فيما بينهم نسمعها ونقرأ خسائرها وضحاياها على وسائل الإعلام في ظل غياب أمني لافت.
والزائر للسوق يلحظ أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وشتى أنواع الذخائر التي تكتظ بها المحلات سواء في السوق الأصلي أو السوق الجديد الواقع على الطريق العام (صنعاء- مأرب) وتتوزع هذه الأسلحة ما بين الرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون وقذائف الآر بي جي التي تحفظ في مخازن خاصة ، والأسلحة المتوسطة كالقنابل اليدوية المتنوعة والرشاشات المتوسطة ، والأسلحة الخفيفة كبندقية الكلاشينكوف والمسدسات بمختلف أنواعها.
ما يبعث على الاستغراب أنك لن تتمكن من الحصول على معلومة واحدة من تجار السلاح عن كيفية حصولهم عليه ، فهؤلاء يتجنبون الحديث لوسائل الإعلام ، لكن المقربون منهم سيخبرونك بأن شخصيات نافذة في السلطة هي التي تقف وراء ذلك !!!
(الصحوة نت)