هزة قاسية جديدة بدرجات عالية تضرب في لبنان وتحديداً في الضاحية الجنوبية وبعض قرى الجنوب وعلى رأسها جبشيت الموصوفة في بعض الاوساط بأنها ((قم)) لبنان لكثرة المشايخ او المعممين المتحدرين منها واحتضانها ما يسمى ((الأصولية الشيعية)) اذا صح وجود مثل هذه الاصولية، وعلى رأس هؤلاء الشيخ الشهيد راغب حرب والأسير المحرر الشيخ عبدالكريم عبيد.
الهزة ليست على مقياس ريختر ونتائجها العنيفة لم تقتل اشخاصاً او تدمر أبنية وانشاءات عمرانية، بل على مقياس ثقافي ومالي واجتماعي، اما نتائجها فتتمثل بضربها بيئة شعبية معظم ابنائها من احوال مادية او مالية عادية تعرضوا او عرضوا انفسهم للخداع على ايدي شخص قام عن قصد الاحتيال او غير ذلك بنهب مدخراتهم وجنى اعمارهم وتهديدهم بضياع لقمة العيش وأمانيهم في مستقبل قريب او بعيد.
والمفارقة هذه المرة ان هذا الشخص معمم وهو الشيخ محمود فقيه قريب الشيخ محمد طالب رئيس حوزة علمية تابعة لحزب نافذ (والد زوج الاول)، واستغل عمامته ومصاهرته للثاني لكسب ثقة الناس وإيداعه أموالهم ومدخراتهم قبل ان يبددها ويفر هارباً الى اوستراليا.
والمفارقة الأخرى ان على رأس ضحايا هذا المعمم عشرات المشايخ ممن أودعوه مدخراتهم وبين هؤلاء الشيخ ع.س وخسارته تبلغ نحو عشرة آلاف دولار والشيخ أ. م الذي باع مؤخراً منـزله لتصل خسارته الى نحو 113 الف دولار اميركي.
واضافة الى هؤلاء هناك عدد كبير من الاشخاص الذين وثقوا بالمعمم ووضعوا بعهدته مدخراتهم وبعضهم باع ما يملك من مصاغ سعياً وراء كسب سهل وسريع مقابل ((كمبيالات)) او صكوك بتواريخ مؤجلة اعتقاداً منهم بأنها تحفظ حقوقهم مقابل ارباح عالية كانوا يتقاضونها شهرياً من هذا المعمم، الذي كان يستخدم على ما يبدو سياسة معروفة باسم سياسة ((الطربوش)) فيأخذ من هذا ليعطي ذاك ويكدس ما يمكن تكديسه قبل ان تكبر ((الطامة)) عليه ولا يجد مفراً سوى الهرب الى اوستراليا سواء بملايين خبأها او بخفي حنين بعد ان وجد نفسه مطالباً بدفع استحقاقات لم يجد ان لديه ما يسددها عبر خداع أناس جدد بإيداع اموالهم لديه.
وإذا كانت قضية إفلاس صلاح عز الدين كشفت عن تورطه بفضيحة بمئات ملايين الدولارات على الأقل، فان قضية المعمم تظهره اليوم وكأنه صلاح عزالدين صغير، اذ يقدر حجم الاموال التي تصرف بها ما بين سبعة وثمانية ملايين دولار اميركي إلا اذا كان هناك فصول جديدة للقضية ورفع الستار عن حجم اكبر للأموال التي تصرف بها.
وحتى الآن لا دعوى جزائية رفعت بحق المعمم، وان كان الاشخاص الذين تعرضوا او عرضوا انفسهم للخداع والنهب يضجون اليوم بما اصابهم ويحضرون لتحرك واسع قضائياً اضافة الى التحرك باتجاه الفعاليات الحزبية لتعويضهم ما يمكن تعويضه، خصوصاً بعد ان خلف المعمم وراءه عشرات العائلات التي تبكي على ضياع جنى عمرها وأموالها.
