تستطيع أن تنتقد ميشال كيلو (وقد نشر “الشفاف” إنتقادات عدة لمواقفه قبل أسابيع)، ولكن الرجل يمثّل بوصلة لأحداث سورية. وحتى لو استخدمنا تعبيراً بات مبتذلاً، فميشال كيلو بهواجسه، وتردّده، ضمير سوري بامتياز، ومناضل دفع سنوات من عمره في سجون آل الأسد الذين “سرقوا حتى أحلامنا”، كما يقول.
قبل أيام، أعدت قراءة نصّ نشره “الشفاف”، في آخر آب 2007، للمناضل الشاب، وعمره من عمر شباب الثورة السورية الحالي، محمد العبدالله، بعنوان “حنين: إهداء إلى معتقلي الحرية في سورية“. وفيه يذكر أبرز “معلّميه” من المناضلين ضد الإستبداد في سوريا: من “قدوة الأحرار د. عارف دليلة” إلى “الذي دفع كالآخرين حريته ثمناً من أجل أن يتحرر الشعب السوري د. كمال اللبواني”، وإلى المناضل، وإلى “صديقي ومعلمي المناضل أنور البني”، وحبيب عيسى، وفائق المير، و”الإخوة الأكراد في سجن عدرا”. و” شقيقي “اللدود”، إلى نصفي الثاني المبعد عني”، عمر العبدالله”، وغيرهم… وربما خجل أن يشير إلى والده المناضل القدوة “علي العبدالله”! وفي ذلك النصّ الذي يجدر بسوريين كثيرين إعادة قراءته اليوم، يشير علي العبدالله إلى “عمي وصديقي وأستاذي العزيز ميشيل كيلو ورفيقي داخل مكتبة السجن حيث كانت الأوقات تجمعنا، نسرقُ منها لحظات السلام والكلام من الجلادين والمراقبين لنا”. ميشال كيلو رابط بين أجيال “المنشقين” (كما كانوا يسمّونهم في الإتحاد السوفياتي البائد) السوريين!
وسط المناورات التافهة التي تقوم بها شخصيات سورية من الدرجة الثالثة والرابعة (بتشجيع من قطر وغيرها..) لتقاسم “مغانم الثورة”- وصلت الأمور إلى حد تقاسم مناصب “الرئيس” و”نائب الرئيس” المقبل!- كان لا بدّ من الإستماع لرأي “أبو الميش” في ما يُقال عن “مجلس وطني إنتقالي” يعتيره هو “خطوة متسرعة وغير مدروسة وغامضة”، بل “ولا نعرف مَن كان وراءها وما كانت دوافعه”! وعن بعض مؤتمرات الخارج يقول ميشال كيلو: “ليست لديّ معلومات عن تحركاتهم، لكنني أتمنى على بعض المعارضين السوريين أن يجروا انشقاقاتهم من داخل دمشق”!
بيار عقل
*
وصف المعارض السوري ميشال كيلو خطوة الاعلان عن مجلس وطني انتقالي، بانها خطوة «متسرعة وغامضة».
كيلو، الذي زار بيروت الأسبوع الماضي للمشاركة بجلسة نقاش مغلقة حول الأحداث السورية بدعوة من مركز دراسات الوحدة العربية، شدد على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للحركة الاحتجاجية وتأمين تضامن اجتماعي حقوقي يحفظ وجودها في حال استمرار الأزمة.
وتعليقاً على التصريحات الاخيرة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، تمنى على الاخير الى «أن يرى الحركة الاسلامية على حقيقتها وليس انطلاقاً من تجارب تاريخية سابقة»، مشيراً الى أن الحركة الاسلامية الراهنة اختلفت عن حقبة السبعينات وما عادت تحمل «شعار الحاكمية وتكفير الآخر إنما تطالب بدولة مدنية وبدستور تعددي»، طارحاً على الراعي السؤال التالي: «من سيقوم بهذا التحالف بين سُنّة لبنان وسُنّة سورية في حال سقوط النظام؟».
ولفت الى أن الخلاف بين المعارضة الداخلية والخارجية يتمحور حول «كيفية إدارة الأزمة». واذ اعلن «انا طبعاً مع إسقاط النظام ولكن بالطرق السلمية»، اوضح ان «المعارضة في الشارع، أي معارضة الشباب، شعارها الأساسي إسقاط النظام، أما المعارضة الحزبية والسياسية في الداخل، فهي لا ترى أن ثمة شروطاً كافية لاسقاط النظام وهي تعمل على إنضاج هذه الظروف وشروط التغيير كما يقال دائماً بالطرق السلمية والديموقراطية، والأهم من كل ذلك أن المعارضة في الداخل لا تريد أن تتحول المعارضة السلمية معارضة مسلحة لأن مصدر قوتها الأساسي يتمثل في طابعها السلمي».
