أود أن أحيى أعضاء برلمان البحرين لموافقتهم بالإجماع (بإستثناء عضو واحد) على قرار خطير فى جلسة تاريخية بمنع (هيفاء وهبى) من إقامة حفلة غنائية فى البحرين، وفى الحقيقة أنا لم أقرأ دستور “مملكة” البحرين لمعرفة مهام وظيفة نائب البرلمان فى البحرين، وهل من مهام تلك الوظيفة دستوريا أن يمنع أو يسمح لهيفاء وهبى بالغناء؟ لا أدرى.. أفيدونا أفادكم الله.
وأنا أحتفظ لنفسى برأيى فى (هيفاء وهبى) وذلك إيثارا للسلامة وحتى لا يتم طردى من بيت الزوجية إذا ما أطلعت زوجتى على هذا الرأى!! وأيا كان رأئى فى (هيفاء وهبى)، فأنا أرى أن حقها أن تغنى، وأن من الناس أن “يستمتعوا” برؤيتها والإستماع إليها بكل “جوارحهم”!، وأن هى خالفت القوانين العامة فى “مملكة” البحرين فإن هذا سوف يضعها تحت طائلة القانون، وهذا يمكن أن يتولاه ضابط بوليس بحرينى شاب، ولا حاجة للبرلمان لأن يجتمع عن بكرة أبيه ويتخذ مثل هذا القرار الجرئ فى هذه المرحلة التاريخية من تاريخ أمتنا العربية المناضلة.
وعلى فكرة هناك عضو فى برلمان البحرين إسمه يشابه إسمى تماما: “سامى البحيرى”، ولا يوجد أى صلة قرابة بينى وبينه، وأنا لم أقم بزيارة البحرين قط، وأذكر أنه منذ عدة سنوات عندما كان مغضوبا علىّ وأسافر بجواز السفر المصرى! توقفت فى مطار البحرين لعدة ساعات، وكان لى صديق عزيز يعمل فى البحرين، وأتفقت معه أن أزروه بدلا من الجلوس فى صالة الترانزيت المملة، فتقدمت لضابط الجوازات البحرينى وكان أمامى فى الطابور مواطن لديه جواز بريطانى، ولم يكن لديه تأشيرة زى حالاتى، فقام الموظف بختم جواز سفره فورا، فقلت كويس الأمور هنا سهلة، وعندما تقدمت بجوازى إلى الضابط سألنى عن تأشيرة دخول، فشرحت له الموقف وقلت له أننى أرغب فى الدخول لسويعات بسيطة وأخرجت له تذكرة سفرى وتذاكر شنط سفرى وبطاقة صعود الطائرة، وكل شئ يثبت أننى راكب ترانزيت، فرفض بإباء وشمم عربى أصيل، وحاولت بشتى الطرق والكبارى معه فلم يوافق على إعطائى التأشيرة حتى أننى طلبت منه أن يأخذ ساعتى ال”أوميجا” رهنا بعودتى ولكنه لم يوافق، ثم سألته:”هو الخواجة الإنجليزى إللى دخل قدامى عنده تأشيرة” فقال لى: لأ، فقلت: طيب إشمعنى؟ فكان رده التاريخى المقنع:علشان هو معاه جواز بريطانى وإنت معاك جواز سفر عربى، فشكرته وقلت له: تحيا الوحدة العربية!
…
وفى تقديرى أن إهتمام برلمان البحرين بموضوع (هيفاء وهبى) نابع من متابعته لنبض الشارع البحرينى، ويعرف مدى أهميتها بالنسبة للمواطن العادى، إهتماما قد يتفوق على إحداث العراق ولبنان وغزة.
وياريت عندما يجتمع برلمان البحرين فى إجتماعه القادم لمناقشة حفلة نانسى عجرم أو روبى، أن يناقش على هامش الإجتماع إرسال وقود من البحرين إلى أهل غزة، وياريت بعضا من الخبز لأهل المحلة الكبرى فى مصر، وبعض الأغطية لضحايا دارفور فى السودان، ومذكرة تأييد لحكومة نورى المالكى فى العراق، ورئيس جديد للبنان.
…
قولوا لى بربكم ألا يكفى أن الفن والفنانين مطلوبين من الإرهابيين والمتطرفين ومن مشايخ الفضائيات، إتركوا (هيفاء) تغنى ودعوا الناس تقبل عليها أو تنفر منها، وأنا أكاد أن أراهن أن كثيرا من الذين صوتوا ضد حفلة (هيفاء وهبى) يفعلون مثلى ويبحثوا عن (هيفاء) ليلا فى كل الفضائيات بعد أن يكون الأولاد وأم الأولاد قد ناموا وشبعوا نوم للإستمتاع ب”غنائها”!!
والشئ المدهش فى الموضوع أن منظم الحفلة قد عرض كحل وسط (ليس وسط هيفاء)! أن يطلب من هيفاء أن تلبس ملا بس محتشمة تتمشى مع تقاليد البحرين، وإذا بأعضاء البرلمان يرفضون الحل الوسط، وربما لسان حال بعضهم يقول (طيب إذا هيفاء لبست حشمة..إخنا حنتفرج على إيه!!).
ولست أدرى ماذا سوف يحدث فى نهاية جلسة هيفاء؟ هل سوف يصدر تشريع بحرينى جديد بمنع هيفاء من الغناء فى البحرين؟ وهل سوف ينشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية البحرينية؟ وماذا إذا أثار البرلمانيون البحرانيون هذا الموضوع فى الإجتماع البرلمانى العربى القادم؟ وتم تعميم هذا القرار على كل البرلمانات العربية؟ بهذا سوف ندفع هيفاء دفعا للهجرة إلى الخارج، وبهذا يستمر نزيف العقول والحناجروالأجساد العربية!! إلى الخارج، وأعتقد أن هذا ما هو إلا مؤامرة غربية أمريكية صهيونية لسرقة كل الكفاءات العربية!!
وبما أننا نتكلم عن “هيفاء” فسوف أختم بالمثل المصرى الذى تعلمته فى مصر، طلبت من أبى أن يعلمنى “الهيافة” فقال لى: تعالى فى “الهايفة” وإتصدر !!
المصدر ايلاف
samybehiri@aol.com