أدرك الحسن الثاني في سنوات عمره الأخيرة، أنه لم يعد هناك خصوم سياسيون معارضون، بالمعنى الذي كان يطرحه رجال سياسة دهاة وصعبو المراس، أو تنظيمات سياسية صلبة “نسبيا” على غرار ما كان عليه حزب ” الاتحاد الوطني للقوات الشعبية”. ذلك أن “نظريته” التوريطية للنخب، ومن خلالهم، أفراد المجتمع، كانت قد أتت أكلها، سيما أن نظام المَلَكية المطلقة الذي اعتمده، لم تترك مجالا لتشكل
دوائر دفع اقتصادي واجتماعي وسياسي وفكري، بل انتصب هو باعتباره الراعي الأول والأخير، لكل شؤون الحياة العامة، من أكبر تجلياتها إلى أصغرها. وللتعبير عن هذا الأمر الواقع، كان الإعلام الرسمي يُردد بشكل متكرر على طريقة الإعلانات الإكراهية، بأن “جلالته هو السياسي الأول والرياضي الأول والفنان الأول…” وهو ما ترسخ في أذهان العامة إلى درجة أن الخاصة والعامة، تداولوا إحدى الحكايات المُفارقة، والتي لم يتسن التأكد من صحة وقوعها، وتقول بأنه خلال إحدى الاحتفالات بعيد العرش يوم ثالث مارس، الذي كان الحسن الثاني يحرص على جعله مشهودا حقا، عمد جزارو إحدى الدواوير الرثة إلى تعليق لافتة ذات عيد عرش في مدخل البلدة وقد كٌتب عليها :”جزارو البلدة الفلانية يقدمون أحر التهاني للجزار الأول جلالة الملك الحسن الثاني نصره الله وأيده”.. وكان أن وصل خبر أمر اللافتة العجيبة الغريبة، إلى رجل السلطة الأول في البلدة الذي هو القائد، فهرع إلى عين المكان وأمر بنزع اللافتة إياها، و عنَّف “مُقترفيها” الذين لم يفهموا سر الغضبة القائدية.
الواقع أنه بغض النظر عن درجة الواقعية أو التخييلية، في الحكاية المذكورة، فإنها تُعبر عن الذهنية المغربية بامتياز. ونعني بها تلك “العبودية المُختارة” التي شَرَّحَها الكاتب الفرنسي إتيان دو لابواتييه في القرن الرابع عشر، كما كانت مُتفشية في المُجتمع الفرنسي الذي كان ملكيا قسرا وطوعا. أي ذلك الاستغلال الكثيف للخصائص الغوغائية عند العامة، وفي نفس الوقت، التحكم في نزوعات التحديث لدى الخاصة، وهو ما كان يعيه الحسن الثاني بشكل حاد. فهو كما قال عنه الصحافي الفرنسي المُخضرم “جون لاكوتور”، العارف بالشأن المغربي : “للحسن الثاني موهبة كبيرة على قيادة الجماهير وفي نفس الوقت شراهة غريزية للسلطة”.. غني عن البيان أن مَن كانت هذه خصائصه الشخصية، في مُجتمع شبه خام من الجوانب السياسية والاقتصادية، لن يمنح ذرة فرصة لنمو ما يُمكن أن يُعرقل طموحه الاستحواذي على السلطة. فَهِم أفراد النخبة ذلك جيدا، وتأكدوا أن الحسن الثاني لن” يمزح” مَع أي منهم يُخالفه الرأي. لذا فقد اصطف حواليه شرذمة نُدماء، على طريقة حُكم بني أمية والمماليك وسائر أباطرة العهود الغابرة، وعمل هو على اختيار الذين سيلعبون أدوار الطبقة البورجوازية المُستحدثة، وقوامهم بضع مُعدمين تقريبا، لكنهم على ذكاء خبيث، ليأمن جانبهم، وفي نفس الوقت يجعلهم مَدينين له دائما، لإدراكه أن هَمَّ هؤلاء سينصرف أكثر إلى تكديس الثروات، والعمل على إرضائه حتى يحتفظوا بامتيازاتهم الطارئة. أما مُعارضوه فكثف اتجاههم عروض الترغيب أو الترهيب، فسقط مَن سقط في مَسلخ الحسن الثاني، وارتقى مَن ارتقى إلى جواره موظفا يأتمر بأمره بعدما كان مُعارضا لا يُشق له غبار.
