لا شك أن قوز باراك حسين أوباما بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يثبت بما لا يدع مجالا للشك عظمة الشعب الأمريكى والذى خلق حضارة عظيمة فى فترة قصيرة من عمر الشعوب، والشعب الأمريكى دائم الإستعداد لتصحيح نفسه، فكلما خرج القطار عن مساره يجتمع هذا الشعب بكل طوائفه لإعادته إلى مساره الصحيح بشكل سلمى رائع. فلم نسمع فى الإنتخابات الماضية عن مشاكل صناديق إنتخابات معبأة سلفا، ولم نسمع عن حرق صناديق وهى فى طريقها إلى أماكن الفرز، ولم نسمع “ماكين” يتهم المشرفين على الإنتخابات بالتزوير، بل كانت خطبة “ماكين” خطبة رائعة لا تجد فيها أى رائحة للمرارة، وتقبل الهزيمة بصدر رحب بل ووضع نفسه تحت تصرف الرئيس الجديد، مثله مثل أى جندى يضع نفسه فى خدمة قائده، ولن نخوض فى أسباب فوز أوباما فقد قتلها الكتاب بحثا فى كل أنحاء العالم.
وقد كنت حريصا على أداء واجبى الإنتخابى بالرغم من أننى كنت خارج الولايات المتحدة أثناء الإنتخابات، وقد أدليت بصوتى قبل مغادرتى وتم هذا بطريقة سلسلة للغاية، فقد عبأت الإستمارة المخصصة لذلك، وإستمارة إنتخاب الرئيس هى إستمارة كبيرة بها إنتخاب أعضاء الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ، وإنتخاب شيخ الخفر (مأمور الشرطة) فى المقاطعة التى أسكن فيها وإنتخاب القضاة، وكذلك إنتخاب أعضاء مجلس النواب للولاية التى أقطنها، بالإضافة إلى الإستفتاء على قوانين محلية عديدة، والموضوع يحتاج إلى مذاكرة قبل الذهاب للإنتخاب فعليك أن تقرأ ما سوف تفعله يوم الإنتخاب وترسل لك مقاطعة الولاية نموذجا للتصويت ومعه تعليمات بشكل مفصل وبطريقة مبسطة يفهماها كل من يفك الخط .
ولقد شجعت إبنتى على إستخراج تذكرة إنتخابية بمجرد وصولها سن الثامنة عشرة وكانت غاية فى السعادة عندما أدلت بصوتها لأول مرة فى حياتها وهى مثلها مثل كثير من زميلاتها وزملاءها من مؤيدى أوباما، وأنا شخصيا بالرغم من أننى مسجل فى الحزب الجمهورى إلا أننى قد إنتخبت أوباما إقتناعا منى أنه هو “وجو بيدون”نائب الرئيس سوف يكونا أفضل كثيرا من ماكين وسارة بالين، ولقد كنت أود أن تكسب هيلارى كلينتون ترشيح الحزب الديموقراطى لأن خبرتها أكبر من أوباما بلإضافة إلا أن وجود بيل كلينتون إلى جانبها كان سيعضد مكانتها كأول رئيسة لأمريكا، ومين عارف يمكن هيلارى تنجح المرة الجاية، لم يكن أحد ليتصور أن أمريكا سوف تنتخب رئيسا من أصول إفريقية، فالدور الآن على إنتخاب أمرأة لرئاسة أمريكا.
