هل كان تهديد أحمد جبريل قد يومين بـ”حرب مخيّمات” جديدة، وإعلانه أن “شاكر العبسي موجود في أحد مخيّمات جنوب لبنان” رسالة من “سوريا الأسد” إلى حسن نصرالله بأنها تملك “أوراقا”ً غيره لإثارة الفتنة في لبنان ومنع اللبنانيين من انتخاب رئيس “صنع في لبنان” وليس في دمشق؟
وإلا، فلماذا هدّد جبريل من شاشة التلفزيون بدل أن ينقل “تحذيراً أخوياً” إلى نصرالله الذي تجمعه به عشرات الصور الموجودة على الإنترنيت؟
بكلام آخر، هل تعرّض نصرالله لضغوط سورية “لا تُقهَر” في اليومين الأخيرين ليخرج بهذا الخطاب “الإنقلابي” الذي أثار قلق اللبنانيين؟
وقد يكون “بيت القصيد” في خطاب حسن نصرالله الجديد هو “الأمر- التهديد” الذي وجّهه إلى الرئيس لحّود بتشكيل حكوميدة ثانية تتسلّم السلطة بدلاً من رئيس جديد ينتخبه البرلمان وللحؤول دون تسلّم حكومة الرئيس السنيورة “مجتمعة”، كما ينص الدستور، زمام الأمور في البلاد بانتظار انتخاب رئيس جديد.
والتهدي واضح في كلام نصرالله حينما يقول موجّهاَ كلامه إلى لحّود: “ما قمت به وما أنجزته وما تحملته خلال تسع سنوات في سدة الرئاسة مرهون بتحملك للمسؤولية الوطنية التاريخية في ما تبقى من أيام رئاستك…”. بكلام آخر، كله “غير محسوب” إذا لم تنفّذ “المطلوب منك” في الأيام العشرة الأخيرة.
وهذا “المطلوب” من لحّود قد يكون هو جواب سوريا على الضغوط العربية والدولية (وعلى “المتدخّلين الدوليين” أي فرنسا) بـ”تسهيل” إنتخابات الرئاسة اللبنانية. هل سينصاع لحّود لأوامر نصرالله (ومن ورائه بشّار الأسد) أم سيكتفي بما قدّمه من “خدمات” للنظام السوري؟
والنقطة الثانية الأساسية في كلام نصرالله هو أنه أعطى نفسه “حق فيتو” ليس فقط على اختيار رئيس الجمهورية المقبل، بل وعلى اختيار قائد الجيش المقبل وقادة الأجهزة الأمنية ووزراء الخارجية والإقتصاد في العهد الجديد!
بجملة معبّرة، يقول نصرالله: “بعد انتخاب الرئيس ستأتي حكومة سواء كانت حكومة شراكة وطنية أو حكومة لفريق، سياسات هذه الحكومة وخطط وتصرف هذه الحكومة بالوضع السياسي والمالي والإقتصادي والأمني والعلاقات الدولية والعلاقات العربية، كيف ستتصرف…؟”
ويضيف نصرالله: : ايضا كلنا يعرف أنه بعد انتخاب الرئيس سيتم بشكل طبيعي جدا تعيين قائد جديد للجيش اللبناني وقادة جدد للمسؤوليات المركزية في مؤسسة الجيش اللبناني، وهكذا الحال في بقية الأجهزة الأمنية اللبنانية، أليست هذه النقطة ايضا مدعاة قلق. يعني مرة يكون هناك حكومة شراكة وطنية فيأتي قائد جيش يعبر عن هذه الشراكة وعن هذا التوازن الوطني، ومرة يكون هناك حكومة فريق وحكومة استئثار فتعين قائد جيش من عقلية هذا الفريق، فكيف ساعتئذ سيتصرف قائد الجيش وقيادة الجيش ومؤسسة الجيش؟”
والنقطة الثالثة الأساسية هي أن حسن نصرالله يريد أن “يقايض” إنتخابات الرئاسة بالقرار الدولي 1559. لقد وافقت حكومة لبنان الشرعية على القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن. ولكن حسن نصرالله “لا يعترف” بهذا القرار. وقد جاء في خطابه: ” لو جاء العالم كله لن يستطيع أن يطبق الـ 1559 في بند سلاح المقاومة “مش رئيس جمهورية جديد، هيدا موضوع مش للمزح والحكي واللعب”!!
هل هذا كلام رئيس حزب لبناني أم كلام “متمرّد” على السلطة الشرعية؟
إنتصار نصرالله “التاريخي”
يقول نصرالله في خطابه أن “المقاومة في لبنان جاهزة ليلا ونهارا وفي كل المواقع للدفاع عن جنوب لبنان وعن كل لبنان، ليس فقط للدفاع وانما هي متوثبة لتصنع الانتصار التاريخي الذي يغير وجه المنطقة.”!!
ما هو “الإنتصار التاريخي” الذي يتحدّث عنه نصرالله؟ هل قرّر “السيّد” أن “يلقي اليهود في البحر” كما فعل الشقيري؟ هل ينوي نصرالله إلحاق هزيمة تاريخية بالجيش الإسرائيلي في معركة ثانية تدمّر جنوب لبنان ومنطقة البقاع هذه المرة؟ وإذا كان نصرالله قادراً على صنع مثل هذا “الإنتصار التاريخي”، فلماذا وافق على وقف إطلاق النار في صيف 2006؟ وماذا ينتظر ليحرّر القدس وتل أبيب ويافا وحيفا؟
نحن نعتقد أن كل ما يمكن أن ينجزه نصرالله وحزبه، عسكرياً، هو إلحاق خسائر محدودة بإسرائيل بواسطة صواريخه. ولكن العاقبة ستكون “أرضاً محروقة” لبنانية في الجنوب والبقاع، وهجرة مئات الألوف من اللبنانيين.. وتدمير حزب الله نفسه!
قد نكون مخطئين، وقد نكتشف في المستقبل أن نصرالله يجمع عبقريات مونتغمري وبونابرت وهنيبعل (من يدري!!)، ولكن الحسابات المنطقية لا تدفع إلى تصديق نصرالله حينما يتحدث عن “الإنتصار التاريخي”. بكل بساطة.