وقد انتهى الحسن الثاني مع أمر مُعارضته في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، حين طرأت قضية الصحراء الغربية. إذ جعل مُعارضيه أو ما تبقى منهم كذلك في الظاهر (أما الباطن فخلاف ذلك تماما) يصطفون خلفه مثل بُسطاء العساكر ليقولوا، عن اقتناع أو كببغاوات، إن “الصحراء مغربية”. و”أقنعهم” أن كل الملفات الأخرى مُؤجلة: لا ديمقراطية ولا دستور يفصل السلط ولا توزيع عادل للثروات ولا مُناقشة للملفات الاقتصادية والاجتماعية.. المُلحة طالما أن المغرب لم ينل اعتراف العالم بـ”مغربية” الصحراء.. وهو الملف الذي ما زال على حاله تقريبا منذ ما يزيد على ثلاثين سنة في وضع “استاتيكو” في حين تردت كل المُؤسسات التي تقوم عليها مصالح الناس. والأخطر من ذلك أن هؤلاء الأخيرين وقوامهم ملايين مُملينة من بني آدم، ضاعت كرامتهم على موائد شرذمة من اللئام، الذين كان الحسن الثاني يختارهم بعناية شديدة من بين أحط الناس همة وأكثرهم خِسة، وأقدرهم على سحق بني جلدتهم. وهنا يحضرني مثالان على كل ذلك التردي البشري الذي حفره الحسن الثاني أكثر فأكثر في نفوس المغاربة، مُستلهما ما راكمته في النخاعات الشوكية للمغاربة، وعقولهم الظاهرة والباطنة، قرون طويلة من تسلط الحكام الذين تعاقبوا على المغرب. المثال الأول، أو الحكاية الأولى بالأحرى: كان للحسن الثاني نديم لساعات فراغه يحقنه مُستملحات ونكت، اسمه (الشيخ بين بين) ينحدر من مدينة مراكش المعروف أهلها بخفة دمهم وميلهم للبسط والتنكيت. وحدث أن تورط ابن هذا الأخير، بشكل مُباشر- كما أفادت بذلك تقارير التحقيق البوليسي و المخابراتي- أو غير مباشر – كما أفاد المعني بنفسه، حيث حاول أن ينفي عن نفسه التهمة الخطيرة المتمثلة في نية وتطبيق، مشروع فاشل لقلب نظام الحكم الملكي بالمغرب، على يد بعض ضباط وجنود يوم عاشر يوليو من سنة 1971 وعلى رأسهم الكولونيل محمد اعبابو، حيث كانوا قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بالحسن الثاني والنظام الملكي.. ما حدث بعد أن هدأت الأجواء، فيما نحن بصدده، هو أن الحسن الثاني استدعى مُنادمه ومُهرجه المراكشي “بين بين” ليشتكي له من العمل الخطير الذي قام به ابنه، فما كان من هذا الأخير سوى أن قال للملك في حماس غريب: “هو ليس بإبني وأنا لست بأبيه، إنني بريء منه”.. بهذه البساطة اللفظية تخلص الأب من ابنه، لم يُحاول حتى طلب العفو له من خلال مُحاولة تبرئته، تاركا إياه لمصير أسود قانيا، تمثل في الزج به رفقة العسكريين المتورطين في الانقلاب المذكور، في سجن تازمامارت السري الرهيب، الذي كان في الحقيقة قبرا بلا شاهدة، مع فارق أن سُجناءه كانوا أحياء.. وذلك ليموتوا ببطء رهيب.. وللمفارقة الداكنة أنه في تلك الأوقات الرهيبة نفسها، وعلى مدى سنوات طويلة بلغت ثمانية عشر عاما، كان الأب “بين بين” يحكي المستملحات والنكت من التراث العربي والحياة اليومية المغربية، للحسن الثاني، بينما كان ابنه يحكي لرفاقه السجناء في ظلمات قبر تازمامارت، حكايات يستعيدها من الروايات الفرنسية التي كان قرأها في أوقات فراغه من الدوام العسكري سابقا، حين كان ضابطا في سلاح الحسن الثاني، معضدا بنفوذ والده، مُهرج الملك.
المثال الثاني المُماثل،مصدره عائلة “بن عمرو” ذات الأصول الأندلسية، والتي لها ابنان لا يشتركان سوى في هذا الانتماء البيولوجي، أما قناعاتهما الفكرية والسياسية فمتباعدة بُعد السماء عن الأرض.. أكبرهما سنا “محمد بنعمرو” كان دائما ملكيا قلبا وقالبا، كيف لا؟ وهو الذي كان دائما الخطيب الرسمي للحسن الثاني خلال المواسم والأعياد الدينية؟ وصوته الأجش ما زال عالقا بالذاكرة السمعية لجيلين أو أكثر من المغاربة، حين كان يبدأ خطبة العيد بين يدي الملك الحسن الثاني،بهذه العبارة اللازمة :”في هاااااااااااااااااذا اليوم الأغرررررر يا مولالالالالالالالالالالالاي..” .
