ليس وليد جنبلاط الوحيد الذي يخشى من سقوط دول “سايكس بيكو”، ومنها “دولة لبنان الكبير”، أي الدولة اللبنانية الحالية التي شكّلت نموذجاً فريداً لتعدد الطوائف وللتنوّع السياسي والحضاري. ولكن هواجس “البك” تستحق الإشارة، رغم تشاؤمها المغرق، لأن لبنان بات “على كفّ عفريت”، كما يُقال، بوجود “جيش إيراني” في البلد يخترق جيش الدولة ويتحكّم به، ويسعى لإسقاط التجربة اللبنانية الفريدة. وبسبب “الإنسحاب الأميركي” من المنطقة، الذي يسمح لنظام الملات الإيراني، بانتظار سقوطه الوشيك هو أيضاً، بتمزيق المنطقة العربية إلى طوائف وعشائر ودويلات متصارعة. وأيضا الإنسحاب الفرنسي الذي لا يقلّ خطورة. فرنسا فرنسا أولاند ليست فرنسا الديغولية: فقد تعاملت مع “الهبة السعودية” لدعم الجيش اللبناني كمسألة “تجارية”، وكأنه لا تربطها بلبنان “العلاقة الخاصة” التي دفعت الرئيس ديغول لاتخاذ موقف عنيف من إسرائيل حينما اعتدت على مطار بيروت في العام ١٩٦٨!
مشكلة “هواجس” البك، وغيره، هي أن البلد أصغر من أن يُقسّم، وأن أكبر طائفة في البلد، أي السنّة (وليش الشيعة كما يروّج محلّلون أجانب) باتت تتمسّك بـ”لبنان الكبير” مثلها مثل الموارنة والدروز، ولا ترغب عند بديلاً!
*
من “لبنان الكبير” إلى دولة جبل لبنان
يعيش النائب وليد جنبلاط هذه الايام هواجس التغييرات الاقليمية التي تضرب المنطقة وهو يتنقل بين المناطق والقيادات السياسية محاولا ما امكنه تبريد النقاط الساخنة وساعياً لتشكيل جسر عبور بين القيادات على اختلاف مشاربها.
جنبلاط يردد في مجالسه الخاصة ان حدود سايكس بيكو سقطت الى غير رجعة، وان كل المحاولات الجارية للملمة الاوضاع في الاقليم مآلها الفشل، مستندا الى النمو المضطرد لما يسمى “تنظيم الدولة الاسلامية”، وكيف استطاع هذا التنظيم خلال فترة وجيزة السيطرة على مساحات شاسعة في العراق وسوريا وازال الحدود بين البلدين في المناطق التي وقعت تحت سيطرته وأنشا دولة الخلافة مطبقا أحكام الشريعة الاسلامية على طريقته.
معلومات تشير الى ان جنبلاط مسكون بهاجس حماية الدروز، والحفاظ عليهم كتلة بشرية متماسكة وآمنة ومتصلة، اجتماعياً على الاقل، في مناطق الانتشار الدرزي بين لبنان وسوريا وفلسطين، وأنه يخشى عليهم من الاضمحلال تباعا او من ردات فعل انتقامية على غرار تلك التي طالت المسيحيين في الموصل او الازيديين في العراق.
وتشير المعلومات ان جنبلاط أسّر لاحد السياسيين الذين التقاهم مؤخرا قائلا إن سلسلة جبال لبنان الغربية ستكون حدود الدولة اللبنانية بعد ان يستقر الوضع في الاقليم، وسوف تمتد هذه الدولة من القبيات الى جزين مرورا بزحله البقاعية وستتشكل الغالبية السكانية فيها من المسيحيين والدروز، ما يعني عمليا اقتطاع المناطق ذات الاغلبية الشيعية والسنية عن لبنان في الشمال والبقاع، من دون ان يتضح اين سيكون مآل هذه المناطق، مشيرا الى ان “محور الممانعة” سيمنى بهزيمة تؤدي الى سقوط الانظمة التي تشكل هذا المحور اليوم وكذلك سقوط منظومته الايديولوجية، وسوف يسقط معه تاليا التيار المسيحي المتحالف معه.
