قبل اقل من شهر من موعد الانتخابات الفرعية لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب عن كتلة “القوات اللبنانية” فريد حبيب، في قضاء الكورة، أعلن مرشح القوات اللبنانية نقيب اطباء الاسنان السابق في الشمال فادي كرم، ترشحه رسميا، من دارة النائب حبيب، في كوسبا، دحضا لجميع الشائعات التي تحدثت عن إنقسام في صفوف “القوات” بين مؤيد لترشيح أرملة النائب الراحل، او إبن شقيقه جو.
وفي حين أثبتت “القوات اللبنانية”، مرة جديدة انها حزب متجدد من خلال إختيار النقيب كرم مرشحا في الكورة، ومن خلال الإجماع “القواتي” الذي تجلى في دارة النائب حبيب اليوم، لم يعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي الى اليوم مرشحه، لمنافسة كرم. ورجحت مصادر كورانية ان يعلن الحزب عن اسم مرشحه يوم الثلاثاء المقبل، بعد ان اشارت معلومات الى ان المرشح المحتمل للحزب غسان رزق عزف عن خوض المعركة الانتخابية.
وفي حين أيضا أثار ترشيح كرم إرتياحا في الاوساط السياسية في الكورة، خصوصا تلك التي تدور في فلك قوى 14 آذار، فإن الحزب السوري القومي يتخبط في خلافاته الداخلية بين اجنحته المتعددة، الامر الذي يحول الى اليوم دون الاتفاق على تسمية مرشحه العتيد.
اوساط كورانية مطلعة قالت إن الحزب السوري القومي وعلى عكس ما يظهره، مشتت بين القيادات التاريخية والقيادة الحالية، وبين القيادات المحلية، مشيرة الى ان القوميين في الكورة منقسمون بين جناح الحزب الرسمي، التابع للنائب والوزير أسعد حردان، وبين القيادات التاريخية التي يزخر بها قضاء الكورة، وبين القيادات المحلية التي يبدو أبرزها النائب السابق سليم سعاده، نجل النائب السابق عبدالله سعاده، وهو من بلدة أميون أيضا.
المرشح الذي ارتفعت أسهمه مؤخرا، غسان رزق، قرر العزوف عن الترشح، بعد ان أدرك ان المعركة غير مضمونة النتائج. وهو تاليا فضل حفظ امكاناته وجهوده للمعركة الانتخابية المقبلة العام المقبل. كما انه أيضا لم يحصل على رضى النائب السابق سليم سعاده، الذي قرر العزوف عن الترشح. وتاليا فإن رزق يدرك ان عدم وقوف سعاده الى جانبه، او على الحياد سوف يساهم في ضمان خسارته الانتخابات.
رزق أيضا وكما نقل عنه، قال، إنه لا يريد ان يكون كبش محرقة لتستطلع قوى 8 آذار آفاق المعركة الانتخابية المقبلة.
النائب السابق سليم سعاده، قرر عدم خوض الانتخابات الفرعية وربما ايضا المقبلة، نتيجة عدم موافقته على النهج السياسي السائد في الحزب السوري القومي، خصوصا، وفي لبنان عموما، نتيجة تربيته الغربية وتجربته السياسية التي يقول إنها تصيبه باليأس.
المصادر تضيف انه بعد عزوف رزق دخلت أسماء قومية أخرى الى سوق التداول جميعها من بلدة أميون، ومن ابرزها الدكتور برجي، ووليد عازار ، ويقال ان من بين الاسماء المتداولة ايضا قيادي قومي من كفرحاتا في القويطع الكورانية.
الخلافات داخل الحزب السوري القومي الاجتماعي، تعزز فرص مرشح “القوات اللبناني” للفوز بالمقعد الانتخابي، خصوصا أن القوى المؤثرة في الساحة السياسية الكورانية من الوزير فايز غصن الى النائب سليمان فرنجية والتيار العوني نأوا بانفسهم عن خوض الانتخابات وقرروا دعم خيار الحزب السوري القومي.
الاوساط الكورانية تشير الى ان معركة الكورة الانتخابية الفرعية سوف تشكل مؤشرا لما ستكون عليه الانتخابات المقبلة وهي حاسمة للفريقين 14 و 8 آذار، لذلك سوف يحشد كل طرف إمكاناته للفوز بهذه المعركة، لأن نتيجتها ستعني حتما انه سوف يفوز في الانتخابات المقبلة.
إلا أن الاوساط الكورانية لا تخفي قلقها من أمر عمليات سوري يحشد جميع قوى 8 آذار خلف المرشح القومي ما يعني ان معركة قوى 14 آذار لن تكون سهلة، وتضيف ان الايام التي ستفصل عن موعد الاقتراع سوف تكون حاسمة، وتتخوف المصادر من لجوء فريق 8 آذار الى تعطيل الانتخابات من خلال إفتعال حوادث امنية قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار في الكورة ما يؤدي الى تأجيل الانتخابات، الى الموعد المقرر العام القادم.