في حين أن أخيه عبد الرحمان بنعمرو، كان دائما وعلى طرف نقيض يساريا صلبا، عاش كل محن اليسار المغربي من مواقع أمامية، مما كلفه أياما عصيبة من الاعتقالات التعسفية والمضايقات الكثيرة. فعندما كان فقيه الحسن الثاني يُسأل عن أخيه اليساري، كان يتأفف وينعته بـ”مسخوط الملك”.
يُلخص هذان المثالان الحالة المزرية التي جعل عليها نظام الحسن الثاني الأخلاق العامة والخاصة للناس. وفي نفس الوقت الارتقاء الروحي والأخلاقي والنفسي والفكري لأناس نادرين حقا، مثل الأستاذ عبد الرحمان بنعمرو الذي ما زال، وهو في السبعين من عمره، على ذات القناعات اليسارية، إذ لم تنل منه تلك السنوات الطويلة من التهديد والتنغيص، التي اعتمدها الحسن نظام الحسن الثاني اتجاه أمثاله وما أقلهم.
لا أستطيع أن أبرح هذه النمذجة الدالة – إن صح التعبير – على الانسحاق الأخلاقي الذي أصاب الناس في المغرب، دون أن أحكي هذه الواقعة التي حكاها الصحافي الفرنسي “جون لاكوتور” الذي كان صديقا لكبار السياسيين المغاربة من أصحاب القرار، بدءا بالملك الحسن الثاني، أو المعارضين، مثل عبد الرحيم بو عبيد الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، لمدى سنوات طويلة. حكى الصحافي الفرنسي المذكور أنه كان على موعد مع هذا القيادي السياسي المذكور، في منزله خلال أحد أيام سنة من بداية سنوات ثمانينيات القرن الماضي، وكان الحدث شد وجذب بين الملك الحسن الثاني و عبد الرحيم بو عبيد، في موضوع الصحراء الغربية، على خلفية أن الثاني لم يكن متفقا مع الأول حول اقتراح إجراء الاستفتاء لحل مشكل الصحراء،. وفوجئ الصحافي – كما حكى فيما بعد – أنه كان بمعية الزعيم الاتحادي، شخص من نفس حزبه – أي حزب بو عبيد – أصبح عند تجربة حكومة التناوب وزيرا وما زال في منصبه حتى الآن (ولو بعد الصرف غير الظريف تماما، الذي ناله الوزير الأول السابق الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي، من طرف الملك الحالي محمد السادس، حيث تخلى عما سماه حزب اليوسفي بـ”المنهجية الديمقراطية” وعين مكانه التيقنوقراطي إدريس جطو). ومصدر المفاجأة، أن الصحافي الفرنسي كان قد التقى بنفس الشخص في اليوم السابق، في بيت وزير الحسن الثاني القوي في الداخلية ونعني به إدريس البصري. كان واضحا حينها للصحافي الفرنسي، أن الشخص إياه كان يلعب لعبة الوجهين أو ربما أكثر، واحد للمعارضة وآخر للمهادنة، وهو ما أثار حفيظة الصحافي الفرنسي، ودفعه إلى جذب صديقه بو عبيد من كُمِّ قميصه إلى مدى أبعد عن سمع الشخص المعني، الذي كان لون وجهه قد استحال إلى المرمري، وأخبره بالأمر، فلم يزد القائد الاتحادي عن الابتسام بشكل ذي مغزى حزين، أو هكذا بدا الأمر أمام الصحافي الفرنسي، قائلا: “إن هذه هي مشكلتنا الكبيرة في الحزب”.
الواقع أنه لم تكن هذه فقط “مشكلة” حزب القوات الشعبية اليساري، ذي المرجعية الاشتراكية،بل “مشكلة” كل الأحزاب المغربية. فقد اعتمد الحسن الثاني على “التعددية” السياسية التي تخدمه بشكل مريح، أي أحزاب كثيرة على النحو الذي يجعل العمل السياسي أشبه بملهاة مسرحية على طريقة موليير أو لوبي دي بيغا.. إذ ترك بعضا من الشخصيات التي خبرت العمل السياسي إبان ظروف الاستعمار، ممن اكتسبوا، عن حق أو عن قوة دعاية، شرعية “مقاومة الاستعمار” المحسوبة على حزب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي انشق عن الأول.. تركهم يُمارسون “معارضتهم” بكثير من التضييق والاختراق في مختلف اتجاهاتها القيادية والقاعدية، كما دفع في اتجاه خلق أحزاب يمينية بالعشرات ليجعل المشهد السياسي مُمعنا في التفاهة والسخافة.
