هل صحيح أن الأمن العام اللبناني سمح لسفارة إيران باستجواب لاجئ سياسي أهوازي في سجن زحلة كما تقول منظمة العفو الدولية؟ وما هو المبرّر؟ وهل صحيح أن موظفين إيرانيين استجوبوا هذا اللاجئ السياسي “العربي الإيراني” مرتين ولساعات طويلة.. عن الجالية الأهوازية في سوريا ولبنان؟
هذا تطوّر خطير جداً لبلد كان طوال تاريخه، القديم كما الحديث، ملجأ للمضطهدين في الشرق! وليس مقبولاً أن تكون ضغوط حزب الله، أو ضغوط النظام السوري الشقيق، هي التي فرضت على الأمن العام هذا الخرق الفاضح للقوانين اللبنانية والدولية.
قبل شهر واحد، أِشرنا في “الشفاف” إلى الضغوط التي يتعرّض لها مدير الأمن العام مما أسمته جريدة الأخبار “مرجعياته”، وذكّرنا بأن “مرجعية” الموظف هي الدولة والدولة وحدها:
المطلوب من الأمن العام “اللبناني”، ومن وزير الداخلية، الإجابة!
لبنان (أي شعب لبنان) أخرج قوات الأسد من أراضيه في العام 2005. ولبنان لم يصبح مستعمرة إيرانية.. بعد! وسفارة إيران ليست “مرجعية” للأجهزة اللبنانية!
اليوم لاجئ أهوازي، وغداً لاجئ سوري، وبعده ..؟ نحن لم ننسَ أن المدير العام السابق للأمن العام، جميل السيّد، رفع دعوى في سوريا (وليس في بلده) ضد صحفيين لبنانيين معارضين للنظام السوري!
*
“العفو الدولية” تناشد لبنان عدم تسليم مواطن عربي أهوازي لإيران
حسب موقع “العربية نت” فقد
أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا ناشدت فيه السلطات اللبنانية بعدم تسليم مواطن إيراني من عرب الأهواز إلى السلطات في طهران .
وجاء في بيان المنظمة الذي إستلمت العربية.نت نسخة منه أن المواطن المواطن الاهوازي محمد طاهر بطيلي الذي يحمل الجنسية الايرانية يواجه خطر الترحيل القسري من لبنان الى ايران.
وتخشى المنظمة الدولية مواجهته التعذيب أو الإعدام في حال ابعاده الى ايران.
وكان الأمن اللبناني اعتقل محمد طاهر بطيلي البالغ من العمر 29 عاما، والمعترف به كلاجئ من قبل المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة، اثناء صعوده السيارة في 2 يونيو (حزيران) 2010 في العاصمة اللبنانية بيروت.
ويؤكد البيان أنه بالرغم من تقديمه اوراق المفوضية التي تثبت وضعه كلاجئ، إلا أن عناصر الأمن ألقت القبض عليه بتهمة دخوله البلاد بصورة غير شرعية عبر سوريا.
وقال السيد كريم بني سعيد المتحدث باسم منظمة حقوق الإنسان الأهوازية لـ “العربية.نت” إن طالبي اللجوء من العرب الأهوازيين يهربون عادة من سوريا إلى بلدان أخرى بعد حصولهم على إعتراف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بهم كلاجئين خوفا من تسليمه إلى الامن الإيراني من قبل سوريا حيث تكرر هذا الأمر مرارا مع العرب الأهوازيين.
وافاد البيان بأن البطيلي دخل لبنان عبر الاراضي السورية مع اسرته في 28 مايو (أيار) 2009 طلبا للجوء. وكان هرب مع أسرته من ايران بسبب نشاطه السياسي، ونشاط والده في سبيل دعم الاقلية العربية في الاهواز، في محافظة خوزستان (الاهواز) بايران.
ويقول البيان بأن محمد البطيلي معتقل الآن في سجن زحلة بوادي البقاع شرقي لبنان. وبعد اعتقاله زاره مسؤولون من السفارة الايرانية في بيروت في السجن، واستجوبوه مرتين لفترات طويلة، بخصوص الجالية الأهوازية في كل من سوريا ولبنان.
ودعت منظمة العفو الدولية إلى الإتصال بالسطات اللبنانية وخاصة مكتب الرئيس اللبناني، عبر الهاتف والبريد الالكتروني، بغية إيقاف هذا الإجراء.
ويقطن في مختلف الأقاليم الإيرانية على الساحل الشرقي للخليج وخاصة في إقليم خوزستان، الذي يطلق عليه العرب إسم عربستان أو الأهواز، ما يقارب خمسة ملايين نسمة من العرب.
وتتهم المعارضة العربية السلطات الإيرانية بممارسة سياسة التفريس والتهجير القسري وبناء مستوطنات وجلب وافدين من أقاليم آخرى بهدف تغيير التركيبة السكانية لهذا الإقليم الذي يؤمن 85% من النفط والغاز و35% من المياه لإيران، حسبما يشرح رئيس المكتب السياسي لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي عدنان سلمان، في حديث لـ “لعربية.نت”.