ويقصد هؤلاء أب المعمم وعمه علهم يجدون ما قد يعوضهم على خسائرهم.
وبينما يحاول والد المعمم تهدئة الناس ويسعى وفق امكاناته المحدودة للبحث عن حلول مؤقتة ريثما يتم ايجاد حلول ليست متيسرة، فإن عمه وكلما يسأل من قاصديه المتضررين يردد الآية الكريمة: (فناظرة الى ميسرة).
ويركز المتضررون في شكاويهم على عمه الذي يتردد ان صهره المعمم كان يدعمه من وقت لآخر لا بل ان احد المتضررين يجزم بأن المعمم دفع 200 الف دولار لعمه عندما اشترى مستشفى ضو في منطقة حي السلم في الضاحية الجنوبية قبل ان يحولها الى مستشفى الحوزة التي يديرها.
وفي تفاصيل ذلك ان عم المعمم اتفق مع شريك له على شراء بناء المستشفى وهذا الشريك هو طبيب، وبعد شراء المستشفى اختلفا لعدة اسباب وقام عم المعمم بالاستنجاد بصهره فنقده يومها 200 الف دولار من اجل فك شراكته مع الطبيب المشار اليه.
وبعد فك الشراكة مع الطبيب الذي كان يطمح لتحويل المستشفى الى مستشفى للفقراء والمحتاجين قام العم بنقل الحوزة التي يتولى رئاستها الى مبنى المستشفى.
وفي بلدة جبشيت وحدها تقدر خسائر المودعين بنحو 800 الف دولار اميركي وقد تركت هذه الفضيحة قصصاً يستحق كل منها ان يتحول الى عمل درامي بالنظر الى ما تسبب به انسانياً من إغراق لشريحة واسعة من العائلات ((المستورة)) في فقر بعد ان حرمها من احتياطيها الذي أدخرته بالتقتير والعرق والتعب وحتى الدموع. وعمد احد المتضررين الى طبع صور المعمم تحت عنوان النصاب ويستعد لتعميمها ونشرها وتوزيعها الا انه يتريث في ذلك لعله يعوض عما خسره.
ويتم حالياً البحث في ما قد يكون المعمم قد سجل باسمه او باسم عائلته من أجل وضع اليد عليه وتعويض ما يمكن تعويضه على صغار المودعين علماً ان هناك من يطالب حزب الله خصوصاً بالتدخل، وهو امر لم يفعله حتى الآن رغم انه معني به وان بطريقة غير مباشرة كون ما حصل حدث في بيئته وجرى استعمال الغطاء الديني لاستجلاب ثقة الناس.
الناس الذين لا يفكرون كيف وأين يرمون مدخراتهم وأموالهم بعد ان اعماهم شغف الربح الهين والسهل والموهوم لمجرد ان يأتيهم شخص لإغرائهم قبل ن يسقطوا ضحايا للخسارة والحسرة والخيبة وخراب البيوت.
وإذا كانت القضية تثير اليوم استياءً واسعاً في الاوساط الحوزوية كونها تسيء الى صورة المعمم امام الناس فإن استشراء ظاهرة الافلاس الاحتيالي ونهب مدخرات الناس يثير تساؤلات حول خطورة تفشي مفاهيم جديدة تتستر بالدين وتتخذ من التدين غطاء للاحتيال والنصب والتدليس والغش والخداع
نقلاً عن “الشراع”، مع إضافات
ميني صلاح عز الدين في جبشيت جنوب لبنان: يقنص بضعة ملايين ويفر الى أوستراليا
نصاب
عيلتو بلبنان وبعدن عايشين نفس الترف والبذخ وزوجته معهاسيارة موديل السنةوأولاده أقساط مدرسةالواحد منهن تفوق3000$ ومبينطر الولد شغلتو دايما جاهزة هيدا غير الصرف والمطاعم
تفو ع هيك بني آدم!