ولنفتح هنا قوسا لذكر واقعتين جديرتين بالاهتمام. الأولى تتمثل في الوصف الذي أطلقه الحسن الثاني على البرلمان الذي أفرزته “التعددية السياسية” التي فبركها على مدى السنين الطويلة لحكمه. ففي لحظة سأم من المسرحية السياسية، التي كان قد ألفها بمعية وزيره القوي في الداخلية إدريس البصري وصف الحسن الثاني جلسات البرلمان التي كانت تُعقد، وما زالت، كل يوم أربعاء بـ”السيرك”.. وللحقيقة فإن هذا التعريض الساخر، من طرف الحسن الثاني، بذلك الشيء المُسمى سياسة في المغرب، يُعتبر قمة النقد الذاتي.. هل اكتشف متأخرا (منتصف سنوات تسعينيات القرن الماضي) أنه بالغ وأمعن في بهدلة السياسية والسياسيين، إلى الحد الذي أصبح معه الوضع، ليس فقط مُثيرا للسخرية، بل مُنذرا بالأسوأ على استقرار البنية السياسية للنظام؟
الواقع أنه يصعب الإجابة بشكل باتر على هذا السؤال، باعتبار “القداسة” الكثيفة التي أسبغها الحسن الثاني ليس فقط على شخصه “المُنحدر من سلالة النبي محمد” – حيث كان يحرص في غالب خُطبه الكثيرة لـ “شعبه الوفي” أن يضمنها مثل هذه العبارة الانتسابية “كما قال جدي محمد صلى الله عليه وسلم” – بل على كل أفعاله وأقواله ومُتعلقاته الشخصية المُرتبطة بالمِلكية العامة. فكما قال المُؤرخ الفرنسي جورج سبيلمان في وصفه لطبيعة السلطة في بلادنا: “المغرب مِلك للمَلك” – وهو الأمر الذي تكرَّس في الأذهان المُشوشة المرعوبة للناس، بفضل نُخب سياسية وإعلامية… مُستفيدة من النظام بأقل جُهد، اللهم إهدار ماء الوجه، في الركوع والسجود لشخص الحسن الثاني. أما باقي الاعتبارات الأخرى المحسوبة على مسؤولية النُّخب وما شابه ذلك، فليست في عُرف المعنيين بها سوى كلام فارغ لا طائل من ورائه.
الواقعة الثانية تتمثل فيما أسرَّ به أحد القياديين الحزبيين المحسوبين على الاتجاه الإسلامي “المُعتدل” لكاتب هذه السطور، على هامش حوار أجريته معه في موضوع الإصلاح الدستوري منذ نحو سنتين.. قال الإسلامي “المعتدل”: “حينما كان حزبنا بصدد حشد الأصوات داخل البرلمان لعدم التصويت على إحدى الميزانيات الحكومية السنوية، حدث أن اتصل بي أحد مُستشاري الملك باعتباري كنت رئيس الفريق البرلماني للحزب، ونصحني بضرورة ترك الحزب للميزانية الحكومية تمر بلا مشاكل. وحينها – يُضيف البرلماني الاسلامي “المعتدل” – قمت بتذكير المُستشار الملكي بسابقة الرقابة الحكومية التي كانت قد قامت بها أحزاب المُعارضة في مُستهل سنوات تسعينيات القرن الماضي، فكان أن أجابني الرجل الرفيع المستوى في بلاط الملك محمد السادس: لقد كان ذلك تحت طلب من الملك الراحل”… هل فهمتم الآن لماذا وصف الحسن الثاني “برلمانه” بالسيرك؟.. لنسد هذا القوس المديد.
لقد كانت النتيجة، بعد صراع غير متكافئ بين ملكية مُطلقة وأحزاب “مُعارضة” قبلت على مضض، أو عن مصلحة مُحصَّلة، قواعد اللعبة السياسية كما سطرها الحسن الثاني.. أنه بعد بضع عشرات من السنين تحولت كل الأحزاب بمختلف تصنيفاتها وتلاوينها، الشكلية فحسب، إلى محارات فارغة، بحيث كان من السهل جدا بعدها، على الملك الذي كان قد أصبح عجوزا هدته الأمراض ، لكن على دهاء حاد ومعرفة دقيقة بـ “مُعارضيه”، أن يَحمِل واحدا من أشد مُعارضيه في السابق، ونعني به الأمين العام السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي عبد الرحمان اليوسفي،على القبول بمنصب الوزير الأول فيما سُمي بحكومة التناوب التوافقي. وذلك وفق الشروط التي أرادها الحسن الثاني، وعلى رأسها القبول بالحياة السياسية كما “نحتها” على مدى ما يزيد عن ثلاثين سنة، أي بـ “حقيقة” واحدة تتمثل في “الملكية فالملكية ثم الملكية” وما عدا ذلك فتفاصيل تُناقش مع جرعات كبيرة أو صغيرة – حسب الموقف – من كأس جعة باردة أو قدح نبيذ اسكتلندي معتق.
سنواصل هذه التفاصيل، وهي نزر يسير، من هذا العجب العجاب المسمى “الحياة المغربية” في كتابات قادمة.
mustapha-rohane@hotmail.fr
* الرباط