طهران – حسن فحص
أعلن نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن أي اختلاف في العلاقات بين السعودية وسورية سينعكس سلباً على كل بلدان المنطقة، وأي تفاهم بين الدولتين له انعكاسات ايجابية، مستبعداً ان يكون هناك انعكاس سلبي على العلاقات الإيرانية – السعودية بعد التصريحات المتبادلة أخيراً بين الرياض ودمشق. ودعا الى معالجة اسباب الخلل وإعادة التواصل بين البلدين لمصلحة المنطقة العربية.
وقال الشيخ قاسم في حديث الى «الحياة» في طهران التي يزورها منذ ايام، ان ترميم العلاقات السعودية – السورية ضروري. وجدد تمسك «حزب الله» والمعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان كمدخل لحل الأزمة اللبنانية وإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة. وزاد ان «من غير الوارد ان تبقى هذه الحكومة (التي يرأسها الرئيس فؤاد السنيورة) إذا لم يُنتخب رئيس جديد للجمهورية، ونحن نرى ان عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية يشكل صفارة الإنذار لعدم الاتفاق على الرئاسة، وسيكون أمامنا فراغان، فراغ الرئاسة وفراغ الحكومة ولا بد من ملء الفراغ وقد تجد المعارضة نفسها مضطرة لتشكيل حكومة تملأه». وأضاف رداً على سؤال: قد تكون حكومة ثانية هي الحل أو «مش» حكومة ثانية بل الفراغ ووجود حكومة مختارة بطريقة معينة تصبح هي الحل».
ورأى الشيخ قاسم ان كلام البطريرك الماروني نصرالله صفير عن امكان تعديل الدستور من اجل انتخابات الرئاسة الأولى يفتح فرصة امام خيارات اضافية. وأكد ان المعارضة «جدية في البحث عن معالجة بطريقة أخرى (في حال لم يتفق على الحل) إذا لم تكن هناك حكومة وحدة وطنية». وأضاف: «سنصل مع الاستحقاق الرئاسي الى بلد بلا إدارة، وبالتالي ما سنفعله هو مشكلة الإدارة في البلد والقيام وعدم حصول الفراغ الدستوري وهنا لا نقبل التهويل بالفتنة السنية – الشيعية لأن البلد مستهدف بكامله». واستدرك: «ليس لدينا مأزق اسمه اعتصام المعارضة في وسط بيروت والمأزق عندهم». ورأى ان الحديث عن مواصفات رئيس الجمهورية المقبل هو محاولة لأخذ المشكلة الى مكان آخر». واعتبر ان الحل اللبناني الشامل لا يمكن ان يكون لبنانياً فقط… ونفى ان يكون الحزب طالب باعتماد مبدأ المثالثة في التوزيع الطائفي في النظام اللبناني «ولم نسمع عنها إلا من جماعة قوى السلطة… اننا نريد تطبيق اتفاق الطائف».
«الحزب» والرئاسة
الى ذلك، قال قاسم في كلمة ألقاها في ندوة نظمها «مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية» التابع للخارجية الإيرانية في طهران وبثها تلفزيون «المنار» إن «المعارضة ستتعب الفريق الحاكم حتى يقبل بحكومة وحدة وطنية قبل الاستحقاق الرئاسي». وأضاف: «انتصارنا أن نصمد ولا نمكنهم من الحكم، انتصارهم أن يحكموا كما يريدون، في هذه النتيجة نحن لا نمكّنهم ونصمد، وهذا انتصار نسبي مقابل هزيمة نسبية».
وعن الاستحقاق الرئاسي قال: «نضغط في اتجاه ان نصل بعد شهرين ونصف شهر الى ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية وبعد ذلك انتخابات رئاسية، هم لا يقبلون بل يريدون اختيار رئيس من الآن، وإذا اختاروا رئيساً من الآن سيضعون شروطهم وسيكون وضعنا صعباً. التعقيدات موجودة، وأميركا لا تسمح لهم بالاتفاق، يجب ان ننتظر خلال هذين الشهرين ونصف الشهر، اما ان يتعبوا ونتفاهم وإما ألا يتعبوا فنحن مضطرون أن نتعبهم أكثر. نعم لدينا برنامج وخطط ونتوقع بعض الصعوبات، وهنا أزمة حقيقية قد تحصل في البلد مع الانتخاب الرئاسي وتطورات قد لا تعجبنا ولا تعجب أحداً لكننا مضطرون ان نصمد وألا نسمح لهم بأن يأخذونا الى حيث يريدون».
وردت مصادر تيار «المستقبل» على تصريحات الشيخ قاسم بالقول ان هذا جزء من التهويل واستغربت «ان يطل علينا من طهران ويهددنا في وقت يتهموننا بأننا تابعون لدول الوصاية ونتلقى منها الأوامر فما المصلحة في إطلاق هذه التهديدات من طهران بالذات»؟
وأضافت مصادر تيار «المستقبل» ان التيار «لن يقف متفرجاً على أي محاولة يراد منها تعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ومن يفكر ان الرئيس الجديد لن يكون من قوى 14 آذار مخطئ، وليعرف ان الأكثرية منفتحة على الدوام على إمكان قيام تسوية لكن البلد لا يبنى من خلال التهديدات والتهويل، بل من خلال شراكة حقيقية مبنية على أهداف محددة وواضحة تأخذ في الاعتبار مصلحة البلد وأمنه واستقراره. والشراكة لن تقوم إلا بالتمسك باتفاق الطائف بينما اللجوء الى التهديد ليس حلاً».
(الحياة)
نعيم قاسم لـ«الحياة»: قد نواجه فراغين والحكومة الثانية ربما تكون الحل
يا خسارتك يا لبنان ؛ عوضا عن رجال عصريين مثل صائب سلام وريمون إده ؛ أصبح ساستك يا لبنان على شاكلة هذا الرجل نعيم قاسم الآتى من رحم القرون الوسطى …