«الراي» التقت المعارض السوري ميشال كيلو في بيروت وأجرت معه الحوار الآتي:
• يرى البعض أن المعارضة السورية تفتقد لرؤية سياسية موحدة بحيث يعكس عقد المؤتمرات في خارج وتحديداً ما يتعلق بالاتفاق على مجلس وطني انتقالي اتجاهات متناقضة داخل المعارضة. ما موقف ميشال كيلو من خطوة الاعلان عن مجلس وطني انتقالي؟ وهل تم التشاور معك حول هذه المسألة؟
– لم يتصل بي أحد ولا يمكن أن أتكلم عن المعارضة الخارجية. المعارضة الداخلية لم تؤيد حتى اللحظة محاولة تشكيل مجلس انتقالي، وتقتصر محاولاتها على توحيد صفوفها وعلى الانتقال السلمي الى النظام الديموقراطي. وفي تقديري أن خطوة الاعلان عن مجلس وطني انتقالي متسرعة وغير مدروسة وغامضة ولا نعرف مَن كان وراءها وما كانت دوافعه.
• البطريرك بشارة الراعي تخوّف من وصول حركة «الاخوان المسلمين» الى الحكم وتداعياته على مسيحيي سورية. ما رأيك في تصريح البطريرك؟
– أتمنى على غبطة البطريرك أن يرى الحركة الاسلامية على حقيقتها وليس انطلاقاً من تجارب تاريخية سابقة، وأتمنى عليه أن يتأمل الفروق بين الحركة الاسلامية في السبعينات ووضعها في الوقت الراهن، وأعتقد أنه سيرى فروقاً جدية، فهي ما عادت تنادي بالحاكمية ولا بجاهلية العالم ولا تكفير الآخر، ولم يعد شعارها «الإسلام هو الحل»، وإنما هي تطالب بدولة مدنية وبدستور تعددي. واتمنى على غبطة البطريرك أن يأخذ في الاعتبار اختلاف وعي الناس في مرحلة الانظمة الشمولية وفي زمننا الراهن حيث لا مطلب للناس من جميع الفئات والمذاهب والأديان سوى مطالب المواطنة والدولة المدنية.
وقد لفتني حديث البطريرك عن تحالف سنّة لبنان مع سنّة سورية في حال سقوط النظام، ولا أعرف من سيقوم بتحالف كهذا، وكل ما أعرفه أن السوريين بشكل عام لا يطالبون بالحرية بصفتهم مسلمين بل بصفتهم سوريين وعرباً وأكراداً.
• ما رأيك بتصريح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حين قال: «إن حكم الاسد قد ينتهي بشكل دموي إذا استمر في قمع الاحتجاجات وأن من جاء بالدم لا يخرج إلاّ بالدم»؟
– تصريح رئيس الوزراء التركي يندرج في اطار الضغوط على النظام لدفعه الى الاستجابة للمطالب التركية، وأعتقد أن هذا التصريح جزء من عملية الضغط ولن يؤدي الى قطع العلاقات بين البلدين.
• ما موقفك من المؤتمرات التي يعقدها بعض المعارضين السوريين بشكل دوري في الدوحة؟
– ليست لديّ معلومات عن تحركاتهم، لكنني أتمنى على بعض المعارضين السوريين أن يجروا انشقاقاتهم من داخل دمشق.
• الرئيس الايراني قدم اقتراحاً لعقد مؤتمر اقليمي في طهران يضم دولا إسلامية تكون قادرة على مساعدة سورية. كيف تفسر الموقف الايراني الجديد بعدما أقرت طهران بوجود ازمة في سورية؟
– هذه نقلة نوعية في السياسة الايرانية وتمثل تحولاً في موقف طهران، التي كانت في السابق تقول ان هناك مؤامرة صهيونية ـ أميركية، أما اليوم فهي تطالب النظام بالاستجابة للشعب ووقف العنف. أما الدعوة الى مؤتمر إسلامي فهذه الخطوة جيدة وتدل على مدى الرغبة الايرانية في ايجاد حل سريع للأزمة السورية التي يبدو انها تخرج عن السيطرة وتتحول خطراً اقليمياً.
• حركة الانشقاق في الجيش السوري تتزايد. هل تتخوف من اتساع حركة الانشقاقات ومن وقوف جزء كبير من الجيش الى جانب الثوار وبالتالي تدرجه باتجاه تحرير المناطق؟
– ليست لديّ معلومات كثيرة ودقيقة عمّا يجري في الجيش، كل ما أعرفه أنه يقوم بمهمة لا تتفق مع طابعه كجيش وطني. وإدخال الجيش في قمع المتظاهرين ترك اثراً سلبياً عليه.
• هل سيناريو الانقلاب العسكري وارد؟
– لا أريد الاجابة عن هذا السؤال.
• هل أنت مع إسقاط النظام أم تفضل التحول التراكمي باتجاه الديموقراطية؟
– طبعاً أنا مع اسقاط النظام ولكن بالطرق السلمية.
• لكن ثمة اتجاهاً يقول إن المعارضة الداخلية تفضل التعامل مع الأزمة السورية على قاعدة التغيير الديموقراطي التراكمي ولا تريد اسقاط النظام. ما رأيك في ذلك؟ وهل يمكن الحديث عن معارضة خارجية راديكالية ومعارضة داخلية براغماتية؟
– المعارضة في الشارع، أي معارضة الشباب، شعارها الأساسي إسقاط النظام، أما المعارضة الحزبية والسياسية في الداخل، فهي لا ترى أن ثمة شروطاً كافية لاسقاط النظام وهي تعمل على إنضاج هذه الظروف وشروط التغيير في سورية كما يقال دائماً بالطرق السلمية والديموقراطية، والأهم من كل ذلك أن المعارضة في الداخل لا تريد أن تتحول المعارضة السلمية معارضة مسلحة لأن مصدر قوتها الأساسي يتمثل في طابعها السلمي.
• كيف تقوّم أداء حركة «الاخوان المسلمين» في الأزمة السورية؟
– أعتقد أن الاخوان المسلمين يحاولون التعويض عن ضعف حضورهم الداخلي بالمبالغة في حضورهم للمؤتمرات الخارجية.
• ما الذي يؤدي الى حسم المعركة في سورية: تدخل «الناتو» أم اتساع رقعة الاحتجاجات؟
– تبدُّل موازين القوى الداخلية هو الذي يحسم الأزمة السورية، وذلك عبر انضمام أكبر كتلة بشرية الى حركة الاحتجاج، وتنظيم طاقات وقدرات الشارع عبر عقلنة مطالبه والتمسك بطابع الحراك السلمي والوطني وعدم الوقوع في فخ التطرف خصوصاً المذهبي.
• هل تتخوف من استمرار الأزمة السورية لفترة طويلة؟ والى أي مدى يمكن الرهان على صمود الشارع؟
– قد تطول الأزمة ولذلك يجب أن يؤخذ الزمن في الاعتبار الى أقصى حد خصوصاً أن الناس يتعبون ويحتاجون الى موارد يعيشون منها. ومن هنا لا بد من تضامن اجتماعي حقوقي ومن رعاية انسانية شاملة كي يتمكن المتظاهرون من تحقيق مطالبهم الوطنية.
• أجْلت السعودية عدداً من رعاياها في سورية. كيف تفسر هذه الخطوة؟
– هذه خطوة تصعيدية غايتها ممارسة المزيد من الضغط على النظام، وهي قد بدأت مع خطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي تلاه سحب السفير السعودي.
• ألا يندرج سحب الرعايا السعوديين من سورية في اطار تخوف المملكة من احداث أمنية تفجيرية؟
– ربما تندرج هذه الخطوة في سياق تحضير عربي عام للخطوة التالية في حال فشلت وساطة الجامعة العربية التي يقوم بها نبيل العربي. وربما يؤدي مثل هذا الفشل الى قرارات دولية من طبيعة عسكرية.
• هل المعارضة الداخلية جاهزة لادارة أي فراغ سياسي محتمل في حال سقوط النظام؟
– سورية مليئة بالكفاءات والطاقات، والقوى الثورية والسياسية قادرة على ادارة المرحلة الانتقالية.
• هل الخلاف بين المعارضة الداخلية والخارجية يتعلق بكيفية إدارة الأزمة؟
– نعم الخلاف بين الطرفين يتعلق بهذه النقطة تحديداً.
مقابلة نشرت في “الرأي” الكويتية
ميشال كيلو: المجلس الإنتقالي خطوة متسرّعة لا نعرف من وراءها!
يعني يا سيّد ميشيل عيني بعينك بالله عليك لو كانت أميركا وإسرائيل وراءها ما المشكلة إذا كانت في صالح الشعب السوري ولا حلال للنّظام النوم في أحضان إسرائيل وحرام علينا؟يكفي ضحك على الناس كان أشرفلك الصمت؟
ميشال كيلو: المجلس الإنتقالي خطوة متسرّعة لا نعرف من وراءها!
ميشال كيلو…سؤال لا تعرف إجابته..وآخر لاعلم لك به..وثالث لا تعرف من وراءه..ورابع يبدو لك غامضا…يبدو أنك جاهل بكل شيء ..الحق ليس عليك ولكن على من سألك و أخذ رأيك….؟؟؟
ميشال كيلو: المجلس الإنتقالي خطوة متسرّعة لا نعرف من وراءها!الكل يعلم ان تاريخ عصابة النظام السوري الدموي الارهابي خلال 48 سنة هو محاولة ترويض الشعب السوري نحو قبول الذل والخوف والفقر وعبادة الفرد وان تنهب ثروته وان يكون الشعب مزرعة لهذا النظام السرطاني الخبيث ولكي يحقق النظام الدموي ففصل الدستور على قياس الاستبداد وانشا مافيات مخابراتية وجيش يدافع عن مافيا النظام وليس عن الشعب وايضا انشا ميليشيات وشبيحة ارهابية تشرب دم الشعب السوري وتتلذ به ولعب على ورقة الممانعة والمقاومة وان هناك مؤامرة وعصابات مسلحة مع العلم اصبح الجميع يعلم ان النظام يتامر على شعبه. حاول الشعب السوري ان ينهي… قراءة المزيد ..