مقاتلو المعارضة في سوريا يحققون تقدما بطيئا في الجنوب

0

وردنا مساء اليوم أن خربة غزالة ما زالت تتعرض للقصف من اللواء 52. وكان قد وردنا سابقاً أن “خربة غزالة (في حوران) تتعرض لقصف مدفعي عنيف و بالدبابات إثر تصدي الجيش الحر لرتل عسكري على اتوستراد الطريق الدولي أدى إلى تدمير مدرعتين و عدد من الآليات وباصات قوات النظام وسقوط شهيد من الجيش الحر وعدد من الجرحى. ويمكن مشاهدة الفيديوات التي وردت من “خربة غزالة” في آخر الصفحة.

عمان (رويترز) – كانت مدينة درعا هي مهد الانتفاضة السورية لكن هذه المدينة الواقعة على الحدود الجنوبية تجسد حالة التأزم الراهنة في الصراع السوري بعد 22 شهرا من اندلاع الانتفاضة التي سقط خلالها 60 ألف قتيل.

ولا يتعاطف الاردن الواقع إلى جنوب سوريا كثيرا مع الرئيس السوري بشار الأسد لكنه يتوجس من امتداد الصراع إليه. وأحكم سيطرته على حدوده الممتدة 370 كيلومترا مع سوريا ومن أسباب ذلك منع عبور مقاتلين إسلاميين أو أسلحة.

ويصعب ذلك الوضع بالنسبة لأعداء الأسد في سهل حوران وهو من أكثر المناطق التي بها وجود عسكري كثيف حيث كان الجيش ينتشر منذ زمن طويل للدفاع عن المداخل الجنوبية إلى دمشق في مواجهة أي تهديد اسرائيلي.

وتوحد كراهية الأسد مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة ويتجمعون في “ألوية” محلية وعشائرية وتضم صفوفهم أطيافا متعددة من مقاتلين علمانيين إلى إسلاميين متحالفين مع تنظيم القاعدة.

وشكا معاذ الزعبي وهو ضابط في الجيش السوري الحر خلال اتصال عبر سكايب من العاصمة الأردنية عمان قائلا “لا شيء يأتي من الأردن… لو كانت كل قرية بها أسلحة لما عرفنا الخوف لكن عدم وجودها يؤدي الى تدني الروح المعنوية.”

ويقول المقاتلون في سوريا إن الأسلحة تتسلل أحيانا بالفعل عبر الحدود مع الأردن لكنهم يعتمدون بدرجة اكبر على الترسانة التي يصادرونها من قوات الأسد والأسلحة التي تصل إليهم من تركيا البعيدة جغرافيا.

وعرضت قناة تلفزيونية سورية موالية للحكومة هذا الشهر لقطات لما قالت إنها شحنة تمت مصادرتها لأسلحة مضادة للدبابات في درعا دون تحديد مصدرها.

وأقامت قوات الأسد عشرات من نقاط التفتيش في درعا وهي مدينة أغلب سكانها من السنة كان يعيش بها 180 ألف شخص قبل قيام الانتفاضة في مارس اذار 2011. ويقول سكان ومعارضون إن القوات الحكومية فرضت طوقا أمنيا محكما نادرا ما يتمكن المسلحون من اختراقه بخلاف التفجيرات الانتحارية التي ينفذها مقاتلون إسلاميون من حين لآخر.

ويقف نشاط مقاتلي المعارضة عند الحد الادنى إلى الغرب من درعا حيث تنتشر قواعد عسكرية قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وسيطر مقاتلو المعارضة على بعض البلدات والقرى في قطعة من الأرض طولها 25 كيلومترا إلى الشرق من درعا لكن القصف المكثف للجيش السوري والغارات الجوية أدت إلى تحول بعض من تلك البلدات والقرى إلى أنقاض وأجبرت سكانها على الانضمام إلى عدد متزايد من اللاجئين إلى الأردن الذي يستضيف حاليا 320 ألف سوري.

لكن رغم مضي أكثر من شهر على القتال فإن قوات الأسد لم تتمكن من إخراج المقاتلين من معاقلهم في المنطقة الوعرة البركانية التي تمتد من بصر الحرير على بعد 37 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من درعا إلى مشارف دمشق.

وإلى الشرق أكثر تقع السويداء التي تعيش بها الأقلية الدرزية التي أحجمت عن المشاركة بصورة كبيرة في الانتفاضة.

وما دامت القوات السورية تسيطر على جنوب غرب سوريا بما في ذلك سهل حوران الخصيب فإن خص
وم الأسد سيجدون صعوبة في شن هجوم منسق على دمشق العاصمة ومقر سلطته من ضواح أصبح لهم وجود فيها بالفعل.

وقال أبو حمزة وهو قائد في لواء أبابيل حوران “أذا تم تحرير هذه المنطقة فإن مسارات الإمداد من الجنوب إلى دمشق سوف تقطع… درعا هي المفتاح للعاصمة.”

وكان أداء المقاتلين في الشمال حيث تتيح تركيا قاعدة خلفية وعلى الأقل بعض خطوط الإمداد أفضل نوعا ما من نظرائهم في الجنوب وسيطروا على أجزاء من الأرض وعلى نصف حلب أكبر المدن السورية.

كما سيطروا على بعض البلدات في الشرق عبر الحدود مع محافظة الانبار التي تسكنها أغلبية سنية في العراق وفي وسط سوريا قرب مدينتي حمص وحماة اللتين تسكنهما أغلبية سنية.

لكن حتى في المناطق التي يحققون فيها مكاسب فإن الجيش السوري الذي يحصل على السلاح من روسيا وقواته الجوية ما زالا قادرين على قصف مواقع المقاتلين مما دفع اميرا سعوديا لدعوة الاطراف الخارجية إلى العمل على جعل المعركة متكافئة من خلال تقديم اسلحة مضادة للدبابات ومضادة للطائرات.

