من هو؟
انشغلت الاجهزة الامنية اللبنانية، أمس واليوم، بالبحث عن شخصية سورية معارضة ذات شأن كبير ومؤثر في الحراك السوري (داخل سوريا وليس بين معارضة الخارج) في وجه نظام آل الاسد دخلت منطقة البقاع منذ ايام قليلة.
وكان لافتا، ان لم نقل فاضحا، مدى الاهتمام الامني اللبناني بمعرفة مكان تواجد أو تحركات أو لقاءات الشخصية المذكورة. إذ كيفما توجهت بقاعاً تطالعك الاسئلة عن “الشخص”، سواءً بالمباشر من عناصر الاجهزة المعنية دون استثناء، أو بالواسطة عبر عيونهم و”الاذان”! ورسمت الاجهزة عبر تحركها على غير صعيد ومنطقة بقاعية هالة واسعة جدا حول دور “الشخص” في الثورة السورية، وأثارت الكثير من السيناريوات حول قدرته على التخفي! ما اثار اسئلة طبيعية عن حقيقة وجوده! وهل تخفي تلك الاستطلاعات العلنية أمرا ما في مكان اخر، يؤدي الى نتيجة واحدة هي محاصرة سوريين مناصرين للثورة السورية قادتهم ظروفهم الى لبنان؟ فضلا عن اسئلة تقول بما ان المستهدف يمتلك كل تلك القدرات الاستثنائية , فهل يصعب عليه مثلا النفاذ الى بيروت او اي منطقة اخرى تبقيه بمنأى عن استهداف الاجهزة؟
ما أضاف “النقل الى الزعرور” هو ما سُرِّب من معلومات دقيقة جدا عن انشغال الاجهزة الامنية التابعة لاحزاب لبنانية موالية للنظام السوري بالبحث ايضا عن “الشخص”! وتشير المعلومات الى ان عناصر الاجهزة الحزبية بدأت البحث عنه منذ الخميس المنصرم، أي قبل يومين من دخول الاجهزة الامنية اللبنانية الرسمية على الخط، الامر الذي فسرته مصادر متابعة الى ارتكاز مخابرات النظام السوري في القضايا الامنية بمجملها على المجموعات الامنية الحزبية المتعاملة معها في الدرجة الاولى, وعندما تتأخر أو تعجز عن تحقيق اي تقدم في اي ملف، يتم الاستعانة بالاجهزة الامنية الرسمية عملا بـ”الاتفاقية” الامنية اللبنانية المشتركة!
لغز “الشخص” تناهى الى مسامع احد رجال الدين الفاعلين في المنطقة الذي اسف الى المستوى الذي انحدرت اليه الامور حيث انشغلت الدولة بكل امكاناتها في البحث عن رجل يستحق المكافأة بدل تجييش مئات العناصر في اثره. وسأل: لماذا تغيب عيون الاجهزة وقوتها الضاربة عن متابعات ملفات امنية حساسة ضربت وتضرب الاستقرار في منطقتنا؟ كيف تنام عيونها عن مراكز حزبية مدججة بالاسلحة والعناصر المستنفرة للانقضاض على ابناء الوطن؟ فعلا، ختم رجل الدين: شر البلية ما يضحك.
والى ان تتوضح حقيقة ما
يجري فأن اعصاب كثيرين ستبقى مشدودة بانتظار حل لغز الشخص. واذا ما تأخر ذلك اليوم، فان ما تخشاه مراجع معنية بمتابعة التطورات السياسية وامتداداتها الامنية ان تجرف الرواية في طريقها اهدافا اخرى غير معلنة لكنها تصب في خانة خدمة نظام آل الاسد.