وطنية – 19/7/2010 عقد السفير الاسباني خوان كارلوس غافو مؤتمرا صحافيا، بعد ظهر اليوم، في مقر إقامته في قصر شهاب في حارة البطم، تحدث خلاله عن التطورات والأحداث الأخيرة في الجنوب.
واستهل السفير الاسباني مؤتمره بالقول : “سأتحدث عن الأحداث الأخيرة في الجنوب، وجمعت المعلومات المناسبة بعد اجتماعي مع شخصيات ومسؤولين كبار في لبنان. وإن سفراء الدول الثلاث إيطاليا وفرنسا واسبانيا، التي تساهم الاسهام الأكبر في قوات “اليونيفيل” التقوا شخصيات مهمة، ولا سيما رئيس الوزراء سعد الحريري وقائد قوات “اليونيفيل” الجنرال ألبرتو أسارتا، إضافة إلى شخصيات أخرى. والتقيت شخصيا كل الشخصيات المفتاح على الصعيد الوطني، ومنها وزير الدفاع الياس المر، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعدد من الشخصيات السياسية المهمة، وأعتقد أنه حان الوقت لاستخلاص الاستنتاجات من هذه اللقاءات”.
أضاف: “إن الأحداث الأخيرة يمكن أن يكون لها معنى إيجابي وقراءة إيجابية. لقد اعترف جميع الأفرقاء إثر هذه الأحداث بأهمية مهمة قوات “اليونيفيل” في الجنوب، وأدركت كذلك أهمية تسهيل عمل “اليونيفيل” لتضطلع بالمهام الموكلة إليها بموجب القرار 1701. وفي هذا الاطار، سأوجه الرسالة الأولى وهي رسالة دعم كامل لقوات “اليونيفيل” بشخص قائدها الجنرال أسارتا، إضافة الى دعمنا الكامل لنشاطات هذه القوات. وإن اسبانيا تجدد تأكيد التزامها مشاركتها في قوات “اليونيفيل” وبالمهام التي تقوم بها هذه القوات، وخصوصا الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، حماية السكان المحليين، وبالتالي تأمين الرفاهية لهم. ولا يمكننا أن ننكر أن خلال السنوات الأخيرة عاش الجنوب حالا من الاستقرار الكامل، وكل هذا بفضل جهود قوات الطوارىء في الجنوب”.
وتابع: “الرسالة الثانية هي دعوة جميع الأفرقاء المعنيين الى جانب قوات “اليونيفيل”، أعني بذلك السلطات اللبنانية والجيش اللبناني وكل القوى السياسية اللبنانية إلى أن تضطلع بمهامها ومسؤولياتها كما يجب من أجل المساهمة في إنجاح مهمة اليونيفيل والتخفيف من وطأة التوتر في المنطقة والسماح ل”اليونيفيل” والجيش بأن يقوما بواجبهما على أكمل وجه. وفي هذا الإطار، أشيد بقرار مجلس الوزراء اللبناني الداعم لمهمة “اليونيفيل” والمندد بكل الأحداث الأخيرة. كما أثني على الكلام الإيجابي للمسؤولين اللبنانيين الصادر إزاء الأحداث في الجنوب”.
وأردف: “أما الرسالة الثالثة فهي تأكيد ضرورة دعم هذا التعاون والتنسيق بين “اليونيفيل” والجيش اللبناني لتلافي أي أخطاء تحصل على المستويين السياسي والاعلامي. وعلى الجيش اللبناني أن يزيد عديده في الجنوب لزيادة إمكانية تأمين التنسيق والتعاون المثالي مع قوات “اليونيفيل”. من هنا، نشيد بقرار الحكومة الذي قضى بزيادة عديد الجيش اللبناني في الجنوب ألفي جندي في الأيام المقبلة، وعندما أتحدث عن التعاون والتنسيق لا أعني التضييق على قوات “اليونيفيل” التي لديها حرية التنقل بموجب القرار 1701 لتتمكن من إنجاز مهامها بالكامل، فهي تنفذ يوميا عشرة آلاف عملية تشمل دوريات في المناطق المختلفة وأعمالا أخرى”.
وقال: “تؤكد الرسالة الرابعة أن وحدة القيادة ووحدة العمليات في إطار قوات “اليونيفيل” تابعتان بشكل مباشر لقائد هذه القوات الجنرال أسارتا، وأرفض أي محاولة لايجاد هوة بين كتائب “اليونيفيل” مهما كان نوعها، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الجنرال أسارتا وكل المعنيين بهذا الأمر. وإن الأحداث الأخيرة، لم تكن متعلقة فقط بكتيبة معينة بل كانت تخص كل كتائب قوات الطوارىء الموجودة على الأرض. من هنا، إن أي مقاربة نقوم بها يجب أن تكون شاملة”.
أضاف: “وفي الرسالة الخامسة أرفض رفضا قاطعا محاولة استخدام قوات “اليونيفيل” كوسيلة لمحاولة إرسال رسائل معينة الى جهات معينة أو ربط مصيرها بأي ملف سواء أكان محليا أم إقليميا أم دوليا”.
ولفت إلى أن “الرسالة الأخيرة هي النية الجدية في المحافظة على أفضل العلاقات التي تربط “اليونيفيل” بالسكان المحليين”، مشيدا ب”خدمات “اليونيفيل” التي تتخطى الحفاظ على السلام والاستقرار وتشمل المساعدات الطبية، البيطرية، نزع الألغام، إدارة الموارد المائية، التعليم، الزراعة وغيرها. وهناك أكثر من ألف عائلة تستفيد من العمل مع قوات الطوارىء في الجنوب”.
حوار
وعن موقف “اليونيفيل” في حال حصول أي حرب في جنوب لبنان، قال: “إني أتحدث بإسم إسبانيا، وهو بلد مشارك في قوات “اليونيفيل”، ولست مقتنعا بأن هناك عناصر تحفز حصول أي نزاعات داخلية أو حرب في الوقت القريب. وإن المناورات التي نفذتها هذه القوات ليست لإجلاء الجيوش العاملة على الأرض، بل هي لوجيستية لنشر القوات ومعرفة مدى إمكاناتها اللوجستية والعمليات التي تقوم بها”.
سئل: هل يمكن أن تتحول “اليونيفيل” إلى رهينة في ظل اضطرابات متوقعة؟ أجاب: “لا يجب أن تكون “اليونيفيل أداة أو رهينة أو أن ترتبط بأي ملف آخر، فوجودها كان نتيجة قبول صريح من كل الأطراف، ومهمتها اليوم الحفاظ على الأمن والسلام وحماية السكان المحليين”.
سئل: لماذا تتعرض قوات “اليونيفيل” من الكتائب الاسبانية والفرنسية تحديدا بشكل دائم للمشاكل في الجنوب؟ أجاب: “المعروف أن القوات الاسبانية والفرنسية هي من أكبر الكتائب العاملة في الجنوب، ولا أعتقد أن هناك عدائية تجاه أي من القوات الموجودة في الجنوب، فقيادة “اليونيفيل” واحدة، وجدول عملها واحد، والحلول لكل المشاكل يجب أن تكون مشتركة بين الجميع”.
وفي الختام، شكر السفير الاسباني “جميع المشجعين اللبنانيين لفريق كرة القدم الإسباني”، مؤكدا فخره ب”العلم الاسباني الذي رفرف على السيارات والمنازل والواجهات”. كما شكر المهنئين بفوز اسبانيا في المونديال.