اعتذر الرئيس الباكستاني برويز مشرّف عن عدم حضور افتتاح اجتماع المجلس القبلي (جركا) الأفغاني – الباكستاني المقرر في كابول اليوم، وذلك في اتصال هاتفي أجراه أمس مع نظيره الأفغاني حميد كارزاي، مبرراً الاعتذار بانشغالات داخلية.
وتحدثت مصادر رسمية باكستانية عن وجود مخاوف لدى مشرّف من التوجه إلى كابول في ظل الظروف الأمنية السائدة في أفغانستان حالياً، علماً ان السلطات الأفغانية حشدت أكثر من ألفي شرطي وآلاف الجنود بالتعاون مع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) للحفاظ على أمن العاصمة خلال انعقاد الـ «جركا» المشتركة لمدة أربعة أيام.
وفي المقابل، عزت مصادر إعلامية أفغانية غياب مشرّف الى غضبه الشديد من تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون عن احتمال شن غارات جوية أميركية في مناطق قبلية باكستانية يعتقد بأن مقاتلي تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» الأفغانية يختبئون فيها، علماً ان الرئيس الأميركي جورج بوش تجنب لدى استقباله كارزاي في كامب دايفيد قبل يومين تأكيد عزمه على شن الغارات.
ولم تتوقع مصادر أفغانية أن يثمر اجتماع الـ «جركا» المشتركة نتائج عملية كبيرة، خصوصاً ان المدعوين يمثلون وجهة نظر الحكومتين الأفغانية والباكستانية بعدما اعتمدت اللائحة التي أعدتها وزارتا الداخلية في البلدين، فيما قاطعها باكستانيون ينظر إليهم أفغانياً على أنهم مفاتيح للحل، مثل: الشيخ فضل الرحمن زعيم «جمعية علماء الإسلام»، الرافد الأساس لحركة «طالبان» في باكستان، والشيخ سميع الحق مدير «الجامعة الحقانية»، إضافة الى شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل في إقليمي شمال وزيرستان وجنوبه حيث تحظى «طالبان» و «القاعدة» بتأييد واسع.
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية زمرايم بشاري جاهزية القوات الحكومية لتحرير الرهائن الكوريين الجنوبيين الـ21 الذين تحتجزهم «طالبان» منذ 19 تموز (يوليو) الماضي، مشيراً الى ان الحكومة أخرت العملية بسبب قلق سيول على سلامة رعاياها. وقال: «ما زلنا ملتزمين إيجاد حل عبر مفاوضات يجريها زعماء قبليون ودينيون»، علماً ان كارزاي كان تعهد عدم التفاوض حول اي اتفاق لتحرير رهائن بعدما تعرض لانتقادات حادة في آذار (مارس) الماضي، حين افرج عن خمسة قياديين في «طالبان»، في مقابل إطلاق رهينة إيطالي.
على صعيد آخر، دمر الجيش الباكستاني مخبأ لـ «القاعدة» يبعد مسافة ثلاثين كيلومتراً من بلدة ميرانشاه عاصمة إقليم شمال وزيرستان. وأعلن الناطق باسم الجيش اللواء وحيد أرشاد مقتل 12 مسلحاً بينهم ستة من العرب والشيشان والأوزبك.
إسلام آباد – جمال إسماعيل الحياة