والقول بأن أوباما نجح بسبب أصوات السود هو قول يحتاج إلى مراجعة ، فقد حصل إوباما على %43 من أصوات البيض، وعلى %95 من أصوات السود، فأصوات السود فقط ما كانت تضمن نجاح أوباما، ولكنه بدون تلك الأغلبية الكاسحة من أصوات السود ما كان له أن ينجح أيضا، لأنه حصل على %52 فقط من أصوات الشعب الأمريكى وحصل ماكين على %47 من الأصوات، وإذا أستبعدنا أصوات السود فأعتقد أن فرص أوباما فى الفوز كانت ستضعف كثيرا، ولكنه لم ينجح بأصوات السود فقط كما يحاول بعض غلاة يمين الحزب الجمهورى ممن يحاولون تبريرهزيمة ماكين. وقد راهنت جمهورى زميل لى العمل بمبلغ مائة دولار على فوز أوباما، ونظرا لأننى خارج أمريكا فيبدو أنه سوف يأكل على مبلغ المائة دولارّ!!
وأنا شخصيا كنت أتمنى أن ينحج المرشح الجمهورى “مت رومنى” وهو من رجال الأعمال الناجحين، وكان حاكما لولاية ماساتشوسيس، لأنه فى إعتقادى أن أمريكا والعالم فى حاجة إلى رجل أعمال لإدارة أكبر إقتصاد فى العالم، وليس فى حاجة إلى سياسيين مثل أوباما أو ماكين وخاصة فى ظل الأزمة المالية العالمية المستحكمة، والتى تزداد سوءا.
ولكن كل هذا الكلام لا ينفع فقد فاز أوباما وأصبح رئيسا للولايات المتحدة، وأخطر ما فى موضوع إنتخاب أوباما أن العالم يتوقع المعجزات من أوباما، ولكن فى تصورى أن أوباما لن يحقق أى معجزة بحجم فوزه بمنصب رئيس أمريكا، فقد كانت كل الظروف ضده، ولكنه أدار حملة إنتخابية على أعلى مستوى ونجح فى جمع أكبر مبلغ من المال من صغار المتبرعين، ورفض الحصول على أموال من الحكومة لتدعيم حملته، والحقيقة أن إنتخاب اوباما أعطى الأمل لكل الشباب المطحون فى العالم، ولقد إتصلت بى إبنتى بعد إعلان فوز أوباما وقالت وهى تصرخ فى التليفون:”لقد فزنا!!” وقالت لى بأن أوباما أصبح مثلها الأعلى لأنه حقق المعجزة بدون تدخل من السماء، ولكنه حقق معجزة بشرية، والسؤال مرة أخرى هل يستطيع أوباما أن يحقق آمال العالم كله بشرقه وغربه ويحقق معجزة أخرى؟ فى تقديرى أن أى معجزة أخرى قادمة لأوباما فلا بد من تدخل السماء فيها، فلن يستطيع أوباما أن يسير على الماء كما سار السيد المسيح، ولكن أوباما وللحق قد سار على أكثر من الماء لكى يصل إلى ماوصل إليه، وكلى أمل أن يكون أفضل من الرئيس جورج بوش الإبن، وهى مهمة أعتقد أنها لن تكون صعبة على أوباما، يعنى هو لن يستطيع أن يخربها أكثر من كده!! ومرة أخرى لا تنتظروا المعجزات حتى لا تصدموا.
samybehiri@aol.com
• كاتب مصري – دبي
إيلاف
هل يستطيع أوباما السير على الماء؟أدهشني يا سامي أيها الشاب المرح ، أن تكون لك ابنة في سن الثامنة عشر ( عقبال ما تشوفها في الكوشة ) وأدهشتي أيضا أن تكون لها تذكرة انتخابية تمارس بها دورها في حكم أمريكا . أنا شخصيا عندي إبنان /مهندسان/ إستشاريان/ تجاوزا سن الأربعين/ لديهما بطاقتا انتخاب نعم لكن بغير تفعيل! بيد أن مأثرتهما الكبرى أنهما أنجبا لي نصف دستة من الأحفاد ، أتمنى على الله أن يحييني إلى أن أراهم جمبعا ً في مثل عمر ابنتك شريطة أن يشاركوا في حكم بلادهم ، أما لو يتسع لم لي الأجل فوصيتي لك أن تتابع… قراءة المزيد ..