الشفاف – خاص
ذكرت مصادر اميركية مطلعة على سير العمليات الانتخابية في العراق لـ”الشفاف” ان تقدم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ابرز منافسيه رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي سيتحقق بفارق ضئيل لا يتجاوز في حده الاقصى 4 الى 5 نواب.
واضافت هذه المصادر ان قائمة “دولة القانون” برئاسة المالكي قد تحصل في احسن الاحوال على 86 مقعدا في المجلس المقبل في حين ان لائحة اياد علاوي قد تحصل على 82 مقعدا في مقابل 62 الى 65 مقعدا للاكراد و45 مقعدا للائحة عمار الحكيم.
وقالت المصادر ان النتائج اظهرت الى الآن التالي:
الموصل: صفر للمالكي مقابل 21 مقعد لعلاوي
الانبار: مقعد للمالكي مقابل 8 مقابل لعلاوي
ديالا: 6 للمالكي مقابل 2 لعلاوي
بغداد: 27 للمالكي مقابل 23 لعلاوي
الجنوب: 56 للمالكي مقابل 11 لعلاوي
واضافت المصادر ان النتائج النهائية بعد فرز محافظات صلاح الدين وكركوك سوف تبقي المالكي ولكن بفارق ضئيل.
وفي سياق متصل سجل “حزب الدعوة” الذي هو حزب رئيس الوزراء نوري المالكي نكسة انتخابية كبرى بسقوط 3 من قيادييه في الاقتراع العام المباشر وهم “حسن السنيد” و”حيدر العبادي” و”سامي العسكري” وسوف يضطر الحزب الى دعم فوزهم باصوات الإستلحاق.
من جهة ثانية سجلت هذه الانتخابات ايضا وطبقا لما ذكرت المصادر الاميركية لـ”الشفاف” تراجعا كبيرا لدور الرئيس العراقي جلال طالباني في صفوف القيادات الكردية حيث اصبح القرار السياسي الكردي في عهدة الرجل القوي مسعود البرزاني.
واضافت ان البرزاني يفضل التحالف مع المجلس الاعلى برئاسة عمار الحكيم واياد علاوي مستبعدا اي احتمال لقيام اي إئتلاف مع رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي .
مصادر سياسية متابعة لسير العمليات السياسية في العراق اعتبرت ان نتائج الانتخابات تمثل نكسة لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وإن كان سجل تقدما طفيفا على أخصامه إلا أن مسألة عودته لولاية ثانية امر غير مضمون في ظل عدم حصوله على اغلبية موصوفة. واصبح حظه في تولي رئاسة الحكومة مرة ثانية موازياً لحظ خصمه ومنافسه الابرز رئيس الوزراء الاسبق أياد علاويظ. مع ملاحظة أن علاوي حقّق نتائجه المدهشة بفضل كثافة التصويت السنّي لقائمته، في حين لم يحصل على أصوات كافية في الجنوب الشيعي.
ومع ذلك، تعتبر المصادر ان الامر يبقى رهن بالتحالفات التي ستنتج بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات.
تعليق واحد
مفاجأة العراق: 86 مقعد للمالكي مقابل 82 لعلاوي وسقوط قيادات “الدعوة” وتراجع طالباني
بداية اسجل “انتباهي” لافتقار التعبير (مفاجأة) في العنوان للعلمية , كما سجلت مؤخرا “انتباهي” لوصف وثيقة بالممتعة .. وذلك في اطار نقد (الخطاب العربي) المهيمن , باتجاه تنقيته من الشوائب ومعالجة اختلاله .. راجيا من كل كاتب او محرر ان يمارس رقابة مكافئة احتراما للقارىء .
للعلم فقط , بامكانك مشاهدة فضائية (روسيا اليوم) و(الجزيرة بالانجليزية) في اي مكان في امريكا دون الحاجة الى (cable) او (dish) .. وذلك برفع ال (antina) وتوجيهها بالاتجاه او الزاوية المطلوبة للحصول على صورة بالغة الصفاء .. شاهدت لكم بالامس المادة التالية وشعرت بسعادة بالغة عندما لاحظت اليوم ان اكثر من (10) مدونات مرئية قد اهتمت بها وسجلتها ونشرتها
http://www.youtube.com/watch?v=8qBkZ4Qr8Fc
ربما خسر الروس الحرب الباردة على اكثر من محور , ولكنهم لم يخسروا انفسهم , فهم اول من ارتاد الفضاء واضعين خصمهم آنذاك امام خيار وحيد (ارتياد الفضاء ايضا؟!) .. و(روسيا اليوم) من افضل الفضائيات العالمية (جربوها , ماذا ستخسرون : سوى تخلص و”تخليص” بعضكم من آفة الاعتقاد ان بن لادن هزم (روسيا) وهو في طريقه لهزيمة قطب الحرب الباردة الآخر .. لتكتشفوا ان الحرب الباردة “عينها” انتهت؟! .. وانكم تعيشون “فيلم – زياد الرحباني – الامريكي الطويل؟!)
سعادتي بهذه الفتوى واحترامي العميق لهذا الشيخ الجليل نابع عن استعادة ايماني بأبناء امتي الاسلامية التي رفض مؤتمر قمتها الاسلامي الذي انعقد مؤخرا في دمشق اصدار موقف اسلامي صريح بأدانة (هجمات سبتمبر) مما ادى الى انسحاب الوفد الممثل لمسلمي امريكا , ومكمن خيبتي آنذاك ان مشايخ الشارع كالقرضاوي اكثر عنتا وظلامية من المؤتمرين بطبيعة الحال .. الاسلام دين المعاملة , وليس دين الولاء والطاعة الذي استحدثه (الاخوان المسلمين) لانشاء اكبر رده عن الاسلام.
الخبر الثاني الذي اسعدني اليوم هو تصريح (سعود الفيصل) لمراسلة اهم صحيفة على الاطلاق (Maureen Dowd) النيويورك تايمز : (We are moving in the direction of a liberal society. What is happening in Israel is the opposite; you are moving into a more religiously oriented culture and into a more religiously determined politics and to a very extreme sense of nationhood,” which was coming “to a boiling point.”) .. اهمية ذلك ان انتقاد اسرائيل يعتبر من المحرمات في الصحافة الامريكية “الرئيسية” وواقع الحال هو فتور كل من (Roger Cohen) و (Nick Kristof) وشبه غياب (Thomas L. Friedman) والغياب الكلي ل (David Brooks) ككتاب اعمدة (OPINION) في النيويورك تايمز , وهؤلاء الاربعة طليعة الوحدة الصحافية المتوغلة في الدفاع عن “اسرائيل” ومصالحها .. واخلاء الميدان لكاتبتي المفضلة (Maureen Dowd) يمكن تسميته “مفاجأة” , اما سعادتي فهي تصوير السعودية لأول مرة في الصحافة الامريكية كمجتمع يسير – وان ببطء شديد – نحو الانفتاح , او على الاقل بعيدا عن الجمود .. في حين تسير “اسرائيل” بالاتجاه المعاكس : لم يصل الطرفان الى نقطة تعادل “بالنسبة للصحافةالامريكية” ولكن اتجاه (المسيرة) سيتجاوز التعادل الى التفوق السعودي .
الصحافة الامريكية والعالمية ما زالت تعيد نشر استطلاعات وتوقعات سابقة وتجري وتتوقع اخرى , ومن المقرر حسب (Ad Melkert) المبعوث الخاص للامم المتحدة من المتوقع اعلان نتيجة اولية (غير رسمية وغير نهائية) مساء اليوم الاربعاء او صباح غد الخميس , ويقدر المراقبين ان اعلان النتائج (الرسمية والنهائية) سيستغرق شهر وتشكيل الحكومة سيستغرق بضعة شهور اخرى .. وهذا لا يقلل من اعتبار ما حدث (تاريخيا) و(تقدما هائل) : مشاركة (السنة) في هذه الانتخابات مقارنة بمقاطعتها (2005) .. انخفاض مستوى العنف الذي رافقها مقارنة بانتخابات (2005) .. الدور الرئيس لقوات الامن العراقية والثانوي للقوات الامريكية على عكس (2005) .. وأهم عنصر هو فشل (احمد الجلبي) رئيس لجنة الانتخابات في الحيلولة دون مشاركة (السنة) باستخدام قانون “حظر البعث” كأداة , فرغم نجاحه في اقصاء شخصيات سنية مهمة عن المشاركة , الا ان مشاركة السنة – رغم ذلك – رد كيده الى نحره (ففي الصحافة العالمية يتم الربط بين ما قام به “الجلبي : لصالح ايران” واعمال الاجرام التي رافقت الانتخابات وتم نسبتها للقاعدة كعمل مضاد لمسيرة العراق نحو الديمقراطية والاستقلال) .. هذه النتيجة سترجح انسحاب القوات الامريكية الكلي اواسط العام القادم والرئيسي في آب القادم .. وهذا سيسقط العديد من اوراق التوت “القاعدة” و”ايران” خصوصا , و”الاسلام السياسي” العقيم عموما .. الذين يقتاتون على شماعة (صراع الحضارات و”الموت لأمريكا”) .. سواء آلت رئاسة الحكومة الى العلماني (علاوي) او المحافظ (المالكي) الذي لديه ميل نحو ايران .. او حكومة ذوي النزعات الانفصالية (الصدر وبرزاني) – وهو الاحتمال الاضعف – فاءن اي من هذه الحكومات بحاجة الى تحالف منافسيها او اصواتهم على القرارات التي ستتخذ .. وهذا واقع جميع الديمقراطيات (الحقيقية) المعاصرة .. والدورة الانتخابية القادمة ستكون تقدما آخر حتما .
اما ما جاء في “القدس العربي” اليوم , في موجه الى قطعان لا تعرف قيمة للانسان ورأية حتى تعرف الديمقراطية (ليست ديمقراطية : مع كل هذا التفاؤل الحذر في الغرب من ان قصة العراق وصلت لنهايتها وان البلد يسير على طريق الاستقرار فالرأي من المنطقة والدول العربية يتعامل مع البلد على انه قصة فشل وبلد حزين منقسم والديمقراطية ليست بداية لربيع ينتشر في كل المنطقة. فالعراق بحسب عدد كبير من المعلقين العرب لا يزال يواجه تحديات كبيرة، وما جرى يوم الاحد خطوة صغيرة، لان العراق يظل رهن القوى الخارجية وتلاعب المؤثرين فيه من ايران وامريكا. وينظر معلقون الى ان الانتخابات العراقية تظل بدون قيمة لانها نتاج نزاع ديني وطائفي.
ولهذا ينظر اليها الكثيرون بنوع من السخرية المرة لانها تؤكد الوضع الذي انتجه الاحتلال ولهذا طرقت كلمات الرئيس باراك اوباما عن نجاح الانتخابات اذانا صماء.)