نصرالله سيستبق القرار الظني في اغتيال الحريري وقلق سوري متزايد

1

بيروت الشفاف خاص

مروان طاهر

يستغرب المراقبون في بيروت تصعيد الحملة على المحكمة الدولية إلى حد التلويح باستهداف قوات “اليونيفيل” صراحةً على لسان المتحدث غير الرسمي بإسم سوريا وحزب الله الوزير السابق وئام وهاب، الذي حذر من تحول قوات “اليونيفيل” الى صندوق بريد للمحكمة.

وفي موازاة التصريح-الإنذار للوزير وهاب، قالت مصادر مطلعة في لـ”الشفاف” إن الحملة المركزة على المحكمة، وعلى الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، واللواء اشرف ريفي، يقف وراءها حزب الله. خصوصاً، في ضوء تأكيد مكتب المدعي العام للمحكمة القاضي دانيال بلمار عدم تسريب اي معلومات وحرصه على سرية التحقيقات وعدم إعطاء اي معلومة من اي نوع تشير الى مسار التحقيق.

وإزاء هذه السرية والحرص على الكتمان يستغرب المراقبون توقيت الحملة واهدافها، خصوصا وان المحكمة لم تتهم احدا الى الآن، كما انها اطلقت سراح الظباط الاربعة وهي تعمل بجد وصمت.

لماذا اذا الخشية من المحكمة؟
تشير المعلومات الى ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله افتعل هذه الضجة ليستبق اي اتهام من اي نوع لحزبه بالضلوع في إغتيال الحريري. وهو حدد يوم الاربعاء المقبل ليدلي بدلوه في شأن المحكمة، حيث يرتقب ان يجمع في كلامه حملة التهديدات من ناصر قنديل الى وئام وهاب الى عبد الرحيم مراد وسواهم ليصيغ التهديدات في بلاغته المعهودة ويعلن بطلان اي اتهام في حق حزبه سلفا.

وفي موازاة قلق حزب الله من تداعيات القرار الظني يبرز ايضا القلق السوري الذي تشير المعلومات الى ان له الكثير ما يبرره.

فسوريا قلقة من اكثر من عامل، اولها حال التخبط في سياستها اللبنانية التي اعادها الخطاب المسيحي في ذكرى حل حزب القوات اللبنانية الى المربع الاول وأمعن في إضعاف حليفها الابرز على الساحة المسيحية العماد عون. ما يؤشر الى ان محاولة تطويع رئيس الحكومة سعد الحريري لم تنجح في تطويع حلفائه معه وفي مقدمهم القوات اللبنانية. وها هي صحيفة “النهار” تعلن عدم التزامها بالقرار السوري لتوحيد الاعلام اللبناني في لغة مخاطبة دمشق، فضلا عن ان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ما زال يعلن ويؤكد ان علاقته بدمشق تسير على افضل وجه وهو يريدها علاقة بين دولتين وانه هو يسير في هذا النهج وعلى السوريين ان يجاروه في موقفه. فهو قدم الكثير لتنجح العلاقة بين الدولتين وما زال على استعداد لتقديم كل ما يمكنه في إطار الثوابت التي ارساها في خطابه السياسي منذ خمس سنوات.

وتضيف المعلومات الى ان القلق السوري ناجم ايضا عن ان دمشق ما زالت عرضة للاتهام طالما ان القرار الظني لم يصدر بعد. فلا ضمانات من المحكمة بعدم اتهام دمشق. ثم، ماذا سيكون موقف دمشق إذا ما وجّه الإتهام لحزب الله، بع إعلان الرئيس السوري في حديثه على “المنار” ان المحكمة دخلت البازار، وعن اي بازار يتحدث الاسد؟ وهل يستدرج السوري البازار ليبعد عنه وعن نظامه شبح الاتهام؟

الى ما سبق، تضيف المعلومات ان على طاولة الرئيس السوري إضافة الى الازمة الاقتصادية المتفاقمة ايضا موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي وبعد ان انجز ملف التأمين الصحي اصبح جاهزا للانصراف لمعالجة الملفات الخارجية وهو يسير على اكثر من خط متوازٍ. فهو زار افغانستان وجدد تأكيده عدم عودة طالبان الى السلطة، وخاطب رئيس الوزراء الاسرائيلي بحدة طالبا اليه تحريك المفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين، وفي حال نجحت الضغوط الاميركية على تل ابيب في وضع خطة خارطة الطريق على مسار التنفيذ، فهذا يعني ان اسرائيل لن ترهق نفسها بمسارين فلسطيني وسوري، ما يعني تأجيل المسار السوري الى أجل غير مسمى ويصبح السلام على المسار السوري الاسرائيلي من اجل السلام وليس لاستعادة الجولان الذي يبدو ان مصيره لن يكون افضل من لواء الاسكندرون الذي كان سليبا ثم دخل في غياهب النسيان ليتم سحبه من كتب التاريخ السورية؟

1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
لا للميليشيات  لا للمافيات المخابراتية لا للطواغيت
لا للميليشيات لا للمافيات المخابراتية لا للطواغيت
14 سنوات

نصرالله سيستبق القرار الظني في اغتيال الحريري وقلق سوري متزايد
الكل اصبح يعلم ان النظام الايراني الميليشي الطائفي العرقي يستغل القضية الفلسطينية وشعارات الممانعة والمقاومة وال البيت والمهدي من اجل تدمير واحتلال العالم العربي والعالم وذلك باستخدام ميليشياته الطائفية الارهابية التي زرعها ويزرها في المنطقة

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading