عفوا من القارئ الذي لا بد أنه لاحظ أن كلام الشيخ هاشم صفي الدين، وهو من عائلة “بيت المال” في الحزب الإيراني، كان موجّهاً للبنانيين طبعاً وليس.. للفلسطينيين! عُذرنا أن بعض الإسرائيليين والعرب يقولون للفلسطينيين “ندمتم الآن على ما عُرِضَ عليكم سابقاً.. ورفضتموه”! للتصحيح: الشيخ هاشم بيت المال يقول للبنانيين (81 بالمئة من اللبنانيين حسب إستطلاع غالوب الذي نشرناه أمس): “استعجلوا” واقبلوا اليوم ما يتمنّن عليكم به الحزب الإيراني اليوم، لأنكم ستقبلون “مرغمين” أقل منه غداً!
نحن غير مستعجلين! لماذا أنت مستعجل؟
الشفاف
*
رأى رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين أن “لبنان يمر اليوم في مرحلة خطيرة جداً، وهو ليس مأزوماً فقط، وإنما ينتقل الآن من مرحلة التأزّم إلى مرحلة الفوضى العارمة، لأن ما بين التأزّم والفوضى هناك التخبط، وهذا ما يعيشه لبنان الآن، حيث نرى أن هناك انفراطاً عملياً للوزارات، والمؤسسات الحكومية ليست قادرة وعاجزة، والموظف الحكومي لا يستطيع أن يؤمن من خلال راتبه أدنى مقومات العيش، وهناك انفراط قضائي ودستوري، وخلافات طاحنة على أقل الأمور، فضلاً عن تراكم الخلافات النقاشات العقيمة”.
واعتبر صفي الدين أن “من يريد أن يخرج من الحفرة العميقة التي بات فيها لبنان على المستوى الاقتصادي والمعيشي والحياتي والمالي والنقدي والسياسي والقضائي وكل شيء، عليه أن ينظر إلى الأعلى، ولكن بعض اللبنانيين ما زال مصراً أن ينظر إلى الأسفل، وإذا أراد الاستمرار بهذا النسق، فسوف تزداد الحفرة عمقاً، ويزداد البلد غرقاً، وهذا ما نفهمه من خلال الخطابات التعيسة والبغيضة للبعض”، متسائلاً: “هل الوقت الآن متاحاً لفتح نقاشات مذهبية وتاريخية عن كيفية تأسيس البلد ولمن تأسس، وهل الآن وقت الحديث عن تاريخ ليس ببال أحد الآن ولا يهم أحد وليس له أولوية على الإطلاق، فهذا دليل عقم، ودليل على أن هناك فئات في لبنان لم تستفد شيئاً من تاريخ الحرب الأهلية، ولم تقرأ تاريخ لبنان جيداً، وعليه، فإن الدعوة اليوم هي للاستفادة من كل ما يحصل للاسراع في عملية الانقاذ”.
وأوضح أنه “إذا لم يسارع بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي الوقت الآتي وهم غير قادرين على أن يحصلوا حتى على العرض الذي يعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة، والتأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق، لأنهم فاقدي لأوراق القوة التي يدّعون ويتخيلون أنهم يمتلكونها، ولكن في الحقيقة هم لا يمتلكونها”.