كمال ريشا- “الشفاف”- دبي
يعيش العرق هذه الايام على وقع الضغوط الاميركية على القادة العراقيين من اجل توقيع الاتفاقية الامنية طويلة الامد التي تنظم وجود القوات الاميركية بعد انتهاء مهمتها التي أولاها اياها مجلس الامن الدولي، في اواخر العام الجاري.
وتنشط الديبلوماسية الاميركية على خط بغداد واشنطن من اجل الاسراع في إقرار هذه الاتفاقية قبل نهاية العام من اجل تشريع وجود القوات الاميركية في العراق وتنظيم وجودها بالاتفاق مع الحكومةالعراقية.
إلا أنه، ومن دون مقدمات، تظهر بين الحين والآخر عراقيل غير متوقعة تحول دون إقرار الاتفاقية بعد ان كانت قاب قوسين او ادنى من ان توقع، الامر الذي حمل جون نغروبونتي السفير الاميركي السابق في العراق ونائب وزيرة الخارجية الاميركية الى التباحث مع القادة العراقيين في زيارة لعلها الزيارة الاكثر وضوحا في مضمونها ،والاكثر تشددا في مطالبها.
لقد حمل نغروبونتي الى القيادات العراقية في بغداد مطالب اميركية واضحة جدا تقضي بضرورة إقرار وتصديق الاتفاقية الامنية الطويلة الامد، محذرا الاطراف العراقية الرئيسة من اللعب على عامل الزمن والاحداث.
السفير السابق لدى بغداد كان واضحا جدا مع الفريق العراقي المفاوض، الذي يشرف عليه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مباشرة، بعد ان تم سحب الملف من اشرف وزارة الخارجية العراقية الى مكتب رئيس الوزراء.
لقد اوضح نغروبونتي للعراقيين ان الولايات المتحدة، وبغض النظر عمن ستؤول اليه الادراة بعد الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لن تسمح لروسيا والصين ومن خلفهما ايران بالتحكم بمصير بقائها في العراق.
نيغروبونتي اضاف ان واشنطن لن تستجدي اي موافقة روسية لاجل تجديد القرار الاممي لوضع العراق تحت الاحتلال لسنة اخرى جديدة.
“وهذا ما يدفعنا في حال عدم موافقة الروس،(و الكلام لنغروبونتي) على تمديد بقاء القوات المتعددة الجنسيات لسنة جديدة، وان نكون مضطرين عندها لاعلان الاستعمار وتجميد العملية السياسية، او الاحتلال المباشر وتعطيل الدستور، وهذا خارج القيم الديمقراطية الامريكية”.
ويقال ان نغروبونتي من جانبه حذر رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من مواجهة مخاطر لا تحمد عقباها إذا رفض التوقيع على الاتفاقية الأمنية ذلك بحسب مصادر ديبلوماسية اوربية.
وحسب دبلوماسيين، فان نغروبونتي قال أن كل جندي اميركي قتل في العراق كان يسعى لتحقيق مثل هذه الاتفاقية، “ولم يقتل جنودنا في العراق ليمارس الشغب الاعلامي والسياسي ويسعى لعرقلة التوقيع على هذه الاتفاقية، ومن سيقف معنا في هذه الاتفاقية سنقف معه ومن سيعارض مصالحنا سيجد من جانبنا الجواب المناسب”!
وقال الدبلوماسيون ايضا إن التقارير الخاصة تؤكد ان نغروبونتي ذكر للمالكي ولمسئولين عراقيين أن واشنطن لن تسمح بهذا التسويف في تأخير التوقيع على هذه الاتفاقية ولن تسمح لاي طرف كان، سواء في الحكومة أو خارجها، ان يعرض امن القوات الاميركية في العراق والمنطقة للخطر.
كما ان الادارة الامريكية المقبلة، سواء كانت جمهورية ام ديموقراطية، لن تسمح لاحد بضرب قيمها الاجتماعية، وانها سوف تكون قادرة على اتخاذ القرار الاصعب والمؤلم للعراق و للاميركيين، والقيام بانسحاب كلي، خلال ثلاثة أشهر، بعد تسلم الادارة الجديدة في البيت الابيض، والتي تنتظر بقلق ما سوف تصل اليه المفاوضات الحالية مع الجانب العراقي.
نغروبونتي لمس اجماعاً كردياً سنياً على قبول الاتفاقية، الا ان الجانب الاميركي اصيب بخيبة امل بسبب مراوغة الاطراف الشيعية.
فكتلة مقتدى الصدر، الموجود في قم ،اضافة الى “حزب الدعوة” (تنظيم العراق)، الذي يقودة عبد الكريم العنزي، وهو من اقرب اطراف “الدعوة” صلة بطهران يضغطون من اجل رفض الاتفاقية، بالتنسيق مع دوائر جهاز الاستخبارات الايرانية (اطلاعات). يليهم فريق التفاوض الذي يسيطر عليه رئيس الوزراء المالكي، وهو زعيم حزب الدعوة (القيادة المركزية)التي انشق عنها ابراهيم الجعفري، وتتشكل من جناحي المالكي وعلي الاديب، حيث ان للاديب صلات قوية مع طهران، وهو من اقوى قيادات حزب الدعوة.