وزير خارجية إيران رفض وضع مزارع شبعا تحت وصاية دولية
وليسمح لنا السيّد نصرالله ألا نصدّقه حينما يتّهم الحكومة اللبنانية بأنها لم تفعل شيئاً لوضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة. فقد أعلن الرئيس السنيورة في ذروة أزمة حرب 2006 أن وزير خارجية إيران ضغط على الحكومة اللبنانية لكي لا تقبل بوضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية!! وفي حينه، لم يردّ وزير خارجية “ولاية الفقيه”، ولا نصرالله التابع لـ”ولاية الفقيه” بتكذيب كلام الرئيس السنيورة! فلماذا يطالب نصرالله اليوم بما يعرف أن حكومته “الشرعية” في طهران لا تقبل به؟
لماذا لا يسأل بشّار عن عدم تصدّيه لـ”الغارة” الإسرائيلية؟
يقول نصرالله في خطابه: “ولكنهم أجبن من أن يبعثوا رسالة واحدة يحتجون بها على المناورات الإسرائيلية. طبعا لأن هذا يحرج السيد الأمريكي بوش ويزعج خاطر (وزيرة الخارجية الأميركية) السيدة كونداليزا رايس”!
كيف يردّ نصرالله إذا سئل إذا كان هو قد وجّه رسالة إلى “بشّار الأسد” ليسأله لماذا لم يواجه “الغارة” الإسرائيلية على سوريا؟ غارة أي ضربة جوية، وليس خرق للأجواء! أم أن نصرالله كان “أجبن” من أن يوجّه رسالة “تزعج خاطر” بشّار الأسد؟
في الجانب السياسي أيضاً من خطاب نصرالله أن من الصفاقة أن يتحدّث نصرالله عن “مجموعة من اللصوص والقتلة من أتباع المشروع الأميركي – الصهيوني في لبنان” في يوم ذكرى ألف يوم ويوم على اغتيال الرئيس رفيق الحريري بقرار من بشّار الأسد!! القَتَلة في دمشق (“دمشق الأسد”، وليس دمشق عارف دليلة وأنور البنّي وميشال كيلو وغيرهم من “أشرف الناس”..) والذي يرفض المحكمة الدولية هو شريك “القَتَلة”.
أخيراً، استلفتت نظرنا في خطاب نصرالله هذه الفقرة المدهشة التي تجعل من حسن نصرالله “زميلاً” لأسامة بن لادن في أطروحاته الإنتحارية.. مع بعض الفروقات “الطفيفة” التي سنشرحها.
يقول نصرالله:
“الكلمة الثانية عن الشهداء وعوائل الشهداء، شهداؤنا يمثلون هذه القيمة، هذه المعنويات، هم ليسوا مجرد حملة سلاح يندفعون بعصبية هنا او عاطفة هناك، هم اولا اهل المعرفة الذين يملكون رؤية واضحة عن الكون والحياة والإنسان، يؤمنون بالله وباليوم الاخر ويعرفون الدنيا حق المعرفة ويعرفون الآخرة حق المعرفة ويعرفون علة وجودهم في هذه الحياة وعلة خلق الله لهم في هذه الحياة، وبالتالي يفهمون تكليفهم ورسالتهم من خلال وجودهم في هذه الدنيا لسنوات تنقضي وتنتهي، هؤلاء اولا هم اهل المعرفة وثانيا هم اهل اليقين، فكثير ممن يملكون علما او معرفة او معلومات لا يملكون يقينا بما يعرفون ولا يقينا بما يعلمون، هؤلاء هم اهل اليقين يؤمنون بشدة بهذه الرؤية للكون والحياة والإنسان والدنيا والآخرة والمسؤولية والرسالة والأنبياء.”
وهذا الكلام يذكّر بكلام عبدالله عزّام (أيام “الجهاد” ضد السوفيات في أفغانستان) عن “الشهيد الذي تنبعث منه روائح طيّبة بعد أسابيع من موته”.
كل شعوب الأرض تدافع عن أرضها. كل شعوب الأرض تقول أن شهداءها سقطوا في “ساحة الشرف” أو في “ساحة المجد” أو “دفاعاً عن أطاونهم”. وكل شعوب الأرض تكرّم شهداءها. ولكن أي شعبٍ في الأرض لا يحوّل “شهداءه” إلى أنبياء أو فلاسفة أو مفكّرين عظاماً لمجرّد أنهم استشهدوا. بالنسبة لنا، الشهيد اللبناني الذي سقط أثناء الإحتلال الإسرائيلي كان شهيداً لبنانيا سقط في ساحة الشرف “الوطني”. وهو يمكن أن يكون مواطنا بسيطاً أمّياً أم متعلّماً لا فرق، مؤمناً أم ملحداً لا فرق! ولكن شيئاً في استشهاده لا يجعله ممن “يعرفون الدنيا حق المعرفة ويعرفون الآخرة حق المعرفة ويعرفون علة وجودهم في هذه الحياة وعلة خلق الله لهم في هذه الحياة، وبالتالي يفهمون تكليفهم ورسالتهم من خلال وجودهم في هذه الدنيا لسنوات تنقضي وتنتهي، هؤلاء اولا هم اهل المعرفة وثانيا هم اهل اليقين..”!!
فرق كبير جداً بين أن نكرّم الشهيد، ونجلّه، ونحترم تضحيته الوطنية، أو أن نجعله في مصاف الفلاسفة الذين يعرفون “علّة وجودهم في هذه الحياة”!
كلا، يا “سيّد”: “الشهادة” ليست هدفا ًللإنسان، وليست هدفاً لا للمسلم ولا للمسيحي ولا للملحد! الإنسان يدافع عن أرضه إنطلاقاً من حبّه لـ”الحياة” الكريمة والحرّة. وهذا هو الفارق بين من “يحبّون الحياة” وبين تجّار الموت! وفي الإسلام، أن الله خلق الإنسان ليكون “خليفته” على الأرض، ليتمتع بها و”يعمّرها”، لا لكي يدمّرها و”يفرّ” منها!!
وبالمناسبة، يبدو اننا لا نخطئ كثيراً حينما نتحدث عن الحزب “الإلهي” والجريدة “الإلهية”. فالأصوليون من أبناء “السلفية الجهادية” يتحدّثون، هم أيضاً، عن “الشهيد”. ولكنهم يضيفون: “نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا”!!
نصراله “لا يحسبه كذلك”، إنه “يزكّي على الله”، لأنه يملك “تكليفاً شرعياً”، فهو متيقّن: “الافتخار بهذا الوسام الإلهي الذي منحهم الله إياه عندما نظر إليهم فاختار من بين أفراد عائلاتهم شهيدا او شهداء..”.