وقال الأمير تركي الفيصل وهو مدير سابق للمخابرات وأخو وزير الخارجية السعودي الأسبوع الماضي خلال اجتماع في دافوس ان ما يحتاجه المقاتلون هو اسلحة متطورة تسقط الطائرات وتضرب الدبابات من بعد.

وتدعم المملكة العربية السعودية وقطر قوات المعارضة السورية منذ فترة طويلة وتدعو إلى تسلحيها لكن بالنسبة للوقت الراهن ما زال المقاتلون يعانون من نقص شديد في السلاح مقارنة بالجيش السوري.

وقال علي شكري وهو ضابط متقاعد بالجيش الأردني إن المقاتلين ليس لديهم ما يكفي من السلاح أو التدريب أو المعدات مضيفا ان مقاتلي المعارضة سيحتاجون إلى تدريب مكثف على استخدام أسلحة غربية مضادة للدبابات أو الطائرات حتى إذا حصلوا عليها.

وذكر ان وحدتي مدرعات من القوات السورية متواجدة في الجنوب حيث لا يتسم مقاتلو المعارضة “بهذه القوة”.

وقال شكري إن من السهل على المسلحين في أماكن اخرى في سوريا الحصول على الدعم عبر تركيا أو لبنان اكثر من الجنوب حيث لا توجد حدود إلا مع اسرائيل أو الأردن.

ومن غير المرجح أن يزيد الأردن الذي حث الأسد على الرحيل لكنه يسعى إلى حل سياسي للأزمة من مساعدته لمقاتلي المعارضة حتى إذا كان ثمن هذه السياسية الحذرة هو إثارة غضب السعودية وقطر وهما مصدر رئيسي للمساعدات للمملكة التي تعاني ضائقة مالية.

وقال دبلوماسي غربي في عمان “أنا واثق من أن المعارضة تود ان تحصل على الاسلحة بانتظام من الحدود الأردنية لاسباب أقلها أنه سيكون من الأسهل على السعوديين توصيل الأسلحة إلى هناك.”

ونقص السلاح والذخيرة هو الشكوى الرئيسية لمقاتلي المعارضة وهم عبارة عن فصائل محلية متفرقة أصبح لمتشددين إسلاميين خاصة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة دور متزايد بينهم في الأشهر القليلة الماضية.

وظهرت جبهة النصرة التي لديها تسليح أفضل من جماعات أخرى كثيرة بعد شهور عدة من بدء الانتفاضة المناهضة للأسد في درعا في صورة احتجاجات سلمية قوبلت برد فعل عنيف من قوات الأمن الحكومية.

لكنها برزت أكثر مع اتجاه الأزمة إلى الصراع المسلح.

ومنذ أكتوبر تشرين الاول نفذت جبهة النصرة التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية ثلاثة تفجيرات انتحارية كبيرة على الأقل في درعا وهاجمت ناديا للضباط ومقر إقامة المحافظ ونقطة تفتيش تابعة للجيش في وسط المدينة.

مثل هذه العمليات جعلت مكانة هذه الجبهة ترتفع واكتسبت نفوذا عسكريا وسمعة الالتزام الديني والخلقي بين السكان المحليين على عكس بعض الجماعات الأخرى التي ارتبطت اسماؤها بالنهب وغيره من السلوك غير السليم.

وقال ضياء الدين الحوراني وهو مقاتل من لواء العمري “حتى الآن لم ترتكب جبهة النصرة أي مخالفات تجعلنا نخاف منهم… هدفهم وهدفنا واحد.”

وقال أبو إبراهيم وهو قائد للمقاتلين ينشط قرب درعا إن جبهة النصرة خاضت المعارك بشكل أفضل وكانت سلوكياتها أفضل من الوحدات التي تنشط تحت لواء الجيش السوري الحر.

وأقر قائلا “نفوذهم زاد” ووصفهم بأنهم مخلصون ومنظمون. ولم يفرض مقاتلوهم قيودا دينية متشددة على الآخرين أو في الوقت الراهن على الأقل مضيفا “أجلس معهم وأدخن ولا يمانعون.”

ربما تحاول جبهة النصرة تجنب الاخطاء التي ارتكبتها دولة العراق الإسلامية التي حاربت القوات الأمريكية والفصائل الشيعية التي زادت قوة مع غزو العراق عام 2003.

وأدت الهجمات الانتحارية لدولة العراق الإسلامية على المدنيين وقطع رؤوس الرهائن ومحاولات فرض رؤية دينية متشددة على السكان إلى استياء العشائر السنية التي قررت الانضمام إلى القوات الأمريكية في محاربة المتشددين.

ورغم ارتفاع مكانة جبهة النصرة وتفجيراتها الانتحارية الكبيرة في درعا من حين لآخر فليس هناك الكثير من المؤشرات على أن مقاتليها أو مقاتلين آخرين على وشك إخراج الجيش السوري من معاقله في الجنوب.

وكان أبو حمزة وهو قائد في لواء ابابيل حوران بين كثير من المقاتلين والشخصيات المعارضة التي تحدثت بأسى عن صعوبة المهمة التي تواجه خصوم الأسد في الجنوب. وقال “ما يقتلنا هو أن كل حوران منطقة عسكرية… وكل قرية حولها خمسة مجمعات عسكرية.”

*

الشهيد سعيد زياد الزعبي 31-1-2013

قصف و اشتباكات على الطريق الدولي في خربة غزالة بدرعا

آثار الدمار نتيجية قصف خربة غزالة بالمدفعية والدبابات

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading