نوح، معه حقّ. صحيح انه تاجر مخدرات وقائد ميليشيا. وصحيح انه هرّب شقيقه من السجن، الا ان ذلك لم يمنعه من وضع الحد للنائب المستغرب والمستجد على قانون العشائر وحيثيات تركيبة مجتمعه الذي يتلطى به السيد نوح وغيره ممن يستغلون غياب الدولة وتقصيرها لتبرير ضلوعهم في عالم العصابات.
فالسيد نوح يرفض المزايدات والازدواجية في التعامل معه من جانب نائب “نحمي ونبني”. ولا يفهم كيف يكون غير مطلوب في المواسم الانتخابية او وقت الشدة، أي عندما يوظّف سلاحه لمعارك القلمون السوري، ويتباهى بـ”السيلفي” بين مقاتلي “حزب الله”، او حتى عندما يقدّم خدماته في التمويل، وما الى ذلك من دعم بحضوره في الصفوف الامامية الى جانب فعاليات المنطقة وقت الحشرة الانتخابية.
معه حقّ، عندما يهتف “هيهات منا الذلة”، سائلاً الله “الصلاح لأمتنا والتوفيق لمساعينا والهداية لسعادة النائب”.
السيد“السيد” نوح و”السيد” حسين نصرالله، مسؤول الحزب الإيراني في بعلبك
كيف لا؟! وزعيتر ملمٌّ بمستلزمات انتخاب “نائب الفرصة او الصدفة” الذي “يعشعش في مخيلته مخزون النظرة الفوقية والاستعلاء والموروثات العثمانية”.
هو يعترف فقط بجمهور المقاومة وخزّانها في بعلبك – الهرمل. ويعتبر ان “حقن الدم بين الاخوة جهاد اعظم في سبيل الله وخدمة الانسان واقدام المجاهدين الذين باعوا جماجمهم”.
اما نواب الشعب، فدورهم يقتصر على الواجهة السياسية التي تستوجب نوعيات معينة من “النخبة” لزوم عدة الشغل في البرلمان. تالياً، لا مقام لهم ولا موطئ قدم في عالم الجرود، الا بشروط هذه العصابات التي تقبض على العشائر وتجيّر الاصوات مقابل التغطية. هذا ما فعله “الحزب” دائما ليحمي خزّانه الاستراتيجي. وسيبقى حريصاً على هذا الخزّان الذي لا يضيره تكرار نغمة تسليم المطلوبين وإن لأيام او أسابيع او أشهر تمهويهاً وتضليلاً للغيارى على الامن، ولا سيما على امتداد الشريط الحدودي مع سوريا حيث ثقل مشروعه الحالي، وحيث تداخل نفوذه مع نفوذ المستقوين بالعشائر. شرط ان تغفل الأسماء لتبقى النغمة أشبه بالدعوة العامة.
فعلاَ، نوح زعيتر على حقّ، عندما يتهم النائب المستجد بأنه يعيش في برج عاجي، ولا يعلم ان الكلام الانشائي عن خطط أمنية حدودها ضبط السلاح الخارج عن الشرعية لا مصادرته. وان غالبية المطلوبين تدرجوا من الهرب الى الجرود الى الإقامة في المناطق السورية المحررة من أهلها، سواء في القصير او غيرها من قرى الشريط الآمن وبلداته.
يستطيع نوح ان يتهم هذا المبتدئ بالسذاجة، لجهله ان السلاح المتفلت هو عدة الشغل بغية تسهيل كل الأعمال غير الشرعية التي تبدأ بالتهريب عبر الحدود، مروراً بتجارة المخدرات وسرقة السيارات وفرض الخوات، ولا تنتهي بفرض نفوذ وتحقيق توازن رعب في جيوب أمنية خارجة عن سيطرة الدولة.
كيف ينسى هذا النائب المستجد إستعراضات المطلوبين من أبناء العشائر في البقاع الشمالي بالسلاح الكامل تحت راية “المقاومة” وإخراس كل من يعترض على تدخل الحزب في سوريا؟
الا يعرف سعادته ان غالبية من يرتكبون جرائمهم في لبنان، يفرّون الى سوريا، وبتسهيلات من مأموري الحدود المشتركة الآمنة التي تهرّب كل شيء من البشر الى الأسلحة والصواريخ والمخدرات والبضائع التي تصل الى المستهلك معفيةً من الجمارك؟
الا يعيش سعادته في لبنان، وفي محافظة بعلبك- الهرمل تحديداً؟ او هو يظن نفسه في سويسرا؟ والا لما كان سأل كيف عبر السيد نوح الحواجز الأمنية.
ربما، يجب على أحد زملائه في الحزب الإلهي ان يشرح له الكثير من الخفايا وينصحه بتجاهل ما يسمعه في البيانات الرسمية والتصريحات ونشرات الاخبار، والاهم عدم إغضاب السيد نوح زعيتر، وتصنيفه هارباً من وجه العدالة، غامزاً بذلك من قناة الأجهزة الأمنية وكأنها المسؤولة عن كل ما يحصل في المنطقة ولها الخيار والقرار.
فالسيد نوح سبق عصره وسبق ممثل الامة، وهو، “من موقع المسؤولية وشعورا بحجم المأساة”، طلب باسم العشائر والعائلات من المسؤولين كافة وفي طليعتهم الرؤساء الثلاثة “ايلاء الوضع الامني الاهمية اللازمة لإعادة الثقة المفقودة بين المواطن ودولته بسبب العقلية الميليشيوية التي تحكم تصرفات بعض اصحاب المراكز وما يشوب تصرفاتهم المشبوهة من اعباء على كل الوطن”.
قال مطلوب قال…
sanaa.aljack@gmail.com