ونحن، بدورنا، “نحسب” أن “الجهادي السلفي” أقرب إلى الإسلام من “الحزب اللهي” في هذه النقطة بالذات! ولو أنننا “لا نزكّي على الله أحداً” لأننا مجرّد “مواطنين” لا نملك “تكليفاً شرعياً” (أو حتى “غير شرعي”) من أحد!
“الشفّاف”
**
في ما مقتطفات من الخطاب الإنقلابي للأمين العام لحزب الله:
وطنية – 11/11/2007 (سياسة) أحيا “حزب الله” عصر اليوم “يوم الشهيد” الذي يصادف في 11 تشرين الثاني من كل عام، باحتفال حاشد أقامته “مؤسسة الشهيد” في “مجمع سيد الشهداء” في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، وحضره عدد من النواب وممثلي الأحزاب ورجال دين وقيادات في الحزب، إضافة الى حشود من أبناء المنطقة.
في ذلك الحين حفظ هذه التشكيلات كان ضمانة استمرار المقاومة، منذ البداية كان الهدف مواجهة الاحتلال وطرد الاحتلال ولم يكن الهدف ولا للحظة الدخول في منافسة اعلامية، ولو شريفة، مع بقية اطر المقاومة.
هذا الزمان هو الظرف الزماني الذي استوعب عملية نوعية راقية وسباقة ويمكن ان تمثل اسوة وقدوة في الجهاد والمقاومة، ولكن ايضا 11 -11 -82 هو ظرف زماني لرحيل عاشق الى الله، فلم يكن احمد قصير مجرد مقاتل مقاوم يستخدم السلاح او يفجر سيارته وجسده ليهزم عدوه، وانما كان ككل الشهداء يختصر ويلخص مجموعة كبيرة من القيم والمفاهيم والأخلاق والمعنويات والرؤى، وكان في ذلك اولا وأخيرا عاشقا لله.
الشهداء وعوائل الشهداء
الكلمة الثانية عن الشهداء وعوائل الشهداء، شهداؤنا يمثلون هذه القيمة، هذه المعنويات، هم ليسوا مجرد حملة سلاح يندفعون بعصبية هنا او عاطفة هناك، هم اولا اهل المعرفة الذين يملكون رؤية واضحة عن الكون والحياة والإنسان، يؤمنون بالله وباليوم الاخر ويعرفون الدنيا حق المعرفة ويعرفون الآخرة حق المعرفة ويعرفون علة وجودهم في هذه الحياة وعلة خلق الله لهم في هذه الحياة، وبالتالي يفهمون تكليفهم ورسالتهم من خلال وجودهم في هذه الدنيا لسنوات تنقضي وتنتهي، هؤلاء اولا هم اهل المعرفة وثانيا هم اهل اليقين، فكثير ممن يملكون علما او معرفة او معلومات لا يملكون يقينا بما يعرفون ولا يقينا بما يعلمون، هؤلاء هم اهل اليقين يؤمنون بشدة بهذه الرؤية للكون والحياة والإنسان والدنيا والآخرة والمسؤولية والرسالة والأنبياء. وهم مع اليقين اهل الإرادة والعزم أهل العمل والفعل والإقدام وأهل الجود والعطاء، نحن امام قيمة إنسانية عالية يجسدها هؤلاء الشهداء من خلال معرفتهم ومن خلال يقينهم ومن خلال إرادتهم وعزمهم وفعلهم وعملهم. هذه القيمة يملكها من مضى ويملكها المجاهدون المقاومون الذين ما زالوا على قيد الحياة الذين نفخر بهم ونراهن عليهم ونقاتل بهم وندافع بهم ونهدد كل أعدائنا في العلم بهم. نحن نملك هؤلاء الرجال وهذه القيمة الإنسانية.
وكذلك عوائل الشهداء يؤمنون بما آمن به أبناؤهم وإخوانهم وآباؤهم وأزواجهم، يحملون المعرفة نفسها واليقين نفسه والإرادة والفعل ويعبرون عنه بالصبر والثبات والاحتضان والتسليم والرضى والاعتزاز والافتخار والبسمة التي تعلو وجوههم والبشر الذي يسيطر على كيانهم، فعندما تذهب لتبارك لهم او لتعزي هم الذين يعزونك وهم الذين يباركون لك. عوائل شهدائنا هم الذين قدموا للعالم اسوة ومثلا اعلى في الصبر والاحتساب والثبات والرضى بقضاء الله وقدره والافتخار بهذا الوسام الإلهي الذي منحهم الله إياه عندما نظر إليهم فاختار من بين أفراد عائلاتهم شهيدا او شهداء فكانوا عوائل الشهداء.
المناورات
أنتقل الى عنوان المناورات الاسرائيلية ومناورات المقاومة:
منذ انتهاء عدوان تموز والعدو الاسرائيلي يدرس العبر ويدرس الثغرات والاخطاء وشكل لذلك عشرات اللجان المتخصصة, ويحاول ان يستخلص العبر ويحصل على استنتاجات واضحة من تلك الحرب والهزيمة التي لحقت به في تلك الحرب, وهو منذ انتهاء العدوان يعمل على ترميم واعادة بناء قواته نفسيا وماديا ومعنويا, ويقوم بأعمال تدريب واسعة ومكثفة وتطوير في ترسانته العسكرية والسلاح والولايات المتحدة الاميركية تنفق بكرم لا مثيل له على قوة العدو العسكرية, طبعا في الوقت الذي تبعث الى لبنان طلقات كلاشينكوف، ويقوم العدو بمناورات واسعة منذ اشهر, وكان آخر هذه المناورات ما قام به في شمال فلسطين المحتلة قبل اسابيع, عندما قام بمناورة شارك فيها خمسون الف ضابط وجندي من البحر الى تلال الجولان, وسماها او اعتبر ان مهمة المناورة هي التنسيق والتكامل بين اذرع وايدي واسلحة الجيش الاسرائيلي, وهذه المناورة – ولا أقول ذلك لاخافة الناس انما لوضعهم امام الحقائق – هي مناورة للهجوم على لبنان, لا يعني بالضرورة ان هناك قرارا بالهجوم على لبنان, ولكن العدو صاحب الطبيعة العدوانية هو يتهيأ لقرار من هذا النوع او لاحتمال من هذا النوع. طبعا انا قبل أيام قلت ونددت بسكوت فريق السلطة عن هذه المناورات والانتهاكات الاسرائيلية الجوية المكثفة، ومع ذلك وبالرغم من التنديد لم نسمع أي كلمة.
