وجدي ضاهر الشفاف بيروت خاص
تتسارع وتيرة الحديث عن حرب اسرائيلية مقبلة على لبنان الى درجة اصبح الحديث عنها وكأنها واقعة لا محالة وهي تنتظر فقط إشارة الانطلاق.
ففي الصالونات الديبلوماسية في لبنان يتداول الديبلوماسيون اخبار وسيناريوهات الحرب المقبلة من دون التوقف عند الاسباب التي ستؤدي الى إندلاعها. ولكن يجمع العديد من هؤلاء الديبلوماسيين على ان الحرب ستقع في غضون الاشهر المقبلة لانها اصبحت حاجة اسرائيلية- ايرانية- حزب الهية على حد سواء.
،وفي المعلومات ان اسرائيل تعتبر ان حزب الله خرق اتفاق وقف الاعمال العدائية من خلال رفع مخزونه من الصواريخ كما ونوعا إضافة الى سعيه للحصول على صواريخ مضادة للطائرات. وفي هذا السياق تعتبر اسرائيل ان حصول الحزب على هذه المنظومة يشكل اعلان حرب يستوجب رداً، وربما حربا استباقية.
وفي سياق متصل، اشار ديبلوماسيون الى ان اسرائيل ابلغت سوريا بواسطة قنوات ديبلوماسية، قيل انها قطرية، بضرورة عدم تسليم حزب الله هذه الصواريخ، او حتى تسهيل حصوله عليها، تحت طائلة اعتبار حصول الامر بمثابة اعلان حرب سوري على اسرائيل لا يعفي دمشق من تبعات الحرب المقبلة.
وفي المعلومات أيضا ان اسرائيل تستفيد من تضعضع خلفية حزب الله في ضوء استمرار الاحتجاجات الاصلاحية في ايران وانسداد افق الحوار بين النظام والمعارضة، مما يجعل الوضع الايراني مفتوحا على احتمالات شتى الاكيد من بينها ان ايران ما بعد الثاني عشر من حزيران الماضي ليست نفسها ايران اليوم. وبالتالي، فإن حزب الله فقد بعضا من الدعم الذي كان يحظى به او في اقل تقدير فإن هذا الدعم لن يكون ابدا بالمستوى الذي كان عليه قبل الانتخابات الايرانية .
كما تشير المؤشرات ايضا الى استفادة اسرائيلية مزدوجة من بداية الانعطافة السورية البطيئة عن ايران، حيث بدأت سوريا تبحث عن ملاذات آمنة لحفظ نظامها في تركيا والمملكة العربية السعودية. ان بداية الانعطافة السورية معطوفة على التهديد الاسرائيلي لدمشق من انها ستكون عرضة لهجمات اسرائيلية يقللان من الدعم اللوجيستي السوري لحزب الله فيفقد ايضا المزيد من عناصر قوته التي تمترس بها عام 2006 في حرب تموز.
وفي المعلومات ايضا ان اسرائيل تستفيد من ضعضعة حزب الله المالية حيث تشير المعلومات الى ان الحزب تعرض لسلسلة نكبات مالية ناجمة عن سياسة تجفيف منابع الارهاب التي اعتمدتها الولايات المتحدة فتسببت بإفقاده مصادر تمويل رئيسية من تجارة السكر والملح في افريقيا الى اميركا اللاتينية ودبي وإفلاس وزير مال الحزب صلاح عز الدين وصولا الى مصادرة مبلغ قدر بحوالي سبعة عشر مليار دولار في تركيا من اموال نقدية وذهب كانت متجهة من ايران الى لبنان من دون ان تطالب بها السلطات الايرانية.
على المستوى الايراني تبدو الحرب حاجة ايضا في ظل استمرار الازمة المزدوجة للنظام.
