من يسيطر على مناطق داعش بعد اندحاره وهل يلجأ عناصره الى لبنان؟
المركزية- اما وقد حظي قرار وقف الاعمال القتالية بموافقة طرفي النزاع السوري ،الحكومة التي اعلنت موافقتها على الهدنة مع استمرار العمليات العسكرية ضد جبهة “النصرة” والمجموعات الإرهابية، والمعارضة التي أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية فيما تعقد اجتماعا في الرياض للبحث مع أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات في آخر ما تم التوصل إليه في شأن الهدنة، يبقى الرهان معقودا على مدى نجاح المحاولة الدولية في تثبيت الهدنة التي يعتبرها مراقبون سياسيون اللبنة الاولى لـ”اتفاق سياسي” تكتمل عناصره بعد جولات تفاوضية مع القوى الاقليمية المعنية بالوضع السوري التي بقيت حتى الساعة خارج بنود الاتفاق.
ومع ان الكثير من النقاط ما زال يحتاج الى ايضاحات في ما يتصل بكيفية تثبيت الهدنة فيما يبقى تصنيف عدد من التنظيمات موضع سجال لا سيما جبهة النصرة وجيش الاسلام واحرار الشام وغيرها، بين من يتمسك باضفاء صبغة الارهاب عليها كروسيا ومن يحاول سحبها عنها مثل تركيا والسعودية ، فان الانظار ستتجه مجددا الى جنيف نهاية الجاري لتلمّس مصير المفاوضات والحد الممكن ان تذهب اليه التسوية السياسية في ظل “وقف النار”، خصوصا ان موسكو، كما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” تمنت على واشنطن بذل المزيد من الجهود في اتجاه الوصول الى تسوية وتثبيت وقف اطلاق النار، لان التطورات الميدانية والمواقف الاقليمية التي تختزن كل عوامل التشنج، تنذر بمضاعفات خطيرة قد تبلغ حدود الانفجار الكبير ونشوب حرب بين القوى الدولية المتصارعة حول الملف السوري، وتحَول سوريا الى “افغانستان جديدة”، وتضيف ان روسيا بذلت اقصى الممكن للوصول الى الاتفاق بعدما ثبتت “جغرافية النظام ” الكفيلة بحجز مقعد مهم له في المفاوضات وتخشى في حال ازالة الغطاء الجوي الذي تؤمنه حاليا من تراجع هذا الموقع وصولا الى انهيار الجيش السوري. من هنا، فانها تؤكد ضرورة وقف اطلاق النار حتى لو استوجب الامر استخدام القوة. وتعتبر ان موسكو تأخذ على محمل الجد الموقف السعودي وتدفع نحو ارساء التسوية السياسية في أسرع وقت، لا سيما بعدما تبلغت الانزعاج الرسمي الاردني والاسرائيلي من تقدم حزب الله في جبهة الجنوب ونحو الحدود الاردنية.
وتضيف المصادر ان هذه التسوية ولئن نجحت ، فان التحدي الكبير الذي يواجه القوى المشرفة على الاتفاق يتمثل في القضاء على التنظيمات الارهابية المصنّفة أمميا، وفي شكل خاص “داعش” الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، والذي تستوجب مهمة القضاء عليه تحالفا دوليا واسعا لا يقتصر على دول محددة، بل يضم كل دول التحالف الـ65 ووفق استراتيجية محددة وارادة قوية، كما قال امس وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي استبعد قيام تركيا والسعودية وحدهما بعملية برية في سوريا. بيد ان المصادر تتساءل عن مصير المناطق التي يسيطر عليها “داعش” في ما لو شن التحالف ضرباته القاضية على التنظيم وتمكن من دحره، والجهات التي ستفرض سيطرتها على هذه المناطق فهل تدخلها قوات التحالف العربية لتخلق واقعا ميدانيا جديدا ام توضع في عهدة قوات دولية؟ وهل تشارك ايران عبر الحرس الثوري وحزب الله في العمليات ما دام الهدف واحدا ام تُقصى وتتراجع؟ والاخطر وفق المصادر، يبقى السؤال عن المنفذ المتاح لعناصر داعش في حال اندحارهم ومصير جبهة القلمون والحال هذه، وهل يلجأون الى لبنان عبر حدوده الشرقية حيث سيكونون في مواجهة ضارية مع الجيش الذي اوقفت الهبة السعودية لمده بالسلاح، ام مع حزب الله وفي اي موقع وماذا لو تمكنوا من التسلل الى عرسال حيث الارضية خصبة لاستقبالهم فتنتقل آنذاك المواجهات من سوريا الى الداخل اللبناني؟