لكن بعد ان علم في لبنان ان هناك مناورة كبيرة نفذتها المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان، استيقظ الكثيرون في لبنان وخصوصا فريق السلطة وعلم وانتبه ان هناك مناورات إسرائيلية بفعل مناورات المقاومة. أود هنا ان ادخل الى خلفية المناورة واذكر بشيء مهم جدا في مسألة الصراع: تذكرون خلال 33 يوما من عدوان تموز، كنا نسمع من فريق السلطة دائما عبارة: نحن نريد بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية والوصول الى الحدود, نحن نريد استعادة قرار الحرب والسلم، الدولة وحدها هي التي تحمي لبنان, الدولة وحدها هي المسؤولة عن شعب لبنان وارض لبنان وسماء لبنان وسيادة لبنان. عظيم انتهت الحرب, انتشر الجيش اللبناني على كامل الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة, بسطت الدولة اللبنانية كامل سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية، والمقاومة منذ ذلك اليوم لم تنفذ أي عملية في منطقة مزارع شبعا المحتلة مع انها تحتفظ لنفسها بهذا الحق, انا اتكلم عن المرحلة منذ آب الماضي, ان السلطة تقول ان هذه الملفات هي في عهدتها ومسؤوليتها, واليوم بعد مضي اكثر من عام نود ان نسأل فريق السلطة: ماذا فعل وماذا انجز؟ ليس مهما ماذا انتج المهم ماذا سعى، ماذا فعل؟ ما هو الجهد الذي بذله في هذا السبيل؟ مثلا: لا اريد طبعا في البداية ان اسألهم عن ملف الاسرى, هم ليسوا قادرين على فعل شيء وملف الاسرى هو في عهدتنا وفي عهدة المقاومة ونحن كررنا التزامنا وسيعود الاسرى سمير (القنطار) وكل الاخوة مع سمير, لكن في ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ماذا فعلت هذه السلطة؟ مع العلم ان هذه السلطة تحظى بأهم دعم اميركي وغربي ودولي في تاريخ لبنان, فلا يمر يوم او ايام قليلة الا وينبري مسؤول اميركي من (الرئيس الأميركي جورج) بوش الى اصغر موظف في الادارة الاميركية لاطلاق المدائح لبعض المسؤولين في هذه السلطة.
عظيم، اذا كنتم على علاقة قوية ومتينة مع الادارة الاميركية في هذا المستوى، وكان مجلس الامن يجتمع كلما اردتم وكلما طلبتم, ماذا فعلتم حتى الان لتحرير مزارع شبعا, وانتم دائما تدعون الى العمل الديبلوماسي, ما هي الديبلوماسية التي قمتم بها؟ ما هو الجهد الذي بذلتموه؟ نحن لا نتوقع بعد سنة وأشهر عدة ان تستعيدوا مزارع شبعا، لكن نسأل ماذا فعلتم لاستعادة مزارع شبعا، وعما وظفتم من علاقات لاستعادة مزارع شبعا, هذا في المزارع، وهم لم يستطيعوا استعادة مزارع شبعا الى لبنان ولا حتى لم يستطيعوا ان يقنعوا العدو الصهيوني بوضع مزارع شبعا تحت سلطة الامم المتحدة. طيب، لو ذهبنا الى موضوع الانتهاكات، ولو، الى هذا الحد الحلف بين فريق السلطة والاميركان، لا يقدر ان يمون؟ ان يوقف الانتهاكات الجوية الاسرائيلية للبنان؟ من اجل ان يعطي مصداقية لفريق السلطة، من اجل ان يظهر ان الخيار السياسي والديبلوماسي قادر ان يفعل شيئا، ولو بالحد الادنى ايقاف الخروق الجوية. وبالتالي لا يحرجهم وهم الذين يدعون انهم حماة السيادة.
ثالثا وهو الأسوء، المناورات الاسرائيلية التي حصلت. في كل العالم حتى لو بين دولتين صديقتين، اذا قامت دولة بحشد جيش على حدود الدولة الثانية، أو تغيير انتشارها العسكري او تقوم مناورات على الحدود, هذا يعتبر استفزاز للدولة الثانية، تقابله برد فعل ديبلوماسي واحيانا برد فعل عسكري باعادة انتشار, بتحريك قوات, باجراء نشاط سياسي معين للتوضيح.
في الحد الادنى أي دولة, أي سلطة تحترم وجودها وسيادتها وكيانها، لا يمكن ان ترضى او ان تسكت او ان تتجاهل المناورات لخمسين الف ضابط وجندي على حدودها, وقيادة العدو تتحدث عن ان هدف هذه المناورات هو تطبيق ومحاكاة على الارض وفي الميدان لعدوان اسرائيلي محتمل على لبنان, ولكن ماذا فعل فريق السلطة؟ يا اخوان حتى كلمة, حتى ادانة, حتى شجب لم يصدر. نعم عندما خرج احدهم واصبح مضطرا لأنه أحرج لاعلان مناورة المقاومة اصبح مضطرا للحديث عن مناورة المقاومة, تذكر ان يشجب ويدين المناورة الاسرائيلية, فقط واحد منهم, اما البقية فلا, هذا الموضوع بالنسبة اليهم هو موضوع طبيعي وعادي للاسف الشديد. وطبعا المناورات الاسرائيلية في الشمال لا تعني لهذا الفريق شيئا لانهم اولا لا يعتبرون اسرائيل عدوا, هم قالوا هذا في أكثر من مناسبة. وبعد ذلك، الذي يعلن علنا انه هو جزء من المشروع الاميركي في المنطقة بشكل قهري وطبيعي, اذا هو لا يعتبر ان اسرائيل هي عدو, ولو اسأنا الظن اكثر سأقول ان بعض هذا الفريق, هو فرح وسعيد بمناورات العدو في شمال فلسطين المحتلة، لاننا نسمع في كل يوم معطيات وشائعات وكلمات من هنا وهناك عن مراهنات جديدة على حرب اسرائيلية على المقاومة وعلى المعارضة في لبنان، كما كانت هناك مراهنات في تموز العام الماضي, ولذلك من الطبيعي ان لا يستفز هذا الفريق في السلطة وان لا يحرك ساكنا وان لا يدين, بينما عندما تتحرك المقاومة لتناور تقوم القيامة ولا تقعد.
