بيروت (رويترز) – تعيش ذكرى الزعماء اللبنانيين الذين تم اغتيالهم في الرموز والشعارات التي يستخدمها ورثتهم الذين يتنافسون على أصوات الناخبين المسيحيين الضرورية لحسم نتيجة انتخابات برلمانية.
نائلة تويني ونديم الجميل ويبلغان من العمر 26 و27 عاما على التوالي صغيران حتى بمقاييس العمل السياسي في لبنان الذي يشيع توارثه في بعض الاسر. ويخوض المرشحان الانتخابات التي تجري في السابع من يونيو حزيران كحليفين ويستدعيان ذكرى والديهما اللذين قتلا لارائهما.
ويدير الجميل حملته من مكاتب مزينة بصور والده الرئيس المنتخب بشير الجميل الذي لاقى حتفه في انفجار عام 1982. ويضم البرنامج الانتخابي لتويني 48 بندا ويرمز هذا الرقم الى عمر والدها جبران حين تم اغتياله عام 2005. وكان الراحلان من المعارضين للنفوذ السوري في لبنان والآن يحاول ابناؤهما تحفيز الدعم المسيحي لائتلاف من الفصائل مدعوم من الغرب لا يزال يرى في الدولة المجاورة وحلفائها اللبنانيين تهديدا.
وقالت تويني التي ساعد والدها في قيادة حملة ضد النفوذ السوري في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري “انا عندي رسالة. رسالة الشهيد جبران تويني وهو ابي. ليس فقط لانه ابي وانما لانني مؤمنة أن جبران تويني هو فكر ووضع افكار ومشاريع لهذا البلد. ”
وأضافت “انا أريد أن أكون واحدة من الاشخاص الذين سينفذون هذا المشروع وهذا الحلم. ”
وستحسم كيفية تصويت المجتمع المسيحي الى حد كبير ما اذا كان تحالف “14 اذار” المناهض لسوريا سيحتفظ بأغلبيته ام يخسرها لصالح تحالف منافس مدعوم من دمشق ويضم التيار الوطني الحر بقيادة الزعيم المسيحي ميشال عون.
ودعم السنة والشيعة مقسم بين المعسكرين. ومن المتوقع أن يحتفظ سعد الحريري زعيم تحالف 14 اذار وابن رفيق الحريري ووريثه السياسي بمعظم المقاعد المخصصة للسنة وفقا لنظام لاقتسام السلطة يتم بموجبه توزيع المناصب الرسمية بين الطوائف الدينية اللبنانية المختلفة.
ومن المتوقع أن يهيمن حزب الله وحركة امل وكلاهما موال لسوريا على التمثيل الشيعي مجددا.
ويركز هذا المنافسة على المجتمع المسيحي الذي كان مهيمنا ذات يوم والمخصص له نصف مقاعد البرلمان التي يبلغ عددها 128.
ويجسد السباق على خمسة مقاعد مخصصة للمسيحيين في حي الاشرفية ببيروت وهو متاهة من الشوارع الضيقة تنتشر به الكنائس خصائص المنافسة. وتخوض تويني والجميل الانتخابات عن هذه الدائرة ويواجهان مرشحين منافسين من تيار عون.
عون القائد السابق بالجيش الذي قاتل القوات السورية خلال الحرب الاهلية التي استمرت منذ عام 1975 الى عام 1990 متهم الان بخيانة القضية التي كان يقودها ذات يوم بتكوينه ائتلافا مع حزب الله المسلح تسليحا ثقيلا والمتحالف مع كل من دمشق وطهران.
وحين كان يعيش بالمنفى في فرنسا حشد عون التأييد لانهاء السيطرة السورية على لبنان. في عام 2005 عاد بعد أن سحبت دمشق قواتها من البلاد تحت ضغوط دولية بسبب مقتل الحريري.
وصد عون (74 عاما) هجمات خصومه الذين يتنافسون على النفوذ في المجتمع المسيحي المقسم مبررا تقاربه مع دمشق بأن الدولة المجاورة أصبحت الآن خارج لبنان.
وانتقد خصوم عون تحالفه مع حزب الله في حملة انتخابية نادرا ما تثير قضايا مثل الاقتصاد او خلق فرص العمل او التعليم. والقوات التابعة لحزب الله التي تقول الجماعة انها ضرورية للدفاع عن لبنان ضد اسرائيل أحد اكثر القضايا اثارة للانقسام في البلاد.
وقال الجميل الذي يخوض ابن عمه سامي البالغ من العمر 28 عاما الانتخابات تحت لواء حزب الكتائب الذي أسسه جدهما “نرى أنه تحالف مع حزب الله من دون اي حدود وبدون اي شروط “هذا الشيء نرفضه لان القضية التي يحملها حزب الله ليست قضية لبنانية.”
الجميل الذي رفع شعار “على هداية البشير نبقى” ينادي باقامة علاقات جيدة مع جميع الدول المجاورة للبنان الذي لا يشترك في حدوده الا مع سوريا واسرائيل. كما يردد الجميل مطلب حلفائه باحتكار الدولة للسلاح. ويقترح عون دورا رسميا “للمقاومة” في الدفاع عن لبنان.
ووجه عون وحلفاؤه انتقادات لخصومهم حيث اتهموهم باستغلال ذكرى الراحلين لتحقيق مكاسب سياسية وبأنهم ليسوا سوى مجرد تابعين للحريري الملياردير المدعوم من المملكة العربية السعودية.
كما انتقد عصام ابو جمرة (72 عاما) نائب رئيس الوزراء وحليف عون ما وصفه بقلة خبرة تويني والجميل. ويخوض ابو جمرة الذي التحق بالجيش مع عون في الخمسينات الانتخابات ضد تويني والجميل في الاشرفية. وقال ابو جمرة “هذا طموح مبكر.”