هل تبحث السلطات الألمانية عن 10 مشبوهين إضافيين في العملية الإرهابية الكبرى التي أجهضتها (حسب معلومات نشرتها “صنداي تايمز” البريطانية يوم أمس الأحد)، أم عن 49 مشبوهاً كما ذكرت الصحيفة نفسها في 8 سبتمبر؟
الأهم قد يكون ما أوردته “صنداي تايمز” في عدد 8 ستبمبر وهو أن المتّهم الرئيسي في القضية، وهو فريتز غيلوفيتش، كان على صلة بالإرهابي “محمد عطا”، مما يجعله على صلة بهجمات 11 سبتمبر 2001، وبـ”خلية هامبورغ” الشهيرة.
وحسب المعلومات الجديدة، فإن فريتز كان “على صلة” بزيارة قام بها “محمد عطا” إلى مسجد مدينة “نيو أولم” في العام 2000، مما يطرح إحتمال أن يكون عضواً في “خلية هامبورغ”!
مشبوه رئيسي فرّ إلى بريطانيا
وقد كشفت “صنداي تايمز” البريطانية، يوم أمس، أن مشبوهاً رئيسياً في المحاولة الإرهابية التي أجهضتها السلطات الألمانية في يوم 4 سبتمبر قد فرّ إلى بريطانيا.
كما نقلت عن مصادر أمنية بريطانية أن حوالي 10 من أعضاء العصابة الإرهابية قد نجحوا في الفرار. وكانت الشرطة الألمانية قد اعتقلت 3 أشخاص، 2 منهم ألمان أصليون والثالث تركي، في مدينة “كاسل” بوسط ألمانيا، وصادرت مواداً كيماوية وأجهزة تفجير كانت قادرة على إلحاق خسائر بشرية تفوق خسائر عمليتي مدريد ولندن. وكان المخطّط الإرهابي يشمل تفجير قنابل في مطار فرانكفورت وفي قاعدة عسكرية أميركية.
ويأتي الكشف عن وجود أحد الإرهابيين في بريطانيا بعد أن نفت السلطات الألمانية، مباشرة بعد اعتقال الإرهابيين الثلاثة، وجود أية علاقة بين الخلية الألمانية وبريطانيا، وبعد أن استخفّت بالإتصالات الهاتفية التي كان أعضاء الخلية قد أجروها مع أشخاص في بريطانيا.
شكوك حول “الإتحاد الإسلامي العالمي”
ويأتي هذا التطوّر في أعقاب شكوك أبدتها مصادر أصولية في صحّة البيان الصادر عما يسمّى “الإتحاد الإسلامي العالمي” الذي أصدر بياناً تبنّى العملية بموجبه. واعتبرت هذه المصادر أن هذا “الإتحاد” وهمي، وأن البيان قد يكون بياناً “إستخباراتيا” وأنه ليس من المستبعد أن تكون الأجهزة الأوزبكية وراءه.
كذلك شكّكت نفس المصادر في إحتمال أن تكون “حركة أوزبكستان الإسلامية” وراء العملية، وشكّكت أيضاً ما نُشِر في الصحافة الغربية حول وجود جماعة منشقة “حركة أوزبكستان الإسلامية” قد تكون هي المسؤولة عن العملية التي تم إجهاضها. وقالت هذه المصادر: “في باكستان نفسها، حيث تتواجد “حركة أوزبكستان الإسلامية”، لم يسمع أحد بالإنشقاق المزعوم! وأضافت: “إذا كانت هذه الجماعة موجودة فعلاً، فمن هم قادتها؟”
الأوامر من باكستان وجهاز التفجير من سوريا
وتأتي هذه التطوّرات الجديدة لتزيد الغموض المحيط بالعملية كلها. ففي الأسبوع الماضي، كشف وزير الداخلية الألماني فولفجانج شويبله أن جهاز التفجير الذي كان سيستخدم في المخطط جاء من سورية عبر تركيا. وقال «نعلم أن أجهزة تفجير تلك القنابل جاءت من سورية عبر تركيا الى ألمانيا.. نعلم أن هناك صلات. نعلم أن هناك شبكة واضحة».
والغريب في تصريح الوزير أن الإشارة إلى سوريا تحتمل “التأويلات”! فليس واضحاً ما إذا كان المقصود جماعات موجودة في سوريا، أم إذا كان التصريح يشمل الأجهزة السورية الرسمية! خصوصاً أن هنالك إحتمالاً لأن يكون المشبوهون في العملية على صلة بالسوري “السقّا” المسجون في تركيا بتهمة الإعداد لعملية إرهابية كبرى بطلب من “القاعدة”!
واكد الوزير ان المشتبهين الثلاثة وهم ألمانيان اعتنقا الاسلام وتركي جاءهم الأمر بالتنفيذ قبل منتصف سبتمبر من باكستان. وحسب الوزير الألماني، كانت الأوامر أن “لا تضيعوا أشهر في التحضيرات، الآن هو وقت العمل” .
وأضاف أن مسؤولي الأمن الألمان يراقبون ثلاثة رجال تلقوا تدريباً في معسكر باكستاني للمتشددين، لكنهم لا يملكون أدلة تكفي لاعتقالهم.
وأكد ان التهديد الذي وجهه “اتحاد الجهاد الإسلامي” المرتبط بتنظيم “القاعدة” والذي أعلن مسؤوليته عن مخطط ألمانيا لا يزال قائماً.
بيار عقل
مواضيع ذات صلة: