خليل زاد احتج لدى عبد الله بن عبد العزيز على الاتهامات الموجهة لنوري المالكي(الفرنسية-أرشيف)
وصفت الولايات المتحدة علاقاتها بالمملكة العربية السعودية -وتحديدا فيما يتصل بالحرب على ما يسمى بالإرهاب- بأنها قوية، بينما قال تقرير إعلامي إن واشنطن مستاءة من الدور السعودي داخل العراق لا سيما حيال الموقف من حكومة نوري المالكي.
فمع رفضها التعليق على ما ورد في تقرير نشر اليوم الجمعة في صحيفة نيويورك تايمز، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أن الرياض وواشنطن تعملان بتنسيق تام حول المسائل الأمنية، وأن الجانبين يرتبطان بعلاقات قوية في مجال مكافحة الإرهاب.
بيد أن تقريرا نشرته صحيفة نيويورك تايمز قدم صورة مختلفة عن العلاقات السعودية الأميركية باتهامه الرياض بمحاولة تقويض الحكومة العراقية، وفشلها في وقف انضمام عدد من مواطنيها مع الجماعات المسلحة في العراق.
وأشار التقرير أيضا إلى أن السعودية ترى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عميل لإيران، ووجه أصابع الاتهام إليها بسبب دورها في محاولات إضعاف الحكومة العراقية عبر توفير الدعم للجماعات السنية المناهضة.
ونسب التقرير إلى مسؤول في الإدارة الأميركية لم يحدد هويته، قوله بوجود أدلة على تورط السعودية بتمويل الجماعات المعارضة للمالكي، رافضا أن يحدد ما إذا كانت الأموال تذهب للجماعات المسلحة أم لا.
وأضاف المصدر نفسه، حسب تقرير نيويورك تايمز، أن نصف العدد المقدر من المسلحين الذين يتسللون إلى العراق شهريا يدخلون عن طريق السعودية التي لم تتخذ أي إجراءات لمنع ذلك، كما قال المصدر.
ويتحدث التقرير أيضا عن زيارة مرتقبة ستقوم بها إلى الرياض وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الأميركية ووزير الدفاع روبرت غيتس من أجل إثارة هذه المسألة مع الحكومة السعودية، بعد فشل المحاولات السابقة في التوصل إلى أي نتيجة لجهة تغيير الموقف السعودي.
ويرجع التقرير بداية التوتر الجدي في العلاقات الأميركية السعودية إلى تصريحات الملك عبد الله قبل أشهر التي انتقد فيها الاحتلال الاجنبي غير المشروع للعراق، إضافة إلى موقف الرياض إزاء الجهود الأميركية لحل الصراع في الشرق الأوسط.
ودليلا على توتر العلاقات بين البلدين حول العراق، استشهد التقرير بلقاء جرى في الرياض مطلع العام الجاري جمع مندوب الولايات المتحدة الدائم في مجلس الأمن زلماي خليل زاد مع مسؤولين كبار في القيادة السعودية.
ومما كشفه التقرير أيضا أن المسؤولين السعوديين واجهوا السفير خليل زاد بوثائق تثبت نظرتهم القائلة بعدم الثقة بنوري المالكي، لافتا إلى أن إحدى الوثائق اتهمت هذا الأخير بأنه عميل لإيران وأنه هو من حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من تصريحاته وظهوره إعلاميا في الفترة التي كانت مخصصة لزيادة عدد القوات الأميركية.
وخلص التقرير إلى القول بأن السفير خليل زاد احتج لدى الملك عبد الله بن عبد العزيز على هذه الاتهامات، فيما أصر مسؤول أميركي في تصريح لنيويورك تايمز بأن تلك الوثائق كانت مزورة.
المصدر: الفرنسية
(الجزيرة)