نقد “الحرس” و”التشادور” ممنوع: مديرا “شرق” الإصلاحية و”إرنا” الرسمية في سجن “إيفين”

1

حتى في ظل نظام “الملات” القروسطي، تثبت النخبة الإيرانية (حتى بعض أنصار النظام) أنها ما زالت تملك “الحس النقدي” و”القدرة على السخرية” التي لا يتحمّلها “بيت المرشد” حتى من جماعته! واذا كانت السلطات قد اعتقلت مدير جريدة “شرق” الإصلاحية قبل يومين، فقد اعتقلت أمس مستشار أحمدي نجاد للشؤون الإعلامية، ومدير وكالة “”إرنا” الرسمية علي أكير جوانفكر، لأنه في ما يبدو يعتقد أن التشادور “مكروه”!

*

الكاريكاتور المنشور أعلاه تسبّب بإقفال جريدة “شرق” الإيرانية، وهي كبرى الصحف الإصلاحية. صاحب الكاريكاتور، الرسّام “هادي حيدري”، يقول أنه قصد بالرسم فكرة “الجَهل”، ولكن المسؤولين الإيرانيين اعتبروا أنه “يمثّل إهانة للمقاتلين الإيرانيين في الحرب مع العراق (١٩٨٠-١٩٨٨)”. وكان الجنود الإيرانيون أثناء الحرب يضعون على جباههم ربطات عليها آيات قرآنية.

وقد ردّ “هادي حيدري” على الإنتقادات الرسمية بأن رسمه لا يتضمّن أي جندي أو شيئاً على صلة بالعسكريين. وأضاف على صفحته على “الفايس بوك” أن “كل الذين يعرفون ماضيّ الشخصي وتاريخ عائلتي يدركون مدى تعلقي بجنودنا البواسل أثناء الحرب. يستحيل أن أهين أولئك الرجال الشرفاء الذين…. ندين لتضحياتهم بالكثير”.

مع ذلك، أقفلت السلطات جريدة “شرق، يوم الثلاثاء (لثلاثة أشهر على الأقل) واعتقلت مديرها المسؤول “مهدي رحمانيان” في سجن “إيفين”، بعد أن وقّع ١٥٠ عضواً في البرلمان عريضة إحتجاج ضد الكاريكاتور.

قضية “حجابك أغلى من دمي”

وفي السياق نفسه، تم اعتقال المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية، وهو أيضاً مدير وكالة الأنباء الرسمية، ومدير جريدة “إيران” اليومية، مساء الاربعاء، لقضاء عقوبة سجن صدرت ضده في نوفمبر الماضي.

وافادت وكالة مهر للانباء نقلا عن دائرة الادعاء العام بطهران، ان المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية، رئيس مؤسسة ايران الثقافية والاعلامية والمدير التنفيذي لوكالة الجمهورية الاسلامية (إرنا)، والذي صدر بحقه فيما سبق حكمين بالسجن من المحكمة الجزائية بمحافظة طهران ومحكمة الثورة الاسلامية بطهران، قد القي القبض عليه، وأحيل الى السجن لقضاء فترة عقوبته. ويُذكر أن علي أكبر جوانفكر هو أيضاً رئيس تحرير صحيفة “إيران” اليومية المؤيدة لنجاد.

وكان جوانفكر قد زار بيروت في ١٢ آذار/مارس الماضي حيث استقبله السفير الإيراني (الصورة) واجتمع مع عدد من المسؤولين اللبنانيين الذين نقل لهم رسائل من الرئيس نجاد.

وقد أصدرت المحكمتان المذكورتان حكمين بحق جوانفكر بالسجن التأديبي لفترتي 6 اشهر، بتهمة الاساءة لقائد الثورة الاسلامية ونشر مواضيع مخلة بالتعاليم الاسلامية وتتعارض مع العفة العامة، والحرمان من ممارسة اي مهنة او نشاط صحافي او اعلامي، وقد أيدت المحكمة العليا للبلاد ومحكمة الاستئناف هذه الاحكام.

وكانت قوى الأمن قد حاولت أن تعتقل جوانفكر في نوفمبر ٢٠١١، ولكن تدخّل نجاد بالهاتف حال دون اعتقاله. وقد يكون ذلك سبب اعتقاله أمس الأربعاء أثناء وجود نجاد في نيويورك.

“التشادور” أسوأ أنواع الحجاب!

و قد اثارت جريدة “إيران” المؤيدة لنجاد، والتي يرأس تحريرها “علي أكبر جوانفكر”، حفيظة المحافظين الدينيين في نوفمبر ٢٠١١ حينما نشرت تحقيقاً حول “الحجاب” تضمّن مقابلة مع مستشار آخر لأحمدي نجاد، هو “مهدي كالهور”، الذي قال أنه “من وجهة نظر فلسفية، فإن التشادور هو أسوأ أنواع الحجاب”. وجاءت المقابلة ضمن “قسم” جديد دشّنته الجريدة تحت عنوان “خاتون نامه” (كتاب خاتون، اي السيدة).

كما تضمّن العدد نفسه دفاعاً عن نجاد في صراعه مع المرشد. فجاء في افتتاحية العدد أن “إضعاف حكومة نجاد سيخلق أكبر قدر من اليأس في صفوف الشعب. وإذا ما فقد الناس الأمل في إدارة أحمدي نجاد، فإنهم سيصبحون مستعدين للقيام بأي شيء”!!

وأضاف “كالهور” أن “اللون الأسود، وهو اللون الذي يفضّل المتشددون لـ”التشادور” استورده إلى إيران القاجاري “ناصر الدين شاه” (١٨٣١-١٨٩٦) بعد زيارة إلى فرنسا شاهد أثناءها نساء تلبسن ثياباً سوداء في حفلات ليلية فاخرة!

التشادور “مكروه” أم “غير مكروه”؟

وفي هذه الأثناء، نقلت صحف عن صهر أحمدي نجاد، “مشائي”، أن التشادور “مكروه” دينياً، فاستعانت السلطة بخمس مرجعيات دينية شيعية أفتت بأن التشادور “غير مكروه”!!

وكان ردّ جريدة الحرس الثوري “جافان”، أن “الأهداف العشرة للمجموعة المنحرفة (وهو اللقب الذي يُطلق على مجموعة مشائي) هو إلهاء الجمهور بقضية ما لتخفيف الضغط عن نفسها”!

جريدة قاليباف: المحجّبات منافقات!

وقد استفاد موقع “فَرارو” المحافظ، القريب من محافظ طهران “محمد باقر قاليباف” من سجال جريدة “إيران” مع السلطات لنشر رسمَي كاريكاتور يظهران “نفاق” المحجّبات! وفي الكاريكاتور الأول، تقول إحدى السيدتين، المتبرّجتين اللتين تلبسان ملابس “سكسي” رغم حجابهما، أن الطالبة غير المحجبة “جريئة” لأنها لا تضع حجاباً. وفي الرسم الثاني، كتب الرسام أن “على المرء أن تكون معدته (أي ضميره) مرتاحة”!

1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
khaled
khaled
11 سنوات

نقد “الحرس” و”التشادور” ممنوع: مديرا “شرق” الإصلاحية و”إرنا” الرسمية في سجن “إيفين”
It is good those Characteristic Features were not in a Foreign Newspapers, otherwise most of their Country’s Embassies on fire. But they say, worms of the Vinegar are within.

khaled-democracytheway

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading