الصورة: روبنز “إغتصاب” Rubens: The Rape of the Daughters of Leucippus
*
أذكر دهشتي الصامتة، وإتساع عيني وأنا أستمع لها وهي تحكي لي.
تقول:”تخيلي، انها كانت تضع الملاية على وجهها وتقول لزوجها، عندما تكمل غَرضَك، ايقظني!”
والبغل، الثور الهائج، كان لا يجد غضاضة في ذلك.
كان يباشرها، جثة هامدة، لا تبدر الحياة منها إلا من خلال إحكام عينيها بعنف، ثم يقوم عنها، ويوقظها.
لايجد حرجاً في فعل ذلك.
لم توجعه رجولته.
لم تثر كرامته.
ولم يعتقد أنه جدير بمن تستجيب له، تستجيب وهي تريد.
لم!
كأنه دابة.
يأخذها، ويمضي.
كل يوم.
كل ليلة.
وهي، هي تصر على وضع الملاية على وجهها، ومسل عينيها بجفنيها، والتظاهر أنها نائمة، تهرب بروحها من جسدها، لتبتعد على ظهر غمامة، حتى يقوم عنها.
تذكرت صمتي المبهوت وأنا أقرأ تعليق سيدة أسمت نفسها “بدور” (الأسم مستعار) على مقال “إغتصاب؟”، الذي كتبته، ونشره موقع “شفاف” في 6 يونيو 2006.
ماذا قلت في ذلك المقال؟
تساءلت عن إمكانية إغتصاب الرجل لزوجته؛ وقلت إن تحديد هذا الفعل ضمن نطاق العلاقة الزوجية، وإن كان يبدو أمرا غير مفهوم، خاصة وأن العلاقة الحسية تظل حقاً مؤسساً للزوجين على حد سواء، فإن هذا لا يعني أنه لا يحدث.
يحدث عندما يجبر الرجل زوجته على ممارسة الجنس ضد إرادتها.
أو يعتدي عليها بالضرب كي يحصل على مراده.
وهو يحدث في مجتمعاتنا كما يحدث في المجتمعات الأخرى.
ورغم أنه لا يشكل القاعدة العامة في مجتمعاتنا، أو على الأقل هذا ما نتصوره في ظل غياب دراسات معقمة في الموضوع، إلا أنه من الضروري التطرق إليه بسبب القناعة السائدة في مجتمعاتنا تجاه طبيعة العلاقة الحسية بين الرجل والمرأة.
تلك القناعة التي ترى أن للرجل حقاً مطلقاً في جسد زوجته، يمارسه “وقتما شاء” و”كيفما شاء”.
فجسدها ليس ملكاً لها، بل لزوجها، يفعل به ما يشاء حتى لو كانت كارهة لذلك.
وأن عليها “دائماً” أن تلبى طلبه مهما كان شعورها،
وأن من لا تفعل ذلك لا تستحق فقط غضب المجتمع،
لا بل ستحق عليها أيضاً لعنة السماء.
هذا ما قلته باختصار وجيز. وأظن ان غيري ممن تكتب او يكتب في مجال مقال الرأي قد اعتادت على تعليقات القراء وتواصلهم مع الكلمة. هي الروح التي تغذينا بالمزيد من الأفكار.
بيد أن التعليقات على هذا المقال بالتحديد اثارت استغرابي، لأنها تواصلت على مدى نحو عامين. تصلني إلى بريدي الإليكتروني من حين إلى أخر.
فأقرأ، وأتذكر، وتتسع عيناي من جديد، ليعود إلي الصمت المبهوت.
إستمعوا إلى تعليق القارئة بدور، الذي وصلني منذ ثلاثة اسابيع.
تقول: “لن أتحدث عن دراسات بل عن واقعي. فأنا لا يمكن أن يرحم زوجي تعبي أو حالتي النفسية بل يجبرني على ذلك ويظل يشكك في أنوثتي بسب ليلة أكون فيها متعبة، بالرغم من الليالي الكثيرة التي أسعده فيها. وقد نصحتني زميلاتي في العمل أن أدعي النشوه حتى وإن كنت متعبة وغير راغبة حتى لا أتعرض منه للإهانة، وقلن أنهن يفعلن ذلك دائما عند تعبهن، لأن الرفض يسبب لهن المشاكل”.
وتكمل: “فإذا كانت معاشرة الزوج لزوجته بالإكراه في حالات مرضها وتعبها النفسي والجسدي يعد إغتصاب فأن الكثيرات يعانين من هذا. وتتنوع الإهانات بين الضرب والشتم بل حتى التهديد بالطرد والحرمان من أطفالها، فتصبح غير قادره على الرفض وعليها أن تتحمل تعبها وتنفذ رغبته. أما هو إذا كان متعباً أو ليس له رغبة، فله كل الحق بعدم معاشرتها، بل الأعظم أنها لا تستطيع الشكوى لأن مجتمعها يرفض هذا النوع من الشكوى، فالزوج أوامره في هذا الموضوع مقدسة”.
وتختم السيدة بدور تعليقها قائلة: “أصبحت غرفة النوم مكان للعمل الخالي من المشاعر والرحمة، عليك أن تعملي في جميع الظروف والا ستواجهين المتاعب وأقلها الشتم…. ونحن هنا نقول إننا نعاني، ولكن هل من حل؟ طبعا لا، طالما الزوج مقدس حتى في ظلمه”.
انتهى التعليق!
هل رأى بعضكم وجهه في زوج السيدة بدور؟
يأتيها، ولا يرحم تعبها.
لا يقبل كلمة لا.
وإن لم تفعل شتمها، إن لم يضربها.
فتستجيب له وهي ميتة.
تدعو الله ان يزيح هذا الكرب عن جسدها.
وتتحول مع الوقت إلى آلة، تسَُيرها بإرادة من حديد، لا حب، لا مشاعر، لا إحساس.
فعل الحب موت لها.
وكنت أظن الحب حياة.
يقتل أدميتها، إنسانيتها، مع كل ركلة من ركلات عجيزته.
كم منكم يهمس بالحب في إذن إمرأته قبل أن يلمسها؟
كم منكم يداعبها قبل أن يبدأ بالـ”فعل”؟
يهمس لها بالرغبة قبل أن ينطق بها؟
كم منكم قادر على ان يجعلها تستجيب له بالحب، لا بالشتم والضرب؟
بالحب، بالكلمة، باللمسة، بالمداعبة؟
تتحول بين يديه إلى عجينة من الورود، طرية، ترقص معه، معاً!
كم منكم يرى رجولته في إسعادها؟
كم؟
وكم منكم يقبل أن تأتيه إمرأته، ، تبثه رغبتها، شوقها، وشبقها، ثم تداعبه هي و تلاعبه، وتحيله مع لمساتها إلى سمفونية طافحة؟
كم منكم يقبل أن تفعل إمرأته ذلك من الليلة الأولى؟
صدقوني، حتى لو كانت بلا تجربة، ولو أن المجتمع لم يحيلها إلى كتلةٍ من العقد بَعدْ، فإنها من الليلة الأولى قادرة أن تتحول معه إلى كتلة من الصهد!
لو!
لكننا لا نريدها كذلك؟
اليس كذلك؟
لا نريدها كتلة مشتعلة من الأحاسيس والرغبات.
تصبح “عاهرة”، لو فعلت.
تصبح “مجربة”، لو جرأت.
أو تصبح، على حد تعبير عادل إمام، “متعوده”.
لا نريدها إلا جثة هامدة متلقية سلبية لا تستجيب إلا بالكاد.
والرجل، آه أيها المسكين، يغرق معها في تعاسته.
حتى وهو يصرخ بنشوته.
لو كان تيساً، لن يشعر.
لكنه ليس تيساً.
على الأقل، اغلبهم ليس كذلك.
ولأن القضية تتعلق بمجتمع، برؤية دينية، برجل وبإمرأة، وبحق الإثنين في علاقة حسية تحمي إنسانيتهما، أكمل معكم الحديث في المقال القادم.
أراكم على خير إذن!
elham.thomas@hispeed.ch
* كاتبة يمنية
الصورة: Rubens: The Rape of the Daughters of Leucippus)
نعم. يُغتصبَن!نعم يا سيدتي إنهن يغتصبن … و لكن السؤال الوحيد لمن يقرأ المقالة ( من المقصود باللواتي يغتصبن ..؟ ) سيدتي ‘ إننا و في بعض الأحيان نكذب على أنفسنا حينما نحاول من طرف خفي أن نوجه عقول الآخرين باتجاه معين ليس فيه من الحقيقة شيء , وقد يسقط البعض نتيجة لمجافاتنا للحقيقة في تشويش نفسي و انفصام في الشخصية كما حدث لأحدهم ( سعود ) سيدتي ، لقد حاولت أن تظهري نفسك أنك منصفة في حق الجميع و لكي لا يقال أنك ترمين بسهامك مجتمع معين أو دين معين .. فإنك قمت بإضافة جمل سريعة و مقتضبة قد… قراءة المزيد ..
نعم. يُغتصبَن!
هل الدمقراطية والليبرالية والحرية والحقوق هي هذه الصورة الفاضحة ام شيء اخر؟ فان كانت هذه كما تزعمون فتعسا للدمقراطية وتعسا لهذه الحقوق وتعسا لهذه الحرية
نعم. يُغتصبَن!السادة .. / ابراهيم , يوحنا , علاء الحكمة العربية تقول / ما ناقشت عالما إلا و غلبته و ما ناقشت جاهلا إلا و غلبني / اقول لكم و لنفسي أولا : ما الداعي لمناقشة س؟ع؟و؟؟ فالواضح من كلامه و خلطه الحابل بالنابل أنه من الفئة التي ستغلب في النقاش لأنه جاهلة حتى بمعنى النقاش نفسه فيبدو أن ( ؟؟؟؟) لم يجد من يسمعه أو انه لم يجد من يعيره اهتمام لحديث فانطلق من مناقشة نص للكاتبة الى بث أراء أقل ما مايقال فيها أنها مضحكة و مفككة و ليس لها لون فهو يتحدث عن أخطاء الأنبياء و لكنه… قراءة المزيد ..
نعم. يُغتصبَن! ويغتصبننا أيضا!السيدة الكاتبة الهام المانع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اسمحي لي سيدتي ان اشاركك برأيي وبحالتي فكوني صبورة معي انا شخصيا لا يمكن ان امس زوجتي الا برضاها ، ولكن في عقلي الباطني اقول لك بصراحة انا لست بحاجة لتلك المرأة التي سترفض حاجتي الطبيعية! فانا غير مستعد ان ألجأ – كبديل – الى احضان الغانيات وبنات الليل… واتساءل : احيانا انا شخصيا اغصب نفسي غصبا لتلبية حاجتها مني! فلماذا لا يحدث العكس؟ اذا كان يوجد في اليمن مجموعة من الجهلة المتخلفين للدرجة التي تتحدثين عنها فهذه مشكلة كبيرة ولكن لا يجب تعميمها! ومن اسس علم… قراءة المزيد ..
نعم. يُغتصبَن!
يقول الأستاذ سعود :
إن قصص الأنبياء في القرآن مأخوذة من الإنجيل ولكن دون معرفة !! ولذلك جاءت ناقصة ولم تذكر خطايا الأنبياء ولم تحددها !! ،
وجوابي : بما أنه نقل من الإنجيل لماذا لم ينقل القصة كاملة وتصير حينها (بمعرفة) ؟؟؟؟ لأن المسألة مجرد نقل !! ، أم أن النبي محمد استخدم إنجيلا غيير الإنجيل المشهور اليوم ؟؟؟ أو الأناجيل المشهورة اليوم وغير المشهورة ؟؟؟
/////////////////////////////
أشكركم على إتاحة الفرصة ، ولا أعتقد أن كلامي فيه ما يوجب الحذف يا سعادة المراقب 🙂
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الله صل وسلم على أنبيائك كلهم ومحمد وعيسى وموسى
نعم. يُغتصبَن!
الى سعود يوجد عندكم اناجيل كثيرة وكلها منسوبة للذين كتبوها مثل برنابا ومرقص وغيرهم الكثير ., اين انجيل عيسى ؟
نعم. يُغتصبَن!إلى سعود … أولا : نبينا محمد عليه السلام لم يدخل بعائشة إلا بعدما بلغت وحاضت ، أي أنها فسيولوجيا قابلة للزواج ، وهذا جزء من ثقافتهم آنذاك ، ثقافتنا اليوم ترفض زواج الصغيرة البالغة وثقافتهم لاترفض ذلك وليس لهذا شأن بالدين بل هي عادات ذلك الزمن ولا يلام المرء على اتباع عاداته أو على مخالفته لعادات مجتمع آخر ، ولو كنت تبحث عن الحق لبحثت عن موقف عائشة نفسها من زواجها ، لقد كانت أكثر نساء الأرض سعادة كما يظهر من الأحاديث التي ترويها ، أما صفية ، فأيضا المسألة تتعلق بالثقافة ، فقد كانت سبية بعد الحرب… قراءة المزيد ..
