وكالة الصحافة الفرنسية-
وصل 18 لبنانياً من الذين نجوا من غرق العبارة الاندونيسية الى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، صباح الاحد، وسط استقبال من قبل ذويهم ومن قبل مسؤولين سياسيين.
وحطت الطائرة الاماراتية التي تقل الناجين، آتية من دبي قرابة الساعة العاشرة من صباح الاحد، حيث كان في استقبالهم نواب من منطقة عكار، فضلاً عن ذوي الناجين.
وزير الخارجية بحكومة تصريف الاعمال عدنان منصور، شدد من المطار، على انه منذ اللحظة الاولى لغرق العبارة، لم تقصر وزارة الخارجية في المساعدة.
وأكد على أن السفارة اللبنانية في جاكارتا كانت أو من حضر الى جانب اللبنانيين.
من جانبه، رأى النائب هادي حبيش من المطار أن “وجود ممثلين عن الفرقاء السياسيين في المطار دليل على ان اللبنانيين يتوحدون في ظل المصائب”.
ولفت الى أن وصول الجثامين الى لبنان “هي مسألة تقنية، وبانتظار تطابق نتائج فحوض الحمض النووي التي أجريت في لبنان مع تلك في اندونيسيا”.
الى ذلك، لفت النائب علي عمار من المطار، أن معاناة عكار من ظلم كبير لناحية غياب الدولة عنها هو ما دفع بالمواطنين الى الهجرة.
وأدى غرق العبارة التي تقل مهاجرين غير شرعيين من اندونيسيا الى استراليا، الجمعة، الى مقتل 36 شخصاً على الاقل وفقدان العشرات. وكان على متن المركب ما بين 80 و120 شخصا، من لبنان والاردن واليمن، وقد تم العثور على 28 راكبا على قيد الحياة.
وقدرت السلطات اللبنانية الاحد عدد مواطنيها المفقودين في حادثة غرق السفينة بـ29 شخصا. وكان على متن السفينة 68 لبنانيا، تم انقاذ 18 منهم في حين عثر على جثث 21 شخصا اخرين، وفق ما افاد هيثم جمعة المدير العام للمغتربين في وزارة الخارجية.
ومن الناجين، لؤي بغدادي (25 عاما) من منطقة البداوي قرب طرابلس، الذي قال لوكالة “فرانس برس” أن “كل ما اذكره انني رأيت السماء، ثم وجدت نفسي في الماء”، مشيرا الى انه اضطر للسباحة قرابة نصف ساعة قبل الوصول الى جزيرة صغيرة.
اضاف “اكثر ما يؤلمني هو انني رأيت اولادا يطفون على سطح الماء من دون ان اتمكن من مساعدتهم. هؤلاء الاطفال ماتوا وهم جائعون لانه لم يعد ثمة طعام متوافر على المركب”.
ووجه بغدادي انتقادات لاذعة الى بلاده ذات التركيبة السياسية والطائفية الهشة، والمكبلة منذ اعوام بمشكلات اقتصادية واجتماعية زاد تأثيرها النزاع السوري الذي يقسم لبنان بين موالين لنظام الرئيس بشار الاسد ومتعاطفين مع المعارضة.
وقال “رأيت الموت في البحر، لكنني كنت اراه ايضا في طرابلس”.