أكدت مصادر مطلعة داخل جماعة الإخوان أن خلافا يدور الآن بين جبهتي د. محمد مرسي رئيس الجمهورية والتي تضم د.سعد الكتاتني ورشاد بيومي، وجبهة خيرت الشاطر والتي تضم محمود عزت ومحمود غزلان.
جاء الخلاف بين مرسي والشاطر لمطالبة الأخير لمرسي بتنفيذ الاستحقاقات التي قطعها علي نفسه اثناء حملته الانتخابية لبعض القوي السياسية التي ساندته وأيدته في الانتخابات.
ونقل موقع “مصراوي” عن المصادر أن هناك تسجيلا لمكالمة هاتفية أجراها الشاطر بأحد أعضاء جبهته واحتد فيها على د. مرسي، وتجاوز في حقه ومما زاد الأمر سوءًا أن هذه المكالمة قد وصلت الي د. مرسي واستمع اليها مما جعل الأمور تسير من سيئ إلي أسوأ.
وقد عرض “علي مصطفى” في “الإخبارية للنيل” جوانب الخلاف المختلفة بين مرسي والشاطر:
كشفت مصادر اخوانية رفيعة المستوي عن تصاعد التوتر بدرجة غير مسبوقة بين الرئيس محمد مرسي والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للاخوان المسلمين علي اثر تباين الرؤي بينهما علي مجمل القضايا المثارة ومحاولة الشاطر فرض وجهة نظر في عدة ملفات بشكل ازعج الرئيس مرسي الذي تبني خطوات في اطار التصدي لهذا التوجه بشكل كرس القطيعة بين الطرفين.
وافادت مصادر ان الخلافات بدأت بين الشاطر ومرسي منذ مباشرة الاخيرة سلطاته وابدائه حرصا علي التمتع بنوع من الاستقلالية الابتعاد بشكل محسوب عنجماعةالاخوان المسلمين وحناجها السياسي حزب الحرية والعدالة في ظل ما يفرضه عليه المنصب الرئاسي من تداعيات باعتباره رئيسا لكل المصريين
الشاطر رفض تكليف الفريق السيسي بصلاحبات الرئيس أثناء غيابه
وبدأت الخلافات بين الطرفين قبيل سفر الرئيس محمد مرسي الي الصين وايران وقيامه بتفويض صلاحياته خلال غيابه في الخارج للفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والانتاج الحربي وهو ما رفضه الشاطر بشدة حيث كان يفضل اسناد الرئيس صلاحيته للدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء باعتباره الاقرب للجماعة من السيسي رغم وجود حالة ود بين الفريق وشخصيات بارزة في الاخوان
واستمرت الخلافات بين الرئيس مرسي والمهندس خيرت الشاطر حول قرض صندوق النقد الدولي حيث اقر الرئيس مرسي حصول مصر علي قرض يزيد علي 4.8مليار دولا ر دون احاطة مكتب ارشاد جماعة الاخوان او الهيئة العليا لحزب الحرية رغم ان مرسي يعلم مسبقا عن وجود تحفظات علي حصول مصر علي هذا القرض منذ وجود الجنزوري في رئاسة الجمهورية مما اشعل الخلافات بين الطرفين لدرجة انللشاطرنقل لمقربين استياءه الشديد من نزوع مرسي لنوع من الاستقلال في مرحلة جدا
الساحة الفلسطنية وسيناء للمخابرات
وامتدت الخلافات بين الطرفين الي عدة ملفات من بينها سبل التعاطي مع قضية المصالحة الفلسطينية حيث يفضل الرئيس مرسي تبني نهج معتدل يتيح التقريب بين فتح وحماس وانفاذ المصالحة بين الطرفين وتطبيع الاوضاع في الساحة الفلسطينية لاسيما ان هذا الملف تديره اجهزة المخابرات ويعاني تعقيدا يمنع انحياز مصر لأي من اطراف النزاع
ولم تقتصر الخلافات بين الرئيس والمهندس خيرت الشاطر عن هذا الحد حيث تدخل الرئيس مرسي لفرملة توجه داخل جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة لإقامة منطقة حرة علي الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم وهو ما تحفظ عليه الرئيس مرسي الذي احال الملف برمته للمخابرات العامة لبيان الرأي
الخلافات اشتعلت كذلك الي سبل التعاطي مع الاحزاب والقوي السياسية حيث يتبني الشاطر نهجا فوقيا في التعامل مع القوي السياسية وحتي الاسلامية منها لدرجة ان الاتصالات قطعت بين الاخوان المسلمين وكل من حزب النور والجماعة الاسلامية منذ اعلان النتيجة حتي عاودت شخصيات اخوانية فتح هذه القنوات في ظل تكتل القوي الليبرالية ضد الاسلاميين وهو النهج الذي كان يفضله مرسي وسعيه لفتح النوافذ مع القوي السياسية جميعها
وقد ادت هذه الخلافات الي دخول المرشد العام للاخوان المسلمين علي خط الازمة لاحتواء التوتر بين الرئيس مرسي والشاطر غير ان تمسك الطرفين بوجهة نظرهما افشل مهمة بديع الذي لم يجد امامه بدا من رفع الامر للتنظيم الدولي للاخوان لبحث تداعيات هذا الخلاف علي مصلحة الجماعة والحزب وهو الملف الذي تم اسناده الي قيادي بارز في التنظيم الدولي للعمل علي تسويته
يأتي هذا في الوقت الذي تحفظ فيه المهندس علي عبدالفتاح القيادي الاخواني على هذه الانباء بل انه اشار لوجود توافق تام بين مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة والاخوان المسلمين مع الرئيس مرسي حيث تدعم الجماعة مشروع الرئيس مرسي للمائة يوم ولم تألوا جهدا في انجاح هذا التوجه
واشار الي حرص الاخوان علي انجاح تجربة الدكتور مرسي باعتبار ان هذا النجاح هو نجاح للوطن والجماعة والحزب علي حد سواء مشددا علي ان كل ما يتردد في هذا الشان غير دقيق بل قد تطلقه قوي معادية للاخوان لا ترغب في النجاح من اجل النجاح ولكن ان يأتي نجاحها علي حساب الاخيرين
من جهته اعتبر الدكتور ضياء رشوان مدير مركزالدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام اثارة مثل هذا الامر اهانة للمقام الرئاسي، متسائلا ما هو الدور الرسمي او الحزبي للمهندس خيرت الشاطر في الحياة السياسية في مصر حتي يتسني له ممارسة هذا الدور التدخل في شئون الحكم الا اذا كنا في وضع تحكم فيه الجماعة الدولة وليس العكس
وتابع لسنا في احد جمهوريات الموز حتي يتدخل احد في شئون رئيس الجمهورية الذي يستطيع استخدام صلاحيته في وقف هذا العبث بشكل فوري ولكنني، والكلام ما زال لرشوان، لا اشعر ان الرئيس مرسي جاد في وقف تدخل شخصيات اخوانية وكوادر من الحرية والعدالة في شئون الدولة او حتي تبني موقف رافض لذلك.
وتساءل الا يملك الرئيس مرسي الصلاحيات الكاملة لايقاف اي شخص مهما كان ثقله مؤكدا ان لا احد في مصر يستطيع منازعة الرئيس صلاحيته الا اذا كان هذا بموافقة او عدم ممانعة من الرئيس نفسه معتبرا هذا الامر اهانة للثورة وللديمقراطية ولملايين الناخبين الذين دعموا مرسي في اول انتخابات رئاسية حرة ومباشرة في تاريخ مصر