هل يدخل النظام الإيراني في “المجهول” بتنفيذ قرار اعتقال مهدي كرّوبي، وبعده، حتماً، مير حسين موسوي، وأخيراً.. محمد خاتمي؟
“الباسدارانيون” في السلطة الإيرانية، أي أحمدي نجاد وقيادة الباسداران والباسيج، متلهّفون لتنفيذ القرار المغامرة. خامنئي يبدو متردّدا حتى الآن، لأنه يخشى العواقب من الشارع ومن المراجع الدينية في “قم”. وربما لأن اعتقال الإصلاحيين وإنهاء وجودهم سيجعله، هو الآخر، رهينة مشيئة الباسداران.
مشكلة خامنئي أنه، إذا لم يتم اعتقال قيادات الإصلاحيين، فإن استمرارهم في المعارضة سيعني تشكيل “معارضة شرعية” ضمن نظام الملات، أي ضمن ديكتاتورية ولاية الفقيه. ولكن وجود “معارضة شرعية” غير مقبول من خامنئي والباسداران، بل أن تزوير الإنتخابات لإنجاح أحمدي نجاد (بموجب قرار اتخذه المرشد قبل 7 أشهر من الإنتخابات، بل و”قرّر” بموجبه أن نجاد “سيفوز” بـ24 مليون صوت، أي بمليوني صوت فوق ما حقّقه محمد خاتمي في آخر إنتخابات!) لم يحصل إلا للحؤول دون وجود مثل هذه المعارضة “الشرعية”.
“المعارضة الشرعية” في إيران تعادل وجود “نقابة التضامن” في بولندا الشيوعية في سنوات الثمانينات. فخوفاً من الإنفجار، شرّع نظام جاروزلسكي الشيوعي النقابة العمالية. لكن، في النهاية، سقط النظام وأصبح ليش فاليسا أول رئيس لبولندا ما بعد الشيوعية!
إعتقال قيادات الإصلاحيين مغامرة، ولكن عدم إعتقالهم.. مغامرة أيضاً.
أما استقالة رفسنجاني، إذا حصلت، فستعني أن نظام خامنئي يكون قد قطع “شعرة معاوية” مع ما تبقّى من “الخمينية” في النظام. والأهم، فقد تكون استقالة رفسنجاني إشارة لبدء تمرّد “حوزة قم” على نظام خامنئي.
*
نقلاً عن موقع “روز” الإيراني:
بعد انتشار الشائعات بأن آية الله خامنئي أصدر أمراً باعتقال الشيخ “مهدي كرّوبي”، فقد أفاد موقع “سهام نيوز” التابع لكرّوبي أن الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني هدّد بالإستقالة من جميع مناصبه الحكومية إذا اعتُقِلَ كرّوبي.
وحسب موقع “سهام نيوز”، فإن رفسنجاني قال لأعضاء “مركز الأبحاث الإستراتيجية” التابع لمجلس تمحيص مصلحة النظام (الذي يرأسه رفسنجاني)، تعليقاً على قرار اعتقال كرّوبي: “سوف أستقيل من كل شيء”.
وأضاف أنه أثناء اجتماعه مع القائد الأعلى (خامنئي)، فقد قال له: “ما كان ينبغي لك أن تسمح باعتقال مهدي كرّوبي”.
في هذه الأثناء، أصدر مجلس الأمن القومي قراراً يفرض على وسائل الإعلام الإيرانية الإمتناع عن نشر أية أنباء حول إنتخابات الرئاسة، أو أحوال المعتقلين، وأية أخبار عن مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وبالمقابل، حفلت الصحف المؤيدة للنظام بتقارير تهاجم كرّوبي وموسوي.
فقد كتبت “كيهان” التابعة مباشرةً للمرشد عن “أكاذيب كرّوبي”، ونشرت أقوالاً لإئمة الجمعة ولثلاثة أعضاء في لجنة القضاء تدعو إلى اعتقال موسوي وكرّوبي. كما تم استصرح “فرهاد تاجري”، وهو عضو اللجنة القضائية في مجلس الشورى، وعضو اللجنة نفسها، “محمد تقي رهبار”، اللذين طالبا بـ”ملاحقة” كروبي وموسوي.
ويعتبر المراقبون في طهران أن عمليات “الإستصراح” هذه تشكّل تمهيداً لاعتقال قادة الإصلاحيين.
ومن جهته، قال الناطق بلسان حزب “إعتماد ملي” الذي يرأسه كرّوبي، “إسماعيل غرامي مقدّم” أن “الإعتقالات لن تحل المشكلة. إن مجابهة السيد كروبي لن يرضي الرأي العام، وأنا آمل أن السلطات سوف تمتنع عن إلحاق مزيد من الأذى بالنظام”. وفي النهاية، ذكّر الناطق بلسان “إعتماد ملي” بأنه سبق لكرّوبي أن أعلن أنه “مستعد لأن يدفع أي ثمن”.
كما صدر ردّ فعل ملفت للإنتباه من الأمين العام لـ”رابطة مدرّسي وبحّاثة حوزة قم” جاء فيه قوله: “أعتقد أن إيديولوجية معيّنة تسعى إلى تدمير الإصلاحيين عبر الإساءة إلى مصداقيتهم. ولكن، إذا نجحوا في ذلك، فماذا سيفعلون بوجهات نظر الشعب، والجامعات، والحوزات الدينية؟”