إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
يا له من تناقض أن نرى من يدّعون أنهم أبطال الحرية والعدالة يدافعون عن شخصيات مثل يحيى السنوار، الذي كان وراء مذبحة السابع من أكتوبر، حيث قُتل 1200 من الأبرياء، ويتحمل المسؤولية المباشرة عن تدمير غزة وموت 45000 فلسطيني فيها.
لقد تلقى تدريبه وتسليحه ودعمه (مالياً وسياسياً وأيديولوجياً) وتحريضه من نظام إيران القمعي، الذي يُعد قاتلًا للأطفال، وعُرف بتعذيب وقتل الإيرانيين على مر السنين، في حين يتظاهر بأنه بطل القضية. إن هذا النظام لا يكترث بحياة الإيرانيين أو الفلسطينيين، بل يسعى فقط إلى مزيد من السلطة.
خطط السنوار لهذه الهجمات وهو يعلم أنها ستؤدي إلى سقوط ضحايا فلسطينيين، لكنه استغل أرواح هؤلاء البسطاء في غزة كوسيلة لتحقيق غاياته، دون أن يسألهم إن كانوا يوافقون على هذا المخطط الشنيع وإن كانوا مستعدين لتلقي القنابل الإسرائيلية على بيوتهم بينما هو وأعوانه يختبئون بجبن في الأنفاق، في حين تستعرض زوجاتهم حقائبهن الفاخرة من نوع هيرمس بيركين التي تبلغ قيمتها 32000 دولار وسط هذه الكارثة.
ومن المدهش أن نرى بعض التيارات اليسارية تُمجّد مثل هؤلاء بينما تُدين الجرائم الإسرائيلية.
كيف يمكنكم الدفاع عن أولئك الذين دعوا علناً إلى محو إسرائيل من الوجود، وساهموا في إجهاض أي أمل في السلام بالدعوة والتسليح للحرب لعقود، في حين تنددون بالعنف والجرائم الصهيونية؟ هذا المعيار المزدوج يُشبه موقف أولئك الذين مدحوا ستالين وماو وبول بوت وكاسترو، متجاهلين الفظائع التي ارتكبت باسم “قضاياهم”. اشعروا بالخجل من أنفسكم!
قبل أن تدافعوا بشكل أعمى عن قاتل ضد آخر، خذوا لحظة للتفكير النقدي. الدفاع عن من يدعو إلى حرب طويلة الأمد وإرهاب بينما تُدينون تبعاتها، ليس أخلاقياً بل هو نفاق خطير. إذا كنتم تعتقدون أن أي شخص يقاتل “الظلم” يحق له ارتكاب الوحشية والقمع والقتل والاغتصاب، فأنتم لا تختلفون عن المستعمرين والصهاينة الذين تعارضونهم بشدة.
*وِريا أميري باحث إيراني