وتضيف، حسب ما نقل عن جنبلاط، ان ما يعرف اليوم بطريق القمم سيشكل حدود لبنان المقبل وهو يؤمن التواصل الجغرافي بين الاطراف، معتبرا ان هذا السيناريو سوف يطبق خلال ثلاث سنوات كحد اقصى.
هواجس وليد بك: لبنان صغير درزي-مسيحي من القبيات إلى جزّين وزحلةكرر وليد جنبلاط اليوم عبر “مدن” مثل هذا الكلام عن سايكس بيكو . وقد صادف هذا مع مانشرته اليوم على بلوغري بعنوان : مابعد داعش. فيما يلي نصا له ومهو متعلق ومتداخل مع كلام وليد جنبلاط . ثمة ملاحظات تاريخية تغيب عن اذهان كثر . محور هذه الملاحظات ان دول شمالي افريقيا خضعت لاحتلات متناقضة : فرنسية بريطانية اسبانية وايطالية. وابتداء من نهاية القرن التاسع عشر باستثناء ليبيا فهي من بداية القرن العشرين. في حين ان دول المشرق بقيت متماسكة الى نهاية الحرب العالمية الاولى.وخضعت لثنائية بريطانية – فرنسية. لكن… قراءة المزيد ..
هواجس وليد بك: لبنان صغير درزي-مسيحي من القبيات إلى جزّين وزحلةأسمع الكثيرين يتحدثون عن تحول لبنان إلى فيديرالية!!!! هل تظنون أن لبنان الحالي هو ليس عبارة عن مجموعات فيدارالية!!! التحول القادم للبنان سيكون الكونفيدارية وليس الفيدارلية حيث أنه اليوم دولة فيدارالية ولكن بدون أوراق ثبوتية!! المربعات الأمنية والقوانين التي تطبق في منطقة ويتم تطبيق غيرها في مناطق أخرى بحسب تبعية المربع الأمني مع وجود محلس وزراء واحد ومجلس نواب واحد ورئيس جمهورية واحد بجانب عدة رؤساء لديهم صلاحيات على مناطقهم أكثر من رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى وجود قوى أمنية في كل منطقة تقوم بحفظ الأمن على طريقتها الخاصة!!! كل هذه… قراءة المزيد ..
هواجس وليد بك: لبنان صغير درزي-مسيحي من القبيات إلى جزّين وزحلة
البقاء على لبنان الحالي هو اللامركزيه الواسعه قدر الامكان, واذا فشلت ستكون الفدراليه الهدف الثاني. والفشل سيأخذنا الى حرب أهليه طاحنه وبتحالفات مصلحيه فقط. وعندما تمحى الحدود, لن ينفصل الدرزي السوري عن اللبناني والفلسطيني, ولن ينفصل الشيعي عن الشيعي, او السنِّي عن السنِّي ولا المسيحي عن المسيحي. وإذا إعتبرنا ان المسيحي حضارياً, والدرزي متقوقعاً, ليس هناك أمل بمتصرفيه, بل سيكون هناك دوله درزيه, أجِّلت نشأتها ٣٥ سنة, من جبل العرب الى الجولان, مروراً بلبنان.
خالد
khaled-stormydemocracy
هواجس وليد بك: لبنان صغير درزي-مسيحي من القبيات إلى جزّين وزحلة
ما الذي يجع الأستاذ جنبلاط واثقاً إلى هذا الحد من إمكانية تعايش المسيحيين والدروز كثنائي وحيد في لبنان المتصرفية الغابر-العائد حسب جنبلاط؟ حظوظ التعايش المسيحي السني والمسيحي الشيعي (الشيعي اللبناني المرجعية) أكبر بكثير من تلك التي يتصورها جنبلاط. والبرهان في الظواهر المدينية المتعددة ثقافياً وترفيهياً وفنياً واجتماعياً واستهلاكياً حيث وحدهم شيعة إيران ودروز التقليد باقون على الهامش.