مقالة ”الواشنطن بوست” ليست أول إشارة إلى تعاون تركي-إيراني إستخباراتي. فقد ألمح معلقون سياسيون أتراك في صحف كبرى في تركيا إلى علاقات تعاون ”غير طبيعية” بين مدير جهاز الإستخبارات التركي والإيرانيين. ويمكن للقارئ مراجعة المقال التالي:
[
أمره أوصلو:
من يدعم جبهة النصرة؟!->http://www.shaffaf.net/spip.php?page=article&id_article=23219&lang=ar
]
الذي يربط، بين أمور أخرى، بين حادثة السفينة ”مافي مرمرة” والإيرانيين، و.. جبهة النصرة! (تمويل جبهة النصرة يتم بواسطة الجمعية التي موّلت رحلة “مافي مرمرة”!)
أخيراً، تجدر الإشارة إلى أن ترجمة “رويترز” أغفلت تقرير المقطع التالي: “يُعتبر مدير الإستخبارات التركية، حقان فيدان” مشبوهاً في إسرائيل بسبب ما يعتبره الإسرائيليون صلاته الودية مع طهران. ويُقال أنه، قبل عدة سنوات، أطلق ضباط إستخبارات إسرائيليون، على سبيل المزاح، في حديث مع زملائهم في “السي آي أي”، صفة “رئيس محطة الإستخبارات الإيرانية في أنقرة” على فيدان. ولكن الولايات المتحدة تواصل التعامل مع فيدان في المواضيع الحساسة”.
الشفاف
*
القدس (رويترز) – ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس أن تركيا كشفت عمدا أوائل عام 2012 النقاب عن شبكة تجسس إسرائيلية تعمل في إيران ووجهت ضربة قوية لعمليات الاستخبارات الإسرائيلية.
ووصف مسؤولون في أنقرة طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم تقرير الصحيفة بأنه جزء من محاولة لتشويه سمعة تركيا من جانب قوى خارجية لا تشعر بالارتياح لتنامي نفوذ تركيا في الشرق الأوسط.
ولم يرد تعليق فوري من إسرائيل لكن وزراء إسرائيليين اتهموا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتبني موقف مناهض لإسرائيل في السنوات القليلة الماضية لتعزيز مكانة بلاده في العالم الإسلامي.
وتدهورت العلاقات التي كانت يوما قوية بين تركيا وإسرائيل في عام 2010 بعد أن قتلت قوات خاصة إسرائيلية تسعة نشطاء أتراك كانوا يسعون لكسر الحصار البحري الإسرائيلي لقطاع غزة.
وتوترت العلاقات بين الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة منذ ذلك الحين حيث توقف التعاون العسكري بينهما وذهبت كل المحاولات الرامية لتحسين العلاقات ادراج الرياح نتيجة انعدام الثقة المتبادل رغم جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتوسط بين البلدين.
وقال ديفيد اجناتيوس الكاتب بواشنطن بوست إن إسرائيل كانت فيما يبدو تدير جزءا من شبكتها للتجسس في إيران من تركيا ما اعطى المخابرات التركية الفرصة لمراقبة تحركاتها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إسرائيل كانت تعتقد أن الأتراك لن ينقلبوا عليها بعد التعاون معها على مدى سنوات.
لكنها قالت إن اردوغان كشف في أوائل عام 2012 لطهران هوية عشرة إيرانيين سافروا إلى تركيا للقاء جواسيس إسرائيليين.
وتتهم إيران إسرائيل منذ فترة طويلة بالقيام بعمليات تجسس داخل أراضيها وبقتل عدد من العلماء في المجال النووي كان آخرهم في يناير كانون الثاني عام 2012. وتتهم إسرائيل والغرب إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي وتنفي طهران ذلك.
وأغضب تقرير واشنطن بوست المسؤولين في أنقرة الذين اصبحوا بالفعل في موقف دفاعي بعد ان اشار مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الاسبوع الماضي إلى ان واشنطن قلقة من ان يكون رئيس المخابرات التركية حقان فيدان تبادل معلومات حساسة مع إيران.
وقال مسؤول رفيع من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه اردوغان ان هذه الاتهامات جزء من محاولة متعمدة لتشويه صورة تركيا وتقويض دورها في المنطقة في اعقاب انتخاب رئيس معتدل نسبيا في إيران هو حسن روحاني.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع “تركيا قوة اقليمية وثمة مراكز قوى لا تشعر بالارتياح لذلك…مثل هذه القصص جزء من حملة.”
وتابع “من الواضح ان هدف البعض هو إفساد الأجواء السياسية المعتدلة بعد انتخاب روحاني…وتحييد تركيا التي تساهم في حل مشكلات في المنطقة والتي لها علاقات مع إيران.”
وفي ابريل نيسان 2012 أعلنت إيران كشف شبكة تجسس إسرائيلية كبيرة واعتقلت 15 مشتبها بهم. ولم يتضح ما إذا كان لذلك صلة بالتسريبات التركية المزعومة.
ورفض نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زائيف ألكين التعليق على تقرير واشنطن بوست لكنه قال إن العلاقات مع تركيا “معقدة للغاية.”
وقال لراديو إسرائيل “الأتراك اتخذوا قرارا استراتيجيا… هو السعي لقيادة منطقتنا في الشرق الأوسط واستخدموا ورقة مناهضة إسرائيل من اجل تعزيز هذه القيادة.”
وحاول أوباما التوسط في مصالحة بين تركيا وإسرائيل في مارس آذار باقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاعتذار عن قتل الأتراك التسعة عام 2010.
لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إن جميع المحاولات اللاحقة للتواصل من خلال الموافقة على اتفاق لتعويض أسر قتلى الغارة البحرية الإسرائيلية باءت بالفشل.
وقال دبلوماسي إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع “الشيء الوحيد الذي حققناه منذ مارس هو أن نظهر للأمريكيين إن اردوغان غير مهتم على الإطلاق بالمصالحة.”
وبعد حادثة عام 2010 قبالة ساحل غزة أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك قلقه من أن تكشف تركيا معلومات استخباراتية لإيران.
ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عنه قوله في أغسطس آب 2010 “هناك بعض اسرار تخصنا (اطلعت عليها تركيا) وفكرة ان تتاح هذه المعلومات للإيرانيين في الأشهر المقبلة فكرة مزعجة.”