فطهران لم تستطع ايجاد حل لمسألة ملفها النووي مع المجتمع الدولي واصبح قرار اتخاذ عقوبات وصفها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأنها “تشل النظام الايراني” قاب قوسين او ادنى من اعتماده على الرغم من المعارضة الصينية لاتخاذ مثل هكذا قرار في ضوء تنامي استثمارات بكين في ايران والمقدرة بحوالي ثلاثمئة وسبعين مليار دولار .
اما على المستوى الداخلي فإن حربا استباقية بين حزب الله وايران تشكل مخرجا ولو مؤقتا للنظام الايراني الحالي وتمثل هروبا الى الامام من مواجهة الاستحقاقين الداخلي والخارجي.
حزب الله بدوره هو آخر المستفيدين من الحرب المقبلة لاكثر من سبب. فهي اولا تساهم في اعادة شد عصب الحزب بعد الترهل الذي اصابه نتيجة تفشي ظواهر الفساد في صفوف القادة والعناصر على حد سواء. إضافة الى ان اي حرب مع اسرائيل تسحب موضوع سلاحه من التداول الداخلي وتؤجل البحث بمصيره وطاولة الحوار الى أجل غير مسمى، كما انها تكرس غلبة منطقه الستيني من ان “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، إضافة الى ان حزب الله اصبح يشكل بدوره عبئا على الوضع الداخلي الايراني حيث تتوجس بعض قيادات الحزب من تداعيات المواجهات الايرانية على مصير حزب الله في لبنان. ويقول بعض هذه القيادات ان ايران تعيد ترتيب سلم اولوياتها بعد الضربة التي وجهت الى الحوثيين في اليمن وبعد ان يمم خالد مشعل وجهه شطر المملكة العربية السعودية والقاهرة، وتاليا فإن حزب الله هو الورقة الايرانية الاخيرة التي يجب العمل على اقفالها من اجل التفرغ لمعالجة الوضع الداخلي الايراني.
وفي سياق متصل، استغربت مصادر لبنانية توقيت طرح ابو موسى، امين سر حركة “فتح الانتفاضة” التي ابتدعها النظام السوري في وجه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الراحل ياسر عرفات لتطويعه وتدجينه، ومن صيدا بالذات لمسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، حيث اشار الى ان هذا السلاح يخضع لمعادلة لم يعلن عنها مؤكدا ان هذه المعادلة ليست لبنانية لبنانية ومؤكدا ايضا ان هذا السلاح باق حتى تحرير الارض.
مراقبون سارعوا الى اعتبار موقف ابو موسى هذا رسالة سورية تريد قبض ثمنها، في حين اعتبر آخرون ان هذا الموقف يشكل تكريسا للانعطافة السورية عن ايران وجاء خارج السياق السوري في الانفتاح على المملكة العربية السعودية وتركيا.
وفي معزل عن السياقين السابقين يثير توقيت حديث ابو موسى عن ضرورة وجود سلاحه المثير للجدل لبنانيا لحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية مؤشرا اضافيا على اجواء التوتر التي بدأت تخيم فوق لبنان .
هل اصبحت الحرب الاسرائيلية المقبلة واقعا ينتظر التوقيت؟
المهم بالنسبة للنظم العسكرية او الديكتاتورية او الشمولية او الدينية البقاء على الكرسي ونهب الشعب وتفقيره وتجهيله وسحق الطبقة الوسطى ولو تجزا البلد الى مائة حته.والطواغيت يحرفون الدين كما يحلو لهم ويستخدمون شعارات تخديرية ويجعلون الانسان يقفز كالقرد بالروح بالدم نفديك يا ابو الجماجم او الى الابد الى الابد (أطلق القرآن مصطلح الجبت والطاغوت؛ أما الطاغوت فهو الذي يملك الرقاب بقوة السلاح والطغيان، بينما الجبت هم الكهنة الذين يفصلون الفتاوى، ومنه فقد دمج القرآن بين الكلمتين: “يؤمنون بالجبت والطاغوت)