للأخ علاء وامثاله المدافعين عن الإسلام،نعم دفاع مستميت لكنه ميت بحد ذاته، فالدفاع عن الفساد، فساد بحد ذاته. تتكلم عن عائشة، ونسيت أنه أخذها لنفسه وهي ذات سبع سنين وهو في الخمسين. أهذا إغتصاب؟ أم هذه أخلاق؟ أخذ صفية بعد أن قتل أبيها وزوجها. أهذه محاسن؟ أم هذه فضائع؟ أخذ زينب زوجة زيد إبنه بعد ان طلقه إياها. أهذه أخلاق عبد صالح لله؟ ام هي أخلاق عبد صالح لإبليس؟ وعدد من تلك الصفات ولا حرج. والكلام عن القرآن وكأنه موضع ثقة ـ إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون ـ ونسيت كلامه عن نفسه حينما يحاول أن يبرر التغيير والنسخ… قراءة المزيد ..
للحقيقةهل موقع ايلاف نزيه ؟ لو كان كذلك لكان التزم بمقولته وشعاره . في التعليق الثاني يتجرأ فيه على الله سبحانه وعلى نبيه الكريم بألفلظ سوقية ولاتنم عن دراية وعلم وثقافة بل عن جهل مدقع وتحامل حقير على قيم الاسلام . هل يخشى موقع ايلاف على شعور كاتب أوكاتبة وربما باسم مستعار وهو يسوق حوادث افتراضية لاوجود لها الا في عالم هذا المسمى كاتب . ولايتق الله بنشرمايكتبه البعض متجنيا على قيم الاسلام ثم يعلق الموظف المكلف بنشر التعليقلت على بعض التعليقات تحت اسم ناقد ثم يخجل من ذكر اسمه ويستبدله بنقاط . وبما ان التعليق يمثل رأي صاحبه فما… قراءة المزيد ..
نعم. يُغتصبَن!يقول سعود : ( يؤلمني جداً وضع المرأة في الإسـلام.) لكن واقع الحال بخلاف ما ذكره سعود فالاسلام على الرغم من انه الدين رقم 1 الذي يتعرض لحملة شرسة من العموم ( اليهود والنصاري واعوانهم والمنافقين من المسلمين والاعلام ) لتشويه صورته واظهاره على انه دين تأخر وتخلف ورجعية فما زال هو الدين رقم 1 في الانتشار في العالم وصدق الله العظيم عندما قال ( انا نحن أنزلنا الذكر وانا له لحافظون ) فهؤلاء البشر الذين اسلموا بدون ضغط او اكراه هل آلمهم وضع المرأة بالاسلام كما آلم سعود فلذلك اسلموا ؟؟؟ وهل وضع المرأة بالمسيحية افضل من الاسلام… قراءة المزيد ..
نعم. يُغتصبَن!سعود دعك من الاختيارات بنية سيئة ، واجتزاء النصوص ، لو أردنا أن نفعل كفعلك بسوء نية لأحصينا ما في العهدين القديم والجديد من الصور الجنسية الصريحة والكلمات البذيئة وزنا المحارم ، وعهر الأنبياء ، وقد ألفت في ذلك الكتب ، خاصة في الحكايا الإسرائيلية وما فعله (كما تزعمون) سليمان وغيره من الرسل عليهم السلام كما تزعم كتبكم طبعا أنا واثق أن الخالق سبحانه لم يقل ذلك لكم ، ولم ينزله في كتابه ، ولكنها تحريفات البشر ، …. وفي المقابل لو أردنا أن نحصي صور الرحمة في الإسلام بالأنثى لما استطعنا ، مثلا ، (رفقا بالقوراير) (خيركم خيركم… قراءة المزيد ..
إلـه الإسـلام يؤلمني جداً وضع المرأة في الإسـلام. ف القـرآن والأحـاديث لم تجـعل النـساء فقط ناقصـات عـقل وديـن، بل عـبـيد للرجال بكل ما تحوي كلمـة عـبد من معـاني، فالرجـل لـه حـق أن يـتزوج ويطلـق كما يـشاء ـ مثنى وثلاث ورباع وما ملكت يمينه ـ وأعطـته الحـق بـأن يضرب المرأة ويفـعل بـها مـا يـشاء ومـا علـيها إلا القـبول والطـاعة العمـياء وإلا أخـذت ملائـكة الـقرآن تلعـنها حتى الصـباح ـ لأن ملائـكة إلـه الإسـلام وإلـه محـمد ليـس لها عمل آخـر إلا قضـيب الرجـل وشـهواته . ولا يسعنا المكان هنا للحديث أيضـا ً عن زواج المتـعة ومأسـيه الكثيرة . أيـن هـذا الإله من الإلـه… قراءة المزيد ..