انا لا يعنيني ما يقول هؤلاء, انما يعنيني ان اقول لكم انتم الذين تؤمنون بالمقاومة وتؤيدونها وتحتضنونها وتعتزون بها, وانا اقول للعدو من ورائكم ان هذه المناورة (مناورة المقاومة) كانت مناورة حقيقية وجدية وكبيرة, لست الان في صدد ان اتحدث عن التفاصيل, هناك مقدار اردنا ان يفهمه العدو وقد فهمه العدو, وهو مقدار من الجهوزية، وما اردناه من هذه المناورة, هو ان نوصل رسالة واضحة الى العالم الذي يحاصرنا ولكنه في الوقت نفسه يقدم احدث تكنولوجيا عسكرية لاسرائيل، الى العالم الذي يحاصر ويعاقب من يقدم دولارا لتكفل يتيم من ايتام الشهداء ويقدم عشرات مليارات الدولارات لاسرائيل, لنقول لهذا العالم ولنقول لهذا العدو، هذه رسالة المناورة الحقيقية، إن المقاومة في لبنان تملك العزم والإرادة، وتملك الرجال الرجال، والسلاح اللازم والكافي ان شاء الله، والعلم والخطة الدقيقة العلمية المناسبة للدفاع، والقدرة على الإدارة والسيطرة، وان المقاومة في لبنان جاهزة ليلا ونهارا وفي كل المواقع للدفاع عن جنوب لبنان وعن كل لبنان، ليس فقط للدفاع وانما هي متوثبة لتصنع الانتصار التاريخي الذي يغير وجه المنطقة.
هذه هي الرسالة الحقيقية لمناورة المقاومة الاسلامية قبل ايام, هي تريد ان تقول للعالم كله الذي يظن ان عزيمتنا وارادتنا قد ضعفت او وهنت, هم مشتبهون, للذين يظنون اننا تعبنا او مللنا، وهل يتعب الانسان من الدفاع عن وطنه الغالي وعن شعبه الشريف، وهل يتعب الانسان ويمل ويضعف ويهن من الدفاع عن اشرف الناس واكرم الناس واطهر الناس؟ هذه هي الرسالة الحقيقية. البعض، لانه لا يرى اسرائيل عدوة، ولا يهمه من لبنان الا الازقة والشوارع والصراعات الصغيرة، حاول ان يقدم مناورة المقاومة بأنها رسالة الى الداخل, لكم الحرية ان تفهموا كيفما تريدون.
وأنا أقول لكم أيضا المقاومة سوف تستمر في تحملها لهذه المسؤولية طالما أن هذه السلطة في لبنان لا تتحمل هذه المسؤولية، فالسلطة لم تقم بأي جهد حقيقي لا في الدفاع عن سيادة لبنان ولا في تحرير بقية الأرض، لا على المستوى السياسي والديبلوماسي ولا على المستوى المادي والميداني أيضا. الجيش اللبناني بعد 14 آب (2006) موجود على الحدود، أنا أريد أنا أسأل السلطة: ماذا قدمتم للجيش اللبناني؟ للضباط والجنود من أبناء الشعب اللبناني المرابطين على الحدود؟ ماذا قدمتم لهم من تسليح وتجهيزات وعتاد ومن إمكانات ومن قدرة للحماية للدفاع عن مواقعهم أولا فضلا عن الدفاع عن لبنان وعن الوطن والشعب؟.
هل يقدروا ان يقولوا لنا: ماذا فعلوا لتقوية الجيش وتعزيز قدراته بعد سنة وبضعة أشهر ليتمكن هذا الجيش من أداء واجبه الوطني؟ إذا نحن أمام سلطة تحدثك فقط عن قرار الحرب والسلم وتحدثك عن بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وأنا أقول لكم أنهم لا يفهمون بسط سلطة الدولة إلا القدرة على جني الضرائب والأموال من المواطنين. أما منع الإنتهاكات الإسرائيلية وتحرير الأراضي المحتلة، حتى الإحتلال والإعتراض على المناورات والإنتشار العسكري الإسرائيلي هذا لا يحركون له ساكنا.
من أبسط الأمور عندما يجري أي حادث في لبنان، نرى فريق السلطة يشتكي لمجلس الأمن ويصدر قرارا، وكأن مجلس الأمن ليس لديه عمل إلا لبنان، ولكن خمسين ألف ضابط وجندي في الشمال (الفلسطيني المحتل) وما زالوا حتى الآن في الشمال، ما زالت الفرق العسكرية الإسرائيلية حتى الآن في الشمال، “شاطرين” فقط في بعث الرسائل عن تسلح المقاومة ولكنهم أجبن من أن يبعثوا رسالة واحدة يحتجون بها على المناورات الإسرائيلية. طبعا لأن هذا يحرج السيد الأمريكي بوش ويزعج خاطر (وزيرة الخارجية الأميركية) السيدة كونداليزا رايس.
أهكذا يدافع عن الوطن وهل هكذا تقدم الطمأنينة لشعب لبنان وللجنوبيين؟ وأنا أتساءل كيف ينام أهل الجنوب وأهل القرى الحدودية وفي جوارهم خمسون ألف ضابط وجندي مع كامل الفرق المدرعة والمؤللة، ومن يدعي أنه حكومة لا يحرك ساكنا على الإطلاق. أقول هذا من باب الإحتجاج، نحن يئسنا من هؤلاء منذ سنة 1982، أحمد قصير هو عنوان اليأس من كل هؤلاء السفسطائيين الذين لم يحملوا سلاحا في وجه الصهاينة. أنا أقول ذلك للاحتجاج ولأؤكد أحقية وصدقية وعدالة منطق المقاومة في لبنان، ولذلك أيا يكن الإعتراض أو الإشكال أو الملاحظة فإن ذلك لن يغير من واقع مسؤوليتنا على الإطلاق.
الاستحقاق الرئاسي
الإستحقاق الرئاسي في لبنان على درجة عالية من الأهمية، ونحن نرى أنه يشغل اللبنانيين ولكن لماذا يشغل العالم؟ يمكن للآن أن الإستحقاق الرئاسي في لبنان أخذ جهدا بالعالم أكثر من انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، لماذا يا ترى؟ مع العلم أن صلاحيات رئيس الجمهورية بحسب الدستور الجديد هي صلاحيات محدودة، ومع ذلك كل هذا الإهتمام بانتخاب الرئيس. وأنا أيضا أدعو إلى أن نشعر نحن كلبنانيين بأهمية هذا الموضوع، يعني في الآونة الأخيرة خرج كلام أنه نحن لا يهمنا من هو الرئيس ومن هو شخص الرئيس بل تهمنا مشاكل من نوع آخر، هذا استخفاف باستحقاق رئيسي.
