البداية كانت في استقبال الرئيس روحاني، عائداً من أميركا، بالحذاء في مطار طهران (من أنصار المرشح الخاسر سعيد جليلي)، ثم الحملة الإعلامية على وزير الخارجية، ظريف، التي استدعت نقله للمستشفى.
وقبل يومين تعليق ملصق في شوارع طهران يظهر مفاوضاً إيرانياً مدنياً يشبه وزير الخارجية جواد ظريف مقابل مفاوض أميركي بحذاء عسكري ويضع رشاشاً في حضنه. وملصق آخر يشتمل على صورة كلب يستعد للهجوم بجوار المفاوض الأميركي!
من أمر بتعليق ملصق “الشرف الأميركي” هذا، ومن أمر بنزعه من الشوارع؟
الحرس الثوري؟ أم المرشد؟ خلافات ضمن العشيرة الحاكمة، أم مناورات إيرانية للتأثير في مفاوضي أوباما؟
تعليقنا الوحيد أننا، نحن أيضاً، ضد المفاوضات بين أميركا وطهران طالما ظلّ الحذاء العسكري الإيراني “يتمختر” في شوارع بيروت (وضاحيتها) ودمشق وبغداد!
*
“أ ف ب”
جرت ازالة ملصقات اعلانية عملاقة معادية للاميركيين في طهران تشكك في صدق نية الولايات المتحدة في المفاوضات النووية مع ايران، كما ذكرت وكالة فارس للانباء الاحد.
الا ان مصورين لفرانس برس لاحظوا استمرار وجود بعض هذه الملصقات في العاصمة.
ويظهر في احد هذه الملصقات مفاوضان اميركي وايراني يجلسان متواجهين حول مائدة. ويظهر الاميركي مرتديا في نصفه العلوي سترة وربطة عنق لكنه يرتدي في نصفه الاسفل سروالا وحذاء عسكريين في اشارة الى ازدواجية لهجته. في حين يبدو الايراني مادا يده بالسلام في مواجهة مخالب نسر، رمز الولايات المتحدة.
وفي ايلول/سبتمبر الماضي تحدث الرئيس الايراني حسن روحاني هاتفيا مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في اتصال غير مسبوق على هذا المستوى بين البلدين منذ الثورة الايرانية عام 1979.
وانتقد بعض المسؤولين الايرانيين المحافظين هذه البادرة التي انتقدها ايضا المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي واصفا بعض تحركات روحاني في نيويورك بانها “غير مناسبة”.
واضافة الى هذه المحادثة الهاتفية التقى وزيرا خارجية البلدين ايضا في نيويورك.
وياتي سحب هذه الملصقات قبل اسبوع من الذكرى ال34 لعملية احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران التي اعقبها قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واعلنت مجموعات محافظة ان التظاهرة السنوية التي تقام في هذه المناسبة ستكون اكبر من تظاهرات السنوات السابقة ردا على بوادر التقارب مع الغرب التي اطلقها الرئيس المعتدل حسن روحاني منذ انتخابه في حزيران/يونيو الماضي.
وقال هادي عياضي المتحدث باسم رئيس بلدية طهران ان “هذه الملصقات وضعت بدون موافقتنا”.
من جانبه اكد محمد حساني مدير شركة عوج الثقافية والاعلامية التي وضعت هذه الملصقات ان “هذه الملصقات الاعلانية لا تعني اي عداء” للمفاوضات مع الاميركيين وانما تدل على نوع من عدم ثفة ايران بهم.
واطلق في الاسابيع الاخيرة نقاش حول جدوى الاستمرار في ترداد هتاف “الموت لاميركا” في مناسبات رسمية.
الا ان المحافظين اعترضوا على الغاء هذا الهتاف مشددين على انه لا يمكن لايران الثقة بالولايات المتحدة.
واستأنفت ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) المفاوضات حول الملف النووي في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الحالي. وتشتبه دول هذه المجموعة في ان ايران تسعى الى الحصول على السلاح النووي تحت ستار برنامجها النووي المدني.