تعيش قرى وبلدات الجنوب صورة جديدة للعراك السياسي في مواجهة حزب الله وحركة أمل، بعد قرار التنظيمين التوافق في الانتخابات واختيار المرشحين الذين يريدونهم للانتخابات البلدية والاختيارية.
ففي بلدة أنصار القريبة من النبطية، نشأت لائحة عائلات بالتحالف مع يساريين وشيوعيين في مواجهة لائحة الائتلاف التابعة لقوى الأمر الواقع، وكذلك الأمر في بلدة الغازية التي تشهد رفضاً لقرار مصيلح أي مقر الرئيس نبيه بري.
إلى ذلك، تشهد بلدة الصرفند وهي قرية وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة لائحة ثانية مواجهة للائحة التابعة لحركة أمل وحزب الله. فيما تشهد بلدة شحور في قضاء صور وهي بلدة رندة عاصي بري، معركة حامية بين لائحة حزب الله أمل في مواجهة لائحة عائلية بالتحالف مع مسؤولين من حزب الله. وهكذا تدور المطحنة في أغلب قرى الجنوب
وفي تعداد لبلدات تشهد معارك وتشكيل لوائح ثانية، تشهد بلدات سلعا وطورا والدوير وكذلك في الخيام ومدينة بنت جبيل وبلدة عيثرون واالريحان ومدينة النبطية تشكيلات لوائح في مواجهة قوى الأمر الواقع، ورفضاً لتركيب لوائح من خارج البلدات يشارك فيها تنوع كبير جداً، يمتد من الشيوعيين والأسعديين واليسار الديموقراطي والعائلات، إضافة إلى المستقلين والكثير من التشكيلات الجنوبية المثقفة، في تشكيل لوائح تضم أيضاً في بعض منها أعضاء من حركة أمل أو مقربين من حزب الله.
ولكن اللافت كان يوم السبت 15 ايار 2010، حين حصل ما يشبه الانتفاضة في إحدى القرى الشيعية رفضاً للوائح قوى الأمر الواقع.
ففي اول تمرد من نوعه على الائتلاف الذي يجمع أمل وحزب الله، وفي واحدة من اهم معاقل حركة أمل في الجنوب وفي منطقة صور تحديدا، شهدت بلدة طورا انتفاضة على قرار فصل رئيس البلدية الحالي محمد دهيني والمسؤول في كشافة الرسالة الاسلامية حسين علوش وعدد من الحركيين من الحركة والذين كانوا اقيلوا على خلفية ترشح دهيني لرئاسة المجلس البلدي في الانتخابات التي ستجري الاحد القادم ورفضه الانسحاب لمصلحة المرشح مصطفى ضاهر او قبول مبدا المداورة على الرئاسة بينهما، وتشكيل امل وحزب الله لائحة مكتملة من خمسة عشر مرشحا برئاسة مصطفى ضاهر.
وردا على استبعاده من رئاسة المجلس البلدي المقبل وعلى قرار فصله وآخرين من حركة امل قام دهيني بتشكيل لائحة “الامام الصدر” المكتملة من خمسة عشر مرشحا ايضا في مواجهة لائحة امل -حزب الله الائتلافية.
و قام مناصروه بتنظيم تظاهرة ضمت المئات من العناصر الحركية والمؤيدين له حملوا خلالها اعلام حركة امل وصور مؤسس الحركة الامام موسى الصدر وجابت شوارع البلدة وصولا الى منزل رئيس البلدية هاتفين باسمه ومطالبينه بالاستمرار بالترشح.
من هناك طالب المتظاهرون قيادة حركة “امل” التبصر والحكمة وانتظار صوت الصناديق واهابوا في بيان لهم باسم “مجموعة من عناصر الحركة وكشافة الرسالة وعوائل الشهداء في طورا”، قيادة الحركة الا تقف مع طرف ضد آخر وان تتريث في اخذ القرارات التي من شأنها تهديم اللبنة الاخيرة في التنظيم. يذكر ان بلدة طورا وعدد من القرى المحيطة بها كمعركة وبدياس وبرج رحال تعتبر من المعاقل الرئيسية لحركة امل في منطقة صور على الحدود الجنوبية لنهر الليطاني، وهي من المناطق الواقعة من ضمن القرار 1701.
وكانت حركة «أمل» أعلنت عن «طرد المدعو محمد حسن دهيني، أبو جهاد، رئيس بلدية طورا السابق وشطب اسمه من كل القيود التنظيمية وتجريده من الفئة التي كان يحملها». واعتبر القرار ان «أي تصرف يصدر عن المدعو الدهيني يعبر عن صفته الشخصية ولا علاقة للحركة به لا من قريب ولا من بعيد».
كما أصدرت “أمل” بيانا أعلنت طرد وجيه احمد درويش من بلدة صربين، وأكدت «طرد حسن ابراهيم الحسيني (من ارزون)، وحمد موسى حمود (من صربين)».
oharkous@gmail.com