ما زالت المملكة العربية السعودية ترفض الى اليوم تحديد موعد للرئيس السوري بشار الاسد، الذي ابدى رغبته في زارة المملكة للإطمئنان الى صحة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، في مؤشر اعتبره مراقبون سعوديون إستمرارا للموقف السعودي الذ أعلنه وزير الخارجية الامير سعود الفيصل من ان المملكة سحبت يدها من مبادرة “سين سين” وانها لن تتدخل في الشؤون اللبنانية تاركة لدمشق التخبط في الاوحال اللبنانية.
ويشير مراقبون الى ان الرئيس السوري يريد ان يذهب الى الرياض للإطمئنان الى صحة العاهل السعودي ولكي يحصد مقابل هذه الزيارة موقفا معنويا لبنانيا يمهد له التراجع عن خطوة إسقاط حكومة الحريري، في ظل العجز السوري عن الإيذان بتشكيل الحكومة اللبنانية، بما يمهد لعودة الحريري رئيسا للحكومة اللبنانية بعد زيارة الاسد للملكة العربية السعودية ولقاء العاهل السعودي.
الموقف السعودي، حسب ما رأى المراقبون يعكس إستياء المملكة والعاهل من سلوك الرئيس السوري الذي خذل الرياض مرار، فأوقف المصالحة الفلسطينية التي رعتها الرياض وفي لبنان من خلال رعايته لحزب الله والمنظمات المسلحة والتدخل في الشؤون اللبنانية وصولا الى تفويت الفرصة المبادرة.
وأضاف المراقبون ان الاستياء السعودي إنعكس ايضا بالطلب الى الامير الوليد بن طلال بوقف جميع أشكال الاستثمارات التي تنفذها شركاته في قاسيون، حيث بدأت الحكومة السورية بإعادة الاراضي المصادرة الى أصحابها بعد أن أوقف الامير الوليد العمل بمشاريعه السياحية فيها.
وفي سياق متصل، أشار المراقبون الى ان المملكة، سحبت يدها نهائيا من الملف اللبناني، على قاعدة إعادة تصويب المواجهة بين المحكمة ذات الطابع الدولي الناظرة في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذين تورطوا في الجريمة سواء من داخل لبنان او من خارجه، وأن المملكة التي سعت بصدق لحصر تداعيات القرار الاتهامي، وإنشاء مظلة أمان عربية لتحصين الوضع اللبناني والعربي، والسوري تحديدا، وجدت نفسها تخوض مواجهات متعددة مع المجتمع الدولي ومجلس الامن والاتحاد الاوروبي وحلفائها اللبنانيين، وحصدت الخيبة من النظام السوري، وهي حاليا غير مستعدة لإعادة تجريب المجرب مرة جديدة.
وإنطلاقا من هذه النظرة المستجدة للمملكة للملف اللبناني فإن الرئيس سعد الحريري، الذي اعتقدت سوريا وحزب الله وقوى 8 آذار ان بامكانهم إحراجه بإخراجه من رئاسة الحكومة، وجد نفسه في حل من أي التزام تجاه المملكة العربية السعودية لإنجاح مبارة ” سين سين”، فأوقف مسيرة التنازلات وأعاد تصويب مسار العملية السياسية لثورة الارز.
وفي سياق متصل، وجدت سوريا وقوى 8 آذار ومن معهم بين مطرقة إقالة حكومة الحريري، وسندان عدم القدرة على تشكيل حكومة برئاسة ميقاتي من جهة ثانية.
وأشارت معلومات من مصادر قوى 8 آذار اليوم أن إجتماعا عقد في بنشعي، مقر الوزير سليمان فرنجية، ضم بعض اركان قوى 8 لبحث مأزق تشكيل الحكومة. وكان من بين ابرز المقترحات الإفراج عن الرئيس ميقاتي ليشكل حكومة غير سياسية من التكنوقراط اذا تعذر تشكيل حكومة غلبة 8 آذارية لأن الوضع العام في البلاد لا يحتمل المزيد من التأجيل. خصوصا ان دمشق لا تبدي الى اليوم اي موقف مساعد على حلحلة عقد تشكيل الحكومة، ما اربك جميع حلفائها في لبنان.
هل أوقف الوليد بن طلال إستثماراته في “قاسيون” بطلب من الملك عبدالله؟
لا اعتقد بأن المملكة العربية السعودية لا ترغب باستقبال الرئيس بشار الاسد ولكن الحقيقة في رأيي المملكة تنتظر الزيارة بفارغ الصبر وأيام
المشككين بالعلاقة الأخوية بين الرجلين لا يستطيع
أحد بالعالم ان يهزها لأن الأقنعة سقطت عن أوجه أشباه الرجال ودمتم