أنهى الأستاذ ميشيل كيلو محكوميته بالسجن لثلاث سنوات في 15 من أيار (قبل 4 أيام)، وبدلاً من أن يفرج عنه ويعود إلى أهله وأصدقائه تم نقله إلى مقر مخابرات أمن الدولة، ليتواصل إعتقاله في مركز توقيف وتحقيق بدلاً عن السجن المركزي الذي كان محتجزاً فيه.
ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأستاذ كيلو لتوقيف غير قانوني، فالتوقيف من أصله مع كل إجراءات المحاكمة لم يكن أكثر من محاكمة سياسية لناشط ومعارض سياسي، محاكمة يعوزها الموضوعية والحياد، أجراتها محكمة لا تملك قرارها في الأصل.
لن نغوص هنا في عدد المرات التي حرم فيها الكاتب كيلو من حريته بشكل غير قانوني رغم صدور قرارات قضائية تقرر الإفراج عنه، فقد حرم من إخلاء سبيله الذي صدر بقرار قضائي في العام 2006 وحرم من إخلاء سبيله بعد إعفا\ه من ربع المدة المتبقي من فترة محكوميته في العام 2008 بقرار قضائي صادر عن محكمة النقض، واليوم لماذا يحرم من حريته؟؟
الطريف هذه المرة أن أجهزة الأمن تفننت عبر مراسليها بأنباء انفردوا بها عن حالة الأستاذ كيلو. فخبر يطالعنا بأنه معتقل لدى العميد زهير الحمد، رئيس فرع المعلومات في جهاز مخابرات أمن الدولة (الفرع 255) وخبر آخر ينفي الخبر الأول ويؤكد أنه معتقل لدى العميد تركي علم الدين في جهاز أمن الدولة الداخلي (فرع الخطيب)، وأنه موقوف بناء على تعميم أصدره وزير الداخلية السابق اللواء بسام عبد المجيد يحتم على مدراء السجون في سوريا تحويل السجناء السياسيين بعد انتهاء مدة محكوميتهم الى الفروع الامنية التي قامت باعتقالهم.
وأياً كان الصحيح من أخبار مراسلي أجهزة الأمن التي انتشرت في سوريا خلال الأيام الأربعة الفائتة إلا أن أي منها لم يذكر شيئاً عن وضع الأساذ كيلو الصحي قبل نقله من السجن. بكلمتين إن وضعه الصحي سيء للغاية.
فقد اصيب الأستاذ كيلو قبل فترة ببحصتين في الكلية، تحركت إحداها وسدت مجرى البول تماماً، وقبل يوم فقط من نقله من سجن عدرا إلى مقر مخابرات أمن الدولة، أي يوم الاربعاء الفائت، أجري له فحص “إيكو” الذي أوضح أن البحصة تسد المجرى بشكل واضح ولا مجال لعلاجها غير التفيت بعملية جراحية.
وكان وضع الأستاذ كيلو صعباً للغاية، حيث لم يستطع حتى النوم، لانه لا يستطيع دخول الحمام، ولم يوافق طبيب السجن (سجن عدرا) على نقله للمستشفى، على اعتبار انه كان قد انهى محكوميته. لذلك فهناك تخوف على وضعه حالياً.
من يعتقل ميشيل كيلو اليوم؟ ولمصلحة من؟؟ ومتى الإفراج عنه أسئلة برسم أجهزة الأمن التي تعتقله…. ومراسليها.
* كاتب سوري وسجين سياسي سابق
“كلنا شركاء”: ميشيل كيلو معتقل عند ز.حمد وتخوف من تأخير الافراج عنه بسبب.. ماريا معلوف!!