الموضوع لا يرتبط بالرئيس وشخص الرئيس وصلاحياته، وإنما الرئيس الذي سينتخب الآن، طريقة الإنتخاب، وروحية الإنتخاب وشخص الرئيس أي اسمه وشخصيته تؤشر على المسار السياسي العام الذي سيذهب إليه لبنان. يعني هل بعد انتخاب الرئيس ستأتي حكومة وحدة وطنية أي رئيس لا يقبل إلا بحكومة وحدة وطنية، حكومة شراكة وطنية؟ أو لا، هذا الرئيس لا مشكلة عنده ان يمشي بحكومة فريق واستئثار؟ هذا سؤال كبير.
بعد انتخاب الرئيس ستأتي حكومة سواء كانت حكومة شراكة وطنية أو حكومة لفريق، سياسات هذه الحكومة وخطط وتصرف هذه الحكومة بالوضع السياسي والمالي والإقتصادي والأمني والعلاقات الدولية والعلاقات العربية، كيف ستتصرف، هذا يبدأ من عند الرئيس وشخصيته وعقله وقيمه وأفكاره وشجاعته وإرادته.
ايضا كلنا يعرف أنه بعد انتخاب الرئيس سيتم بشكل طبيعي جدا تعيين قائد جديد للجيش اللبناني وقادة جدد للمسؤوليات المركزية في مؤسسة الجيش اللبناني، وهكذا الحال في بقية الأجهزة الأمنية اللبنانية، أليست هذه النقطة ايضا مدعاة قلق. يعني مرة يكون هناك حكومة شراكة وطنية فيأتي قائد جيش يعبر عن هذه الشراكة وعن هذا التوازن الوطني، ومرة يكون هناك حكومة فريق وحكومة استئثار فتعين قائد جيش من عقلية هذا الفريق، فكيف ساعتئذ سيتصرف قائد الجيش وقيادة الجيش ومؤسسة الجيش؟
حتى الآن من أهم عناصر الإستقرار في البلد منذ الزلزال الذي هز لبنان في 14 شباط 2005 إلى اليوم هي قيادة الجيش، مسؤولية هذه القيادة وتصرف هذه القيادة الوطني وتحملها المسؤولية وتوازن تصرفها مع المسائل، ولكن تصوروا أن ذاك الفريق يريد أن يأتي بقائد جيش من عقليته وروحيته ومشاعره، لا أعرف هذا الجيش أين سيصبح؟ وبالتالي البلد أين سيصبح؟ وهم الذين يحلمون باستخدام الجيش ضد المعارضين وضد المقاومة. حتى الآن الذي منع هذا الإستخدام هي قيادة الجيش وتركيبته وعقيدته الوطنية، ولكن هذا الفريق الآخر لو استأثر بالسلطة بعد انتخاب الرئيس وأصبح أمام استحقاق تعيين قائد جيش جديد، من الذي يضمن بقاء عقيدة الجيش، وأن موقعيته ودوره الوطني وليس الإنحيازي هو الذي سوف يبقى مسيطرا على هذه المؤسسة الوطنية الشريفة. هذه أسئلة خطيرة.
المسار إذا يبدأ من انتخاب الرئيس والمسألة ليست مسألة انتهاء ولاية رئيس ونريد الإتيان برئيس جديد. هناك مسار ومصير ومستقبل جديد للبلد، ولذلك لا يمكن التسامح في قضية الإستحقاق الرئاسي، ولا حل المسألة بطريقة المجاملات أو التعارفات أو تبويس اللحى أو تخجيل بعضنا بعضا، ولذلك حتى في إطر نقاش شخص الرئيس يجب أن تناقش المسائل مع بعضها البعض، يجب أن يناقش المسار السياسي في البلد. وإلا، تصوروا اليوم أن هناك فريقا يدعي أنه الأغلبية وأقنع العالم أنه الأغلبية ويريد رئيس جمهورية منه ورئيس وزراء منه وأغلبية الحكومة أكثرية الثلثين منه وغدا يريد قائد الجيش منه وهو يعلن أنه من المشروع الأمريكي ويعلن سياساته ومواقفه ورؤيته في المسائل المختلفة التي تشكل خطرا وتهديدا للبنان، فكيف هذا الموضوع يسلم به بهذه الطريقة؟ لنناقش الأمور كلها مع بعضها، الرئاسة والحكومة والمسار السياسي وهذا هو النقاش الجدي وهذا هو الذي يساعد أكثر.
أنا ما زلت أؤكد أن مسألة الرئيس مسألة حساسة ومهمة جدا لأننا نريد رئيس غير الذي يريده الأمريكيون، فهم لا يرون منه إلا تنفيذ القرار 1559، لكن هل سمعتم منهم أنهم يريدون من الرئيس معالجة الوضع الإقتصادي في لبنان ويسد ديونه ويبني دولة قوية وجيش قوي في لبنان ويحرر أرضه ويدافع عن سيادته ويوحد الشعب اللبناني؟ ابدا. لا يرون من انتخاب الرئيس إلا تنفيذ الـ 1559، أما آن لهم أن ييأسوا، لقد قلت في بنت جبيل الصامدة الراسخة العزيزة وأعود وأقول: لو جاء العالم كله لن يستطيع أن يطبق الـ 1559 في بند سلاح المقاومة “مش رئيس جمهورية جديد، هيدا موضوع مش للمزح والحكي واللعب”، نحن طرحنا رؤية وطنية وتنازلنا وقلنا سلاحنا قابل للحوار في إطار البحث في استراتيجية دفاع وطني ونقطة على أول السطر.
الإسرائيليون أنفسهم قالوا بعد عدوان تموز 2006 أنه لا يوجد جيش في العالم يستطيع أن ينزع سلاح “حزب الله”، وأنا أقول لهم نعم، لا يوجد أحد في العالم يستطيع أن ينزع سلاح “حزب الله”.
هذا لعب ومضيعة وقت، نحن نريد رئيس جمهورية يجمع اللبنانيين لا رئيس يعمل فتنة بينهم، نريد رئيس جمهورية يوحد اللبنانيين، نريد رئيس جمهورية يبني دولة حقيقية ولا يوقع على مراسيم للمزارع، نريد رئيس جمهورية مؤتمنا على رئيس الحكومة والحكومة التي تعالج الوضع الاقتصادي، نريد رئيس جمهورية يحارب الفساد ولا يغطي الفساد ويمنع الهدر في موارد الدولة.