وتعمل هذه الاجنحة مجتمعة من اجل عرقلة تمرير الاتفاقية لاجل كسب الوقت وادخال تعديلات ترضي الطرف الايراني، بينما يحاول بعضها تاجيل الاتفاقية الى مرحلة تلي المفاوضات الايرانية الامريكية المباشرة بحيث يستطيع الطرف الايراني تقديم الاتفاقية كجزء من مجموعة خدمات يستطيع تسليفها للولايات المتحدة على طاولة المفاوضات، وبحيث يضمن هذا الطرف العراقي استمراره في السلطة و قيادته للعراق بعد الانتخابات العراقية التشريعية المقبلة سنة الفين عشرة.
إلا ان المالكي، كشخص، تعرض لضغوطات كبيرة من زعماء عراقيين شكلوا له الغطاء السياسي والحماية من اطراف شيعية داخل حزبه حاولت افشال مهمته منذ تسلمه رئاسة الوزراء. وهذه الاطراف هددت مباشرة بطرح الثقة بالحكومة و استبدال رئيسها. وقاد هذا التحرك رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني، خصوصا بعد فشل خمس محاولات لجمعه مع المالكي، الذي اتهمه البرزاني بتهميش حلفائه والاستئثار بالسلطة والخضوع لضغوط طهران.
الا ان الاجواء الاجابية التي أعقبت اجتماع القيادات الخمسة- الرئيس ونائبيه والمالكي ونائبيه والبرزاني- اضافة الى اللقاء الذي سبقه وجمع الماكي مع البرزاني، ساعد المالكي على الخروج مؤقتا من دائرة الضغوط.
الا ان هذه الاجواء لم تنعكس على اجتماع قيادات المجلس السياسي للامن الوطني، التي فشلت في اقرار التفاهم حول كيفية اقرار الاتفاقية، لينتقل الجدل الى داخل مجلس النواب، الذي اصبح الملجأ والخيار الوحيد، خصوصا بعد ان اشارت اليه مرجعية النجف.
تصريحات لقائد القوات الامريكية في العراق، “راي اوديرنو” فاجأت الجميع، حين اتهم الاستخبارات الايرانية برشوة اعضاء في البرلمان، حتى من غير المقربين من طهران، من اجل التصويت على رفض الاتفاقية.
اطراف برلمانية مطلعة كشفت عن مداولات تشريعية بشأن كيفية التصويت على الاتفاقية. فبينما تحاول اطرف تمريرها داخل البرلمان بالغلبية العددية اي النصف زائدا واحد وبمن حضر، تحاول اطراف محسوبة على طهران أن تفرض صيغة ثلثي مجلس النواب من اجل التوقيع على الاتفاقية، الأمر الذي يضعها في عنق الزجاجة الايرانية.
اخيرا فقد فجرت الاتفاقية الامنية طويلة الامد تناقضات شيعية حادة ادخلت الانقسام الى كافة مكونات الائتلاف العراقي الموحد، و خصوصا بين حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى، وبين حزب الدعوة والمستقلين، وبين المستقلين واطراف من المجلس ضد الدعوة والصدريين.
ويبقى التساؤل الساذج: هل اعتقد ويعتقد قادة العراق ان الامركيين يقيمون جمعيات خيرية تعمل على إسقاط انظمة مجانا (خصوصاً في الشأن العراقي تحديدا، بما يمثله من حجم ودور وخطورة على المصالح الاميركية النفطية والسياسية والاقليمية) لكي يتحملوا تشاطر رئيس الوزراء العراقي لكي يسلم العراق للهيمنة الايرانية المطلقة او ليجعله ورقة من ضمن سلة اوراق ابو شهر ناطنز على حساب الشعب العراقي؟
انها اسئلة تتطلب قراءة عراقية مسؤولة تسعى للحد من اضرار الاتفاقية في الوقت الاميركي الضائع قبل ان يضيع الوقت العراقي.
richacamal@hotmail.com.
“واشنطن لن ترضى بتسليم العراق لايران”لعبة الأمم العالم الذي نعيش فيه غابة مليئة بالشر والظلم، وأتذكر ذلك اليوم الذي قرأت فيه كتاب “لعبة الأمم”، وهو لعميل استخباراتي أميركي اسمه “مايلز كوبلنز”، وكنا شباباً صغاراً لا نفهم في السياسة أكثر من فلاح في رياضيات التفاضل والتكامل! ومع الوقت صار العالم في أعيننا ليس بسماء زرقاء، وزهور حمراء، وبحرا أخضر تتكسر أمواجه على شاطئ بديع، بل فهمنا أن العالم عالم يعج بالثعابين والقتلة من كل شيطان مريد. وحين ختمت القرآن في رمضان 1429هـ (2008م)، وقفت طويلاً أمام سورة “الفلق” وما تضمنته من استعاذة من الشرور، وردت في كلام الله عز وجل والذي… قراءة المزيد ..
“واشنطن لن ترضى بتسليم العراق لايران”
النظام الايراني مليشي طائفي سيدمر المنطقة وهو تكرار تاريخي للمليشيات الصفوية الارهابية التي عاثت بالارض الدمار والفساد والعنف وقضى عليها الاتراك وريحوا البشر منها ولهذا الصهيونية العالمية كما نلاحظها ستدعمه بكل حماس