يخجل المرء عن نفسه وعن الآخرين، فالحق أن أحداً لا يستطيع ان ينجو من هذه اللعنة السلالية التي قالت في ما مضى »دمه على رؤوسكم«، واليوم يمكن ان يقال على النحو نفسه ان الكذب على رؤوس الجميع وان الوحل على رؤوس الجميع. حين يتدنى الواقع الى هذه الدرجة، يمكن ان نشترك جميعاً في الجريمة. في رسالة من الزميل بلال خبيز يقول ما معناه انه خلى لمصيره وان آخرين دعوه للعودة كأن شيئا لم يكن، فيما لم يجد غيرهم قضية في كل هذا، واعتبر البعض انه ليس في المسألة إلا جنى بلال، جنى بلال كأننا لا نزل عن البطولات وكأن بلال بالمعيار الملحمي الذي لا يرضى بأقل من الشهادة مجرد فار. فار من عين من. من عين افتراء وأكذوبة. كأن هناك سيوفا لمقارعة الاكاذيب أو ان ثمة سلاحاً لمحق الافتراءات. هذه أشباح يا سادة والاشباح لا تحتاج الى دليل وجود، ان اختفاءها هو حجتها الاقوى، لكن ما لنا وما لهذا. من لا يخاف اذا قال شبح في موقع الكتروني بأنه… ماذا… خائن، حتى أنا لم أجرؤ على نقل صحيح للكلمة، تكفي كلمة خائن لهذه المقالة. هل يستطيع بلال خبيز ان يجد الشبح ليروي له كيف تعذب في سجنه الطويل في اسرائيل لأنه يومذاك، بلغة تلك الايام وبلغة اليوم، كان من ابطال المقاومة. أليس هذا هو الاسم الذي نطلقه على أسرانا وعلى صانعي ومنفذي العمليات ضد اسرائيل، بلال خبيز صنع ونفذ عمليات كهذه وسجن لمدة طويلة في اسرائيل، أليس هذا بحد ذاته أمرا لا يمكن نقضه ولا يحق لأحد نقضه مقابل أي شيء، انه وسام استحقه بعمله ومعاناته، لم يمن عليه به أحد ليخلعه عنه أحد. ثم ماذا اذا شعر الرجل بأنه ألقي في هاوية، حين يقرأ في مكان ما. أي مكان وبأي اسم، انه بسبب رأي أو موقف جرد من ماضيه وأوسمته ووصم وأعدم رمزياً. كل ذلك بسبب كلام مكتوب معلن واضح صريح مطبوع. كلام ليقرأه الجميع وليس تقريراً سرياً. الرأي يحتاج الى جسد واسم ليتم إعدامه. الرأي والموقف ليسا إلا كفراً، وبماذا نتمايز عند ذلك عن المكفرين. الغريب ان ثلاثة من الذين وصموا في الموقع ذاته كانوا من الذين قضوا مدداً في سجون اسرائيلية، إما لبطولة وإما لرأي وموقف. بالطبع لن يصادف هؤلاء الشبح الذي بث ذلك ليعرفوا من هو وليقابلوا ماضيهم بماضيه. لن يصادفوه وسيقعون جميعهم في الغم ذاته لان هناك من ألقى بهم في البئر، ولان هناك من لا يدافع عن وصم أبطال آخرين اذا لم يكونوا في صفه. ربما لن يهربوا جميعهم. لكنهم جميعا سيشعرون بالعار وسيخجلون من أنفسهم ومن المفترين عليهم، لان واقعاً بهذا المستوى لا يستحق بطولة أو ربما، بوعي أو بدون وعي، يعتدي عليها.
السفير
نزع أوسمة مأساة الشعوب العربيه هي السلفيه ان عباده السلف الصالح و وسيرتهم هي الطاغيه على العقل العربي. السلفيه لا اقصد بها فقط الدينيه ب طوائفها و مذاهبها المتعددة, انما اقصد بها السلفيات النضاليه , الشوعية , اليساريه. لأوضح وجهة نضري , الاعداء مفهوم متغير اعداء اليوم قد يكونوا اصدقاء غداً و العكس و ذلك من دينامكيه الحياة البشريه . اما السلفيه لا تفهم ألا الإيمان و الكفر و هي مفاهيم ثابتة. الصراع متغير متجدد كمياة النهر لذلك لا يوجد شكل ثابت للنضال . الجمود يا عزيزي بيضون هو الصفة الاكشر انتشاراً في الحركات اليساريه و خاصاً عندنا في الاردن… قراءة المزيد ..