إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
لا يشرّف السيد نبيه بري ،الذي أطلق حرسه النار على المتظاهرين السلميين في انتفاضة 2019 أن « يُعلن » أنه يمثّل حزب الله منذ العام 2006، لأننا كنا « نظنّهُ » و« بعض الظنِّ إثم » ممثلاً للمجلس النيابي، أي للسلطة التشريعية في لبنان!!
ولا نعطي قيمةً لتصريحه الأخير (تحت ضغط « كاتم الصوت » المصوّب على رأسه من الإيرانيين) بأنه لا يقبل إلا بالقرار 1701 الذي « ابتلع القرار 1559 وما قبله » (أي قرار نزع سلاح الميليشيات، « أمل » و « حزب الله » وغيرهم). فالقرار 1701 انتهى بانتهاء حزب الله « البائد »، الذي لم يعد يملك القدرة على تأمين « تشييع لائق » لزعيمه الذي انتهى في « قبر مؤقت » بانتظار فرجٍ لن يأتي!
ولا نعطي قيمةً لتصريحات السيد نجيب ميقاتي عن « استعداد لبنان لتنفيذ القرار 1701، أو حتى باستعداده لنشر 8000 جندي لبناني في الجنوب. فالسيد ميقاتي لا يمون على الحزب الإيراني الآن لتنفيذه، ولا قيمةَ لكلام دولة عجزت، جُبناً، عن تنفيذ القرار الدولي 1701 منذ 18 عاماً.
الآن، « القرار »، كما يُقال، بات وبكل أسف، في يد حكومة نتنياهو، وليس في أيدي السادة برّي وميقاتي وجنبلاط وبقية « كلن يعني كلن ». وكلما طالت « شطارة » السيدين بري وميقاتي، كلّما زادت قدرة السيد نتنياهو على فرض شروطه عليهما، وعلى اللبنانيين.
ما يهم اللبنانيين اليوم، وأهل الجنوب والبقاع والضاحية هو كيفية وقف القصف المدمّر الدي يخطف الأرواح ويهدم المنازل والأرزاق.
وهذا، في ما يتراءى لنا، هو « آخر همّ » عند رئيس حكومة تصريف الأعمال السيد نجيب ميقاتي، او عند السيد نبيه برّي، الذي أطلق عليه نعيم قاسم لقب « الأخ الأكبر » .. قبل أن يستقل طائرة وزير خارجية إيران هارباً إلى طهران حتى بدون أن يشيّع الشخص الذي كان نائبًا له (قمة الشهامة)!
كلبنانيين، وبإسم المليون لبناني الذين « تشرّدوا » وتحوّلوا إلى « لاجئين »، نطالب حكومة لبنان وبرلمان لبنان، أي ما « تبقّى » من « السلطة » بما يلي:
أولاً، « صيانةً لحياة أهالي الجنوب والضاحية والبقاع خصوصاً، وممتلكاتهم وأرزاقهم »، إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، أي من الجانب اللبناني، وإعلان أن أية عمليات عسكرية يقوم بها حزب الله ضد إسرائيل هي عمليات « خارجة عن القانون » ومناوئة لمصالح الدولة اللبنانية التي لم تعلن يوماً الحرب على إسرائيل. والطلب إلى الجيش فرض تنفيذ قرار وقف إطلاق النار ومطالبة « اليونيفيل » بمؤازرة الجيش اللبناني في تنفيذ القرار، سواء في الجنوب والبقاع وحتى في « ضاحية بيروت ».
ـ (ردّاُ على من يقول « كيف تعلن حكومة لبنان وقف إطلاق النار وهي أصلاً لم تعطِ أمراً بإطلاق النار »، نقول أن تصريحات السيدين بري والميقاتي وجنبلاط منذ أكتوبر 2023 كانت تتبنّى الربط بين غزة ولبنان وتضفي « شرعية » مزعومة على قرار الحرب الإيراني بـ”الإعتداء على إسرائيل”).
ثانياً، إعطاء أمر للجيش اللبناني بمصادرة أسلحة حزب الله، وكل الجماعات المسلحة (حركة أمل، الحزب القومي السوري، الجماعة الإسلامية) التي تسبّبت بحربًٍ دمّرت قسماً كبيراً من لبنان، وسقط بسببها ما لا يقل عن 3000 قتيل لبناني.
ثالثا، مطالبة دولة إيران بسحب ضباطها الذين يقودون العمليات العسكرية في جنوب لبنان وغيره على الفور، ومطالبة الجيش اللبناني بحظر أي وجود عسكري إيراني في لبنان
رابعاً، حظر حزب الله، ونشاطاته، وكل الجماعات التابعة له (“السرايا” وغيرها) في لبنان، والتعامل معه كميليشيا خارجة على القانون لم يتم تشريعها يوماً، واستولت على مقدرات البلاد بقوة.. الإغتيالات والإرهاب.
خامساً، وبناءً على ما سبق، وليس بناءً على « خزعبلات » السيدين برّي وميقاتي:
ـ مطالبة حكومة إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في لبنان؛ والتوجّه إلى الأمم المتحدة لمؤازرة لبنان، أيضاً بناءً على ما سبق؛
ـ وفتح مفاوضات مع إسرائيل لسحب قواتها من لبنان، وإما العودة إلى هدنة 1949 كاملة، أو عبر إتفاق جديد يتم التوصل إليه بين البلدين.
هذا مطلبنا كمواطنين لبنانيين يريدون استعادة « سيادة » بلدهم من الإحتلال الإيراني, ويرغبون في استعادة حكم الدستور والقانون في لبنان.
وهذا مطلبنا، كمواطنين لبنانيين، يرغبون في وقف جحيم القتل والتدمير الذي يتعرض له قسم كبير من اللبنانيين، في “الضاحية”، والجنوب، والبقاع، والآن في كل أنحاء لبنان.
(لمن يقول أن قِسماً من شيعة لبنان “كانوا مع حزب الله”، نقول: مدينة “زوريخ” والكانتون الألماني في سويسرا “كانوا مع هتلر” أثناء الحرب العالمية الثانية! “جُلَّ من لا يُخطئ! أولئك ظلوا “مواطنين سويسريين”، ومثلَهم “شيعتُنا” ظلوا “مواطنين لبنانيين” حسب القانون، وهم”أهلنا”، حسب منطقنا العشائري!)
وهذا مطلبنا مما تبقى من سلطة سياسية وعسكرية وأمنية، لتقوم هي بتنفيذه من منطلق الواجب الوطني: قبل أن تفرضه علينا حكومة إسرائيل بقوة السلاح.
حتى هوكشتاين أعلن أن “العالم سيقف مع الحكومة اللبنانية اذا اتخذت القرار”! خذوا “القرار” أو استقيلوا!
برفوا على هذا الكلام الواضح الدقيق والوطني
الصادر عن ابن دير القمر عرين الرجال
ًوالوطنية …انكم مربى الاسود