خصخصة الخليوي
اليوم كل اللبنانيين والعالم مشغولين بالاستحقاق الرئاسي، لكن في موازاة هذا الانشغال وخلفه تحصل أكبر عملية نهب لمال الدولة، أكبر عملية نهب في تاريخ لبنان تجري في هذه الأيام. ما هي هذه العملية؟ خصخصة الخليوي، الخليوي الذي يقولون عنه نفط لبنان، وغيره ماذا لدينا؟ القطاع الزراعي؟ دمروه، القطاع الصناعي؟ دمروه، القطاع السياحي؟ فيه ألف مصيبة ومشكل.
موارد الدولة: الضرائب وبعض المؤسسات المنتجة والتي أهمها الخلوي، وإذا بالخلوي يريدون بيعه، والله أعلم لمن؟ وغدا تعرفون لمن. هذه عملية نهب تحصل، وأنا هنا أحذر الشركات التي سوف تشترك وتشتري هذا القطاع، أنها تشتري ممن لا يملك وممن هو غير مخول قانونا وشرعا على بيع قطاع الخليوي، ونحن سنواجه عملية النهب هذه بكل الوسائل القانونية والمشروعة.
نريد رئيسا لا يرضى أن ينهب البلد بهذه الطريقة. نريد رئيسا يمنع أن يتحول البلد بأكمله إلى شركات خاصة لا نعرف في نهاية المطاف إلى أين تصل هذه الشركات الخاصة. نعم هذا رئيس الجمهورية الذي نريده. نريد رئيس جمهورية يدعم الجيش ويقوي الجيش ويجلب له سلاحا وتجهيزات وعتادا ليصبح قادرا على حماية البلد وحماية الشعب. هذا رئيس الجمهورية الذي نحن نتطلع إليه.
“أغلبية مزورة”
هم يلاحقوننا بأنهم أغلبية وبأنه يحق لهم الانتخاب. أنتم لو تملكون الجرأة والشجاعة، أنتم أغلبية مزورة، أنتم أغلبية غير حقيقية. أنتم تقولون أنكم مثل أوكرانيا، في أوكرانيا أقاموا تحالفا وأجروا انتخابات على أساسه وأخذوا غالبية، لكن عندما فرط هذا التحالف لجأوا إلى الانتخابات من جديد، لماذا لا تتجرأون على إجراء انتخابات من جديد. أنتم تقولون أيضا أنكم مثل جورجيا، في جورجيا نظمت المعارضة تظاهرتين قرب البرلمان وطالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة، فقبل الرئيس أن يجري انتخابات رئاسية مبكرة، ويمكن أيضا أن يجري انتخابات نيابية مبكرة، لكن نحن في لبنان نزل مليون وبعد عشرة ايام مليون ونصف قرب السرايا ولم يتزحزح أحد، لأنكم متمسكون بالسلطة وليس بالتمثيل الشعبي.
لا اعتراف برئيس النصف + 1
إذا لم نستطع، نحن هنا عندما نتحدث عن التوافق الذي هو في الحقيقة روح الطائف وروح الدستور وروح النظام اللبناني، مع ذلك، حتى لو نحينا التوافق جانبا، الدستور يقول بنصاب الثلثين، الانتخاب يجب أن يكون انتخابا دستوريا وأنتم لا تستطيعون أن تجمعوا الثلثين إلا بتوافق، ولذلك أنتم ملزمون بالتوافق بروح الدستور أولا، وثانيا بتأمين النصاب الدستوري. لكن إذا لم نستطع الوصول إلى توافق، أي رئيس بالنصف + واحد أصبح من المكرر لكن ما زلنا على مقربة، فسأقول بوضوح: المعارضة لن تعترف بهذا الرئيس، وهذا الحد الأدنى، لن تعترف بهذا الرئيس وستعتبره غاصبا للسلطة، معتد على السلطة.
مرة يوجد رئيس أنا لا اعترف به، ومرة يوجد رئيس مغتصب للسلطة، يتصرف بأمور الدولة بشكل غير قانوني وغير مشروع وغير صحيح.
انتخابات نيابية مبكرة
وأنا أنصح، اليوم لا نريد أن نهدد ولا شيء، لا زال هناك عدد من الأيام، وهناك مساع جدية للتوافق، لا زلنا نراهن على التوافق ونؤيد كل مساعي التوافق، لكن إذا لم نصل إلى مكان، اللعبة الديموقراطية، الإخلاص للبلد، الحريص على السلم الأهلي، الذي لا يريد أن يسمح للأميركي أن يأخذ البلد إلى الفوضى الخلاقة، لدينا مخرج، لن أعود لأقول الانتخاب من الشعب، تعالوا لنعد إلى الانتخابات النيابية المبكرة: إذا حصل أحد من الطرفين على الثلثين فليجمع مجلس النواب وينتخب و”صحتين على قلبه” وعلى البقية أن تخضع لهذه الإرادة، وإن كان بحسب المعطيات السياسية قد يصعب على أي من الفريقين أن يحصل على الثلثين، فلماذا لا نأتي ونتعاهد ونقول: نجري انتخابات مبكرة ونلتزم، من يحصل على الأغلبية المطلقة الحقيقية، ليس بالتزوير والخداع وبالوعود!
تصوروا مثلا: كل التحالف الانتخابي في منطقة بعبدا عاليه قام على قاعدة أن اللائحة تدافع عن سلاح المقاومة وترفض الـ 1559، أصبحت اليوم هذه اللائحة تطالب بتنفيذ الـ 1559 وخصوصا ما يتعلق بسلاح المقاومة، هل يبقى لهؤلاء النواب مشروعية؟
هؤلاء النواب خدعوا الناس، كذبوا على الناس، غرروا بالناس فأخذوا وسرقوا أصواتهم.
تعالوا لنجري انتخابات صادقة، شفافة واضحة، لا أحد يخدع الآخر، ولا أحد يزور على الثاني، الذي يأخذ أغلبية تسلم له الأقلية من الآن: أنت حقك أن تنتخب الرئيس ونحن ننزل إلى المجلس ونكمل لك نصاب الثلثين، لأننا إذا عدنا إلى الانتخابات المبكرة سيقال لنا: إذا لم نحصل الثلثين سنعود للتوافق؟ لا، أنا أطرح عودة إلى انتخابات مبكرة والتزام مسبق من الأقلية بتأمين نصاب الثلثين للأغلبية لتختار الرئيس الذي يعبر عنها، وهكذا نكون احتكمنا بحق للشعب اللبناني ونكون بحثنا عن مخرج للمأزق، وليس، أجرينا انتخابات مبكرة وعدنا وعلقنا في قصة الثلثين والنصف + واحد.
