إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
ترجمة”الشفاف” نقلاً عن موقع “زيتون” الإيراني
1. في السنوات الأخيرة، ظهرت خلافات على أعلى مستوى في النظام السياسي الإيراني في مناسبات مختلفة، مثل إقرار الاتفاق النووي في البرلمان، وقضية رفض أهلية علي لاريجاني للإنتخابات الرئاسية، ومقتل الرئيس إبراهيم رئيسي، والانتخابات الرئاسية الأخيرة، وطريقة تفاعل إيران مع موضوع اغتيال إسماعيل هنية.
ما المقصود من عبارة “بأعلى مستوى”؟ ومن هم الأطراف المتنازعة؟
من الواضح أن أحد طرفي هذه المسألة هو المرشد علي خامنئي. من هو الطرف الآخر؟
في السابق، كان الطرف الآخر هو آية الله منتظري، الإصلاحيين، هاشمي رفسنجاني، وحسن روحاني، حيث كانوا يقفون في مواجهة المرشد. وقد تم تحييدهم جميعا ووضعهم تحت الإقامة الجبرية أو تم استبعادهم من هيكل السلطة.
فمن هو المنافس الآخر المعارض لـ”لمرشد” الذي لم يتم استبعاده حتى الآن؟ وهل هو على وشك الإقصاء؟
2. في الأسبوعين الماضيين، أصدر مُجتبي خامنئي (نجل المرشد) شريط فيديو أعلن فيه انسحابه من تدريس “درسِ الخارج”. الأمر المثير للاهتمام في ذلك الفيديو هو أنه أعلن أنه قام بذلك دونَ عِلم والده. ما مَعنى هذا التلميح؟ هل يشير ذلك إلى وجود خلاف بينه وبين والده؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فما هو هذا الخلاف؟
يتعلق الخلاف، بشكل عام، بكيفية التعامل مع إسرائيل، والولايات المتحدة، والغرب، وإمكانية الوصول إلى الأسلحة النووية. أظهر خامنئي في السنوات الأخيرة خوفًا شديدًا من الحرب، وعلى الرغم من إعلانه سياسة “لا حرب ولا مفاوضات”، إلا أن سلوكه أظهر أنه يميل أكثر إلى الشق الأول من هذه السياسة، حيث رأينا عدة مرات أنه، وبطرق مختلفة، وافق على التفاوض مع أمريكا وحتى مع إسرائيل. ومن المحتمل أن مُجتبي لا يوافق على هذه السياسة. وبما أن خامنئي، حتى بعد مقتل حسن نصر الله، لا يزال غير راغبٍ في خوض حرب، وأتى برئيس جمهورية يتحدث عن علاقات أخوية مع أمريكا وعن تخلي إيران عن التسليح، أصبحت الخلافات أكثر وضوحًا وجدية. وبما أن خامنئي لا يزال يمسك بزمام الأمور، فمن المحتمل أن مُجتبي، إما عن عَجز، اختارَ الانسحاب كنوعٍ من الاحتجاج، أو أنه تَمرَّدَ وتمَّ فرضُ نوعٍ من الإقامة الجبرية الخفيفة عليه.
3. في هذه الأثناء، وقبل مقتل حسن نصر الله، استخدم حسن الخميني في رسالة أرسلها له، لغة متشددة للغاية وغير إصلاحية، مهاجمًا الدول العربية والغربية وداعيًا إلى تواجد إيراني في لبنان. كما احتفظ بنفس اللغة في رسالة التعزية. وبغض النظر عن اللغة المستخدمة في رسالته، يبدو أن حسن الخميني، في ظل انسحاب مُجتبي أو وضعه تحت الإقامة الجبرية، وجدَ الفرصة سانحة ليبرز نفسه كمرشح لخلافة القيادة.
4. تفاقمت هذه الخلافات بشكل أكبر الآن، أي بعد مقتل حسن نصر الله وقادة حزب الله وفيلق القدس. حيث واصلت الإذاعة والتلفزيون وبعض المؤسسات الأمنية في إيران التحدث باستمرار عن ضرورة التدخل الإيراني بشكل مباشر في الحرب، كما انتشرت شائعات مختلفة حول صحة المرشد، و… قدوم حسن الخميني زاد من الشعور بالخطر لدى معارضي خامنئي، وبعدما فقدوا منصب الرئاسة، باتوا الآن يخشون أن يكون منصب القيادة المستقبلية من نصيب شخص آخر.
لهذه الأسباب، أصبح احتمال حدوث انقلاب عسكري ووضع المرشد تحت الإقامة الجبرية واردا جدا. ومن المحتمل أنه، إذا ما كان حسن نصر الله لا يزال على قيد الحياة، لكان احتمال الانقلاب أكبر، وهو انقلاب يتولى فيه مُجتبي القيادة العليا ويصبح أحمدي نجاد رئيساً.
*اسم الكاتب محفوظ لدى موقع “زيتون”.
إقرأ أيضاً:
الشيعة والنضال ضد الظلم*: الاختلاف الحادّ حول “ولاية الفقيه” بين المرشد وابنه مجتبى!