يكثر في تصريحات شخصيات المجلسين (الوطني والائتلاف)، مكرورة: التفاوض مع من لم تتلوث يديه بالدماء.
لا نعرف بأية خلفية ذهنية ونضوج عقلي ناقص، يتم تكرار هذه المجرورة الكلامية التي لا تنم عن نباهة سياسية بقدر ما تلبي فكرة شعبوية تتحايل بالكلام على العجز او التهرب من الاوامر العليّة، فمن يفاوض، يفاوض أهل الحلّ والعقد في السلطة، وليس الخدم وبالتالي يجب ان يكون التفاوض مع من يديه مضرجتان بدم اهلنا وشعبنا، والغاً في تنفيذ الجريمة حتى عنقه وليس من يأتي ليمسح عن يدي اسياده الدم اكان وفد السلطة او وفد الموالاة المعارضة.
هذه مفاوضات لتسليم السلطة للشعب كحل سياسي بديل للحل الامني وليس للتبويس والغمر بالأحضان، وبالتالي فلن يسلّم السلطة غير عسكر السلطة ومجرميها، قادة اجهزتها الامنية. وفد يكون على رأسه بشار الاسد ولم لا، والى يمينه قاسم سليماني والى يساره حسن نصرالله وليكن وفدهم، كما يشاؤون برئاسة السليماني (الآمر الحقيقي) وعضوية بشار الاسد وجميل حسن وحسن نصرالله…. وهؤلاء يجب ان يكون في مواجهتهم شخصيات تنتمي الى الثورة الى مقاومتها المسلحة وجيشها الحرّ ونشطاء الميدان والاعلام الثوري المعبر عن نبض اهل الشهداء ورفاق الاسرى ويقدم شروطه لاستسلام اهل السلطة. ولا ننسى ان معهم على الثورة لافروف وكيري وبندقته فورد وماتازوف وهيئة التنسيق وغسان بن جدّو، فهي الحرب طويلة الامد والحرب خدعة، فلم التواري والتأتأة والهمهمة والبسبسة، وخلط عباس بدباس.
ان قيادات هيئات المعارضة (غليون، سيدا، صبرة، معاذ، ورياض سيف، ومصطفى صباغ، وشقفة، وطيفور) لم ترتق بعملها خلال سنتين، ولا بخطابها يوما، الى مستوى تضحيات وجبروت هذا الشعب عليهم لمرّة واحدة أن يتنازلوا عن أنانية الربح الدائم والمكسب العابر في ان يعلنوا العجز عن ان يكونوا ناطقين باسم الثورة التي لها أهلها، وهم يعلمون جيدا حتى لو أتوا برأس بشار الاسد على طبق يحملونه الى الشعب فلن يقبل منهم، لقد فقدوا ثقة الشعب والمقاومة فليكسبوا ذكاء الانسحاب بشرف لصالح قوى الثورة الميدانيين وقد غنموا وغرموا كفايتهم.
وفد يمثل شعب وثورة، مثل الشعب السوري وثورته النبيلة، لمفاوضات يجدر به أن يحظى بثقة الثورة ليحمل شروطها لاستلام السلطة من اشد المجرمين عتوّاً دموية وقذارة جرمية، يوقعون على شروط تسليم السلطة ليذهبوا بأقدامهم الى محاكمة الجزاء الدولية ينالون العقاب العادل بدل السّحل في الشوارع هم ومن يقف معهم.
لتكن جلسات التفاوض محكمة اعلامية وقانونية لمجرمين محترفين محليين ودوليين فالثورة لا تستجدي وعليه يجب ان يكون الوفد قادرا على المهمة محاطا بكتيبة من القانونيين والحكماء والاعلاميين برقابة نشطاء الثورة قادة الجيش الحر من اشد المقاومين المحاصرين في داريا والحراك وحمص والقصير. وليس المتخمون بالفساد والنهب وتمرير سياسات السلطة لتشويه الثورة والمعارضة.
bachar_alissa@hotmail.com
معارض سوري مستقل