بدا المشهد السياسي اللبناني باهتا في ختام هذا الأسبوع، ومشدودا الى الاسبوع المقبل نظرا لما سيحمله من تطورات في موضوع درس مشروع قانون الانتخابات البلدية والتعيينات الادارية. فرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وبعد وداعه لرئيس الوزراء الأردني، توجه الى الرياض في خاصة.
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيغادر الى تركيا على رأس وفد برلماني، حيث من المقرر أن يلتقي رئيسي الجمهورية والحكومة، وسيتخلل النقاش عرض للوضع الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لكن الأمر لم يخل من استكمال الوزير السابق وئام وهاب حملته على رئيس الجمهورية. فكرر في حديث تلفزيوني، دعوة الرئيس سليمان الى الاستقالة إذا كان لا يستطيع أن يُنّفذ ما وعد به، لكنه إستدرك موضحاً أنه مستعد لزيارة بعبدا في أي لحظة، ليقول للرئيس كل ملاحظاته واستغرب وهاب أن تكون الحياة السياسية في لبنان فارغة إلى درجة أن تخصص جلسة لمجلس الوزراء للردّ على الكلام الذي قاله، بدلاً من مناقشة ملفات مهمة يتخبط بها البلد.
كما نفى أي صلة للقيادة السورية بالمواقف التي أعلنها بحق رئيس الجمهورية ميشال سليمان. واوضح وهاب انه قال رأيه، وهو ليس صوت سوريا ولا صوت حزب الله او المعارضة.
رئيس الجمهورية ميشال سليمان خرج عن صمته ليرد على ما يتعرض له من حملات. فوصف في حديث الى صحيفة “اللواء”، الحملات التي تشن ضده بالتافهة والمغرضة .ورفض الخوض في متاهات السجالات الدائرة، وخلفيات الحملة التي تساق ضده، مشيرا الى أن اللبنانيين “يتابعون ما نقوم به يوميا من مهمات صعبة، ويدركون أهمية ما حققناه حتى الآن من إنجازات سياسية وإقتصادية وأمنية، ساهمت الى تعزيز حالة الإستقرار والإنتعاش التي يعيشها لبنان حاليا”.
واوضح سليمان انه طلب من مجلس الوزراء في الجلسة الاخيرة عدم إصدار بيان حول هذه الحملة كي لا تعطى حجماً هي في الواقع لا تستحقه. وقال: “أنا في الاساس أحتكم الى هذا الشعب الطيّب الذي أولاني الثقة ومنحني كل الدعم والتأييد منذ كنت قائداً للجيش.”
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع دمشق، طمأن رئيس الجمهورية الجميع، ولاسيما اصحاب الحملات المعروفة، الى ان الاتصالات مستمرة بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد، لافتا الى ان التشاور يتم في القضايا التي تهم البلدين، وذلك من منطلق ايمانه باستراتيجية العلاقة مع “الشقيقة سوريا”، ومن باب الحرص على اقامة افضل العلاقات التي تخدم مصالح الشعبين .
رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية وأمام حشود طالبية مِن دائرة الثانويات في مصلحة طلاب “القوات اللبنانية”، فنّد الحملات التي تستهدف رئاسة الجمهورية، بايضاحات ثلاث. وقال “لقد أسأتم فهمهم، فهم لا يريدون استقالة رئيس الجمهورية بل الجمهورية. لقد أسأتم فهمهم فهم لا يستهدفون قوى الامن الداخلي بل الأمن الداخلي . لقد أسأتم فهمهم فهم لا يريدون استهداف اميركا بل لبنان … وأضاف جعجع: “يريدون استقالة الجمهورية، الحرية، الديموقراطية، النظام، التعددية والاستقرار كما يريدون أيضا العودة الى العبودية… ولكن لا يا أخوان، لقد ولى زمن العبودية والتاريخ لم يعد يوما الى الوراء ولن يعود”. وختم بالقول”نقف اليوم جميعا صفا واحدا دفاعا عن المؤسسات الدستورية ولبنان”.
وفي موازاة ذلك، وردا على كلام وهاب حول ما وصفه بحملة الدكتور سمير جعجع على الرئيس السابق اميل لحود وتحريض الناس على التوجه الى قصر بعبدا لإخراجه من القصر، أصدرت الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية بيانا أوضحت فيه: “ان موقف الدكتور جعجع في حينه كان تماشيا مع ما عبرّت عنه أكثرية واضحة من الشعب اللبناني قبل وخلال تظاهرة 14 آذار وبعدها مطالبة بإستقالة الرئيس اميل لحود الممدّد له قسرا وبشكل مخالف لأحكام الدستور. الأمر الذي لا ينطبق على وضع الرئيس ميشال سليمان الذي وصل الى سدّة الرئاسة الاولى بناء لإجماع ديمقراطي فعلي داخل المجلس النيابي وفي وقت لا توجد فيه أي رغبة شعبية للمسّ بموقعه، وخير دليل على ذلك سلسلة ردود الفعل التي توالت في الأيام الأخيرة دعما له لمجرّد التهجم والاساءة اليه. أما في ما يتعلق بسائر الاتهامات التي كالها بيان الوزير السابق وهاّب على جاري عادته، فهي غير جديرة بالتوقف عندها لأنها ليست سوى تكرار ممّل لسيناريوهات لفّقت في زمن الوصاية على لبنان تبريرا لحلّ حزب القوات اللبنانية واعتقال رئيسه”.