خرج ميشيل كيلو العضو في “الائتلاف السوري” عن دبلوماسيته، في مداخلة إشكالية حول الثورة السورية وما آلت إليها الأوضاع الراهنة.
ففي اتصال هاتفي مع مؤتمر لناشطي “اتحاد الديمقراطيين السوريين” في أستراليا، وصف كيلو حال الثورة السورية اليوم بالبائس، و دعا إلى إطلاقها من جديد على الأسس الوطنية التي انطلقت منها.
و أوضح كيلو في مداخلته.. أن مسألة الحرية في سوريا وصلت إلى لحظة شديدة الحرج، ورفض تسمية الثوار بوصف “المقاومة”، معللاً ذلك بأنهم “عسكر، وعسكرة الثورة تعني قيادة المسلحين للثورة وتهميش السياسة”.
وشنَّ عضو الائتلاف هجوماً غيرَ مسبوق على الفصائل العسكرية الثورية في سوريا ، قائلاً إن “خطاب الثوار متخلف ومعاد للحرية إلى حد كبير جداً، لا يؤمن بمساواة الناس، لا يملك فكرة العدالة في تاريخه السياسي ، كما يجهل فكرة الدولة والمجتمع، وقد قام الشعب من أجل مبادئ الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ولكن تم إزاحة هذه المبادئ لصالح نهج آخر متخلف عنيف، فدخلت الثورة عندها إلى وضع استحالة الانتصار لامتلاكها مشروعين متناقضين”.
وحمَّـل كيلو ما سماها “أسلمة الثورة” مسؤولية ما آلت إليه الأمور في سوريا، واعتبر أنها ظهرت “كمشروع بديل للديمقراطية”، لم ينلْ موافقة المجتمع الدولي، الذي صار يعتبر “بشار الأسد” منذ 3 سنوات ، خياره الأفضل . بحسب تعبيره.
ولم يُخفِ ميشيل كيلو في مداخلته “ندمه” حول المشاركة في مؤسسات الثورة قائلاً “أعترف أمامكم بأننا أخطأنا بالدخول في المؤسسات الرسمية للمعارضة”
واستنكر “المعارض السوري” أن يصبح الخط السياسي للثورة خاضعاً للبندقية بدل أن يكون العكس، مُردِفاً أن المشهد تصدَّره من وصفهم بـ”أمراء الحرب وتجار الدم والزعران”!
وأكد كيلو أنه اتخذ قراراً بترك الائتلاف خلال أيام “لأن الائتلاف هو المكان الذي دخلنا فيه لنصبح غير فاعلين، وهو يعطل أي عمل وطني” على حد قوله.
وبعد أن شن ميشيل كيلو هجومه على الثورة وفصائلها ومؤسساتها ، انتقل في حديثه إلى العالم العربي والإسلامي ، مؤكداً أن هذين العالمين أصيبا “بالجنون” و “لن تقوم لهما قائمة بعد الآن”، قائلاً : إننا لم نعد في العصور الوسطى ، ..نحن في عصر الرأسمالية الحديثة، التي لا يستطيع العالم الإسلامي “الجربان” أن يصمد في وجهها ! ..بحسب تعبيره.
ونقل ميشيل كيلو ضمن كلامه حديثاً دار بينه وبين الشيخ “أسامة الرفاعي”
خلال لقاء جمعهما في دبي، وتبجَّح كيلو أنه قال لأسامة الرفاعي خلال اللقاء إن دينك أو الطريقة التي تؤمن بها .. تساوي لدي “فرنك” ! ، وقبل ذلك كان قد قال في تصريحاته الإشكالية ” إن مسيحية العالم تساوي “نكلة” ، ولا يأبه لها المجتمع الرأسمالي في أوربا.
وختم ميشيل كيلو حديثه بتأكيده فكرة أن ” أسلمة الثورة دمَّرتها وجعلتها في الحضيض” ، وشدد على تلك “الأسلمة” جعلت النظام يستعيد الحاضنة الشعبية، وجعلت قيادات وفصائل الثوار تنهار في كل مكان.