نشرت صحيفة “يديعوت احرونوت” أمس أن الجنرال علي رضا عسكري، الذي اختفى في اسطنبول في شباط الماضي محتجز لدى الولايات المتحدة في منشأة استخبارية حصينة.
ونسبت الى مصدر أميركي رفيع أنه في التحقيقات التي أُجريت معه، سلط الجنرال الضوء على سلسلة مواضيع وقضايا تتعلق بأسرار النظام الايراني الاشد كتمانا والتي كانت له قدرة مباشرة أو غير مباشرة على الوصول اليها.
ونقلت عن الحضور أن فرار الجنرال الذي يعتبر أحد رجال الاستخبارات الأكبر والأبرز في ايران منذ الثورة، حصل بعد حملة استخبارية مركبة. وكما هو معروف، فان المعلومات الأهم التي سلمها عسكري تتعلق بالمشروع النووي الايراني.
وروى الجنرال أن هناك مساراً اضافياً سرياً ليس معروفاً لدى الغرب، وفي اطاره نجح الايرانيون في احراز تقدم ذي مغزى.
وأوردت الصحيفة استناداً الى المصدر انه “كان معروفاً حتى الآن أن الايرانيين يبنون مفاعلين نوويين في بوشهر وفي باراك ويخصبون الاورانيوم في اجهزة طرد مركزية في ناتانز، وانه في موازاة هذه المسارات تقدم العلماء الايرانيون على مسار آخر يعتمد على تكنولوجيا قديمة نسبياً لتخصيب الاورانيوم من طريق استخدام أشعة اللايزر، ولكن مع زيادة تطويرات كيميائية مختلفة تجعل التكنولوجيا أكثر تقدما. وفصل الجنرال سلسلة الجهود التي تبذلها ايران كي تخفي هذا المسار عن وكالات الاستخبارات الغربية، من أجل ان تتمكن، اذا عرقل ضغط دولي أو عملية عسكرية المسارين المعروفين، من الاستمرار في المسار السري الى أن تصنع القنبلة النووية “الشيعية” الاولى.
وكان الجنرال عسكري تولى مناصب رفيعة عدة في الحرس الثوري الايراني، الامر الذي أتاح له الوصول الى معلومات عميقة عن الملف النووي. كذلك تولى منصب مساعد الرئيس السابق محمد خاتمي وكان عضواً في المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني.
وقالت الصحيفة إن “المعلومات المفصلة التي سلمها عسكري عن المشروع النووي الايراني، وخصوصاً عن المسار السري، تثير قلقاً بالغاً في اوساط أصحاب القرار في دول غربية عدة وفي اوساط بعض من المهتمين بالموضوع الايراني في تلك الدول.صحيح أنه منذ زمن، نشأت مخاوف وشبهات من أن الايرانيين يحاولون الحصول على قنبلة نووية بوسائل اخرى، بل توصلوا الى رذاذ معلومات استخبارية لامست هذه التقديرات، لكن أحدا لم يشتبه في أن الحديث يدور على تقدم بهذا الحجم يضع ايران اليوم على مسافة أقرب من القنبلة النووية”.
وأعرب المصدر الاميركي عن “تقديره البالغ لجهاز الاستخبارات الايراني”، قائلاً: “صحيح أننا في نهاية المطاف اكتشفنا المسار السري وسنتخذ اجراء في هذا الموضوع، ولكن ينبغي التصفيق لجهاز الأمن الايراني الذي نجح مرة اخرى في أن يفاجئنا وتميز مرة اخرى بالذكاء والدهاء الكبيرين ومدى سنوات طويلة أدار عملاً سرياً من غير أن نعرف عنه شيئا”.
ويُذكّر هذا الاكتشاف الجديد بالشكل الذي نجحت فيه ايران في تضليل اجهزة الأمن الاسرائيلية والاميركية خلال التسعينات من القرن الماضي، حين أقنعتها بأن المسار المركزي الذي تحاول ايران عبره الحصول على المعلومات والمواد اللازمة لانتاج القنبلة النووية هو علاقاتها مع روسيا. ولم يتبين الا عام 2002، وبعدما أوشكت ايران ان تشرع في عملية تخصيب الأورانيوم وتشغيل أجهزة الطرد المركزي التي تلقتها من باكستان، انكشف هذا المسار وتبين ان العلاقات مع روسيا في أساسها تمويه للمسألة الحقيقية.
واضافت الصحيفة الاسرائيلية: “تعنى محافل استخبارية غربية بتحليل المعلومات التي سلمها عسكري وباعادة تقدير الزمن الذي ستستغرقه ايران للوصول الى القنبلة النووية”. وذكرت “ان الحاجة الى التحليل واضافة المعلومات الى معلومات عسكري هي التي تقف وراء قرار عدم نشر معلومات اخرى سلمها عن دور ايران في الارهاب الدولي، بما في ذلك العمليات ضد الولايات المتحدة في لبنان وفي السعودية”.
ولفت المصدر الاميركي الى ان “المعلومات التي سلمها عسكري تشكل خلفية أيضا للامور التي قالتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الجمعة الماضي لدى اشارتها الى الخطر الجسيم المحدق الذي تشكله ايران”. وقال أنه مع ختام تحليل المادة والتحقيقات التي اجتازها عسكري يحتمل أن تستخدم المعلومات التي قدمها اعلامياً لاثبات أكاذيب ايران.
وكما هو معروف، خاب التحقيق مع عسكري في موضوع واحد. فالاستخبارات الاسرائيلية قدرت طوال سنوات ان في وسعه أن يحل لغز “حرارة الجسم” وهو الاسم السري لقضية اختفاء مساعد الطيار الاسرائيلي رون اراد، لكن المصدر الاميركي قال “ان عسكري لم يسلط حتى الآن ضوءاً جديداً على هذه القضية”.
(النهار)
“يديعوت أحرونوت”: عسكري كشف مساراً سرياً يتعلق بتخصيب ايران الأورانيوم باللايزر
أخي شدو حيلكون واكتبو شي مقال عن النووي الاسرائيلي هادا ديمونة ما بعرف شو اللي حد النبعة .