نداء الى الرئيس لحود
في كل الأحوال، اللبنانيون اليوم يتابعون هذا الحدث، أنا من واجبي في هذه المناسبة وفي الأيام الأخيرة بحسب الدستور والظاهر القانوني لولاية فخامة الرئيس إميل لحود، أرى من واجبي باسمكم وباسم عوائل الشهداء وباسم المقاومين وباسم هذا الشعب الذي يمنحنا حق التعبير عن رأيه وعن عاطفته، إنني بالدرجة الأولى باسم المقاومة أود أن أتوجه إلى فخامة الرئيس إميل لحود بكامل الشكر والتقدير العالي على مواقفه وعلى ثباته وعلى صموده وعلى تأييده واحتضانه للمقاومة خلال تسع سنوات من رئاسته للجمهورية وخلال سنوات تحمله لمسؤولية قيادة الجيش، وبسبب هذا التلاحم وهذا التعاون وهذا التعاضد، كان التكامل بين المقاومة والجيش التي استمرت أيضا مع قيادة الجيش الجديدة بعد العماد لحود، هذا التكامل الذي أثمر انتصارا تاريخيا في عام 2000، وهذا التكامل الذي أثمر انتصارا تاريخيا في مواجهة عدوان تموز 2006،
ونحن لا يمكن أن ننسى للرئيس لحود مواقفه ووقفاته وعنفوانه وشجاعته ورجولته في مواجهة كل هذه التحديات وكل هذه الأخطار، ونحن معنيون بأن نفي لهذا الرجل حقه بالطريقة المناسبة، كما أننا معنيون بان نفي لكل من يقف إلى جانب هذه المقاومة ويحتضن هذه المقاومة ويدافع عنها.
وفي الوقت نفسه ما دمنا على مقربة من الرابع والعشرين من تشرين الثاني، فإنني أيضا من هنا من هذا المجمع وفي يوم الشهيد يوم الشهداء ويوم العطاء، أتوجه بالنداء إلى فخامة الرئيس إميل لحود لأقول له إن ما قمت به وما أنجزته وما تحملته خلال تسع سنوات في سدة الرئاسة مرهون بتحملك للمسؤولية الوطنية التاريخية في ما تبقى من أيام رئاستك وأنت أهل لهذه المسؤولية، من هنا نناشد فخامة الرئيس إميل لحود أن يقوم بما يمليه عليه ضميره ومسؤوليته الوطنية والقانونية والدستورية وقسمه اليمين الدستوري على حفظ البلاد والعباد، أن يقدم على خطوة أو مبادرة وطنية إنقاذية لمنع البلاد من الفراغ إن لم يحصل توافق، فانتخاب بالنصف + واحد هو أسوأ من الفراغ، وعدم انتخاب رئيس بالتوافق وبقاء السلطة في يد حكومة غير شرعية وغير مسؤولة هو أسوأ من الفراغ.
ولذلك مع اقتراب المهلة من زمنها الأخير تصبح بطبيعة الحال العيون مشدودة إلى قصر بعبدا وإلى الرئيس المؤتمن على هذه المسؤولية ونحن نعرف أن العالم كله سيمارس أصعب الضغوط على فخامة الرئيس لكي لا يقدم على خطوة إنقاذية وطنية من هذا النوع، وسيواجه بأشكال الترهيب والترغيب وهو يواجه في كل يوم بأشكال الترهيب والترغيب، ولكن فخامة الرئيس الذي لم يسكت على ملايين الأمتار من جنوب لبنان عند ترسيم الحدود عام 2000 ووقف بكل جرأة وشجاعة أمام تهديد الإدارة الأميركية ووزيرة الخارجية الأميركية هو بالتأكيد سيكون مؤتمنا ليس على ملايين الأمتار بل على كامل مساحة الوطن اللبناني الذي لا يجوز لأحد أن يفرط به أو أن يلقي به إلى أيدي مجموعة من اللصوص والقتلة من أتباع المشروع الأميركي – الصهيوني في لبنان.
سنتابع بصبر هذه الأيام الحساسة من مصير وطننا ليكون لنا رئيس للجمهورية كما يريد شعب الجمهورية وليس كما يريد الأميركيون ولا المتدخلون الدوليون.
نصرالله يهدّد لحّود لتشكيل حكومة ثانية إنقلابيةواضح للعيان أن نصرالله يتحرش بالحكومة اللبنانية ويريد أن يتنصل من تنفيذ القرار 1559 الذى نص على سحب سلاح كل المليشيات اللبنانية وحصره فى الجيش فقط أسوة بكافة دول العالم. من يستمع لهذا الرجل يعتقد أن الرجل يرأس دولة داخل دولة وأنه هو المسئول وحده عن لبنان وأرض لبنان وسيادة لبنان. ولكن ماعليه فبعد أن أقنعوه أن هزيمته النكراء وهروبه أمام الإعتداء الإسرائيلى كان نصرا مبينا فقد الرجل بوصلته فلم يعد يعلم الصواب من الخطأ وللتاريخ فقد قال كلمته على شاشات التلفزيون فى أغسطس 2006 أثناء الحرب مباشرة وأعترف أنه لوكان يعلم أن مغامرته… قراءة المزيد ..
نصرالله يهدّد لحّود لتشكيل حكومة ثانية إنقلابية
Hasan killer , I hope to see him died
نصرالله يهدّد لحّود لتشكيل حكومة ثانية إنقلابية
ya nasrallah 3al wa3ed ya kammon.kol marra tahreq nafsak w at ahreq al mokawama ma3ek
نصرالله يهدّد لحّود لتشكيل حكومة ثانية إنقلابيةمرة أخرى ينكشف حسن نصر الله، وتظهر حقيقته الحقة المرة، فهو ليس كما يدعي، رمزاً لمقاومة إسرائيل، بل يمكن القول أنه تلميذ من تلاميذها وما حربه ضدها سوى تمرد من تلميذ ضد استاذه الذي لم يعطه ما يريد، هو تلميذ نجيب، بكل ما للكلمة من معنى، فماذا تريد إسرائيل أكثر مما يحصل في لبنان، الآن؟ اليس إلهاء ما يسمى بالمقاومة الإسلامية بالداخل اللبناني، إراحة الإسرائيلي من هم يؤرقه نهاراً ولا يسمح له بالنوم ليلاً؟ اليس ما يقوم به نصر الله هو في حد ذاته حماية لحدود المحتل؟ اين أصبحت مزارع شبعا في هموم المقاومة؟… قراءة المزيد ..