طلبة يستقبلون أحمدي نجاد في جامعة طهران بهتافات معادية ويشتبكون مع مؤيديه
رفعوا لافتات «لماذا في كولومبيا فقط.. نحن أيضا لدينا أسئلة»
طهران ـ لندن: «الشرق الأوسط»
قال احد المتحدثين باسم مكتب تعزيز الوحدة (اكبر تنظيم طلابي في ايران) لـ«الشرق الاوسط» هاتفيا ان ما دار امس في جامعة طهران وقاعة العلامة امين حيث القى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كلمة بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد كان تعبيرا عن حالة السخط والغضب التي تسود الجامعات الايرانية نتيجة مواصلة الحكومة وأجهزة الامن اجراءاتها التعسفية بحث الاكاديميين والطلبة ومنها طرد وإقالة ابرز الاساتذة وعزل رؤساء الجامعة المنتخبين من قبل الهيئات العلمية وتعيين غير مؤهلين مكانهم فضلا عن اعتقال الطلبة وطردهم من الجامعات وتهديدهم المستمر بالحبس والطرد نهائيا من الجامعات.
وكان عشرات الطلبة اشتبكوا امس مع مؤيدين متشددين للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في جامعة طهران وهتفوا حسب رويترز (الموت للدكتاتور) قبل كلمة من المقرر أن يلقيها هناك. وقال شاهد من رويترز ان الطلبة المؤيدين لاحمدي نجاد هتفوا وهم يدفعون الطلبة المعارضين (أيها الزعيم الثوري.. نحن نؤيدك).
وحسب وكالة فارس شبه الرسمية فان المتظاهرين بلغ عددهم نحو مائة لكن تقديرات ناشطين قالت انهم الف وكانوا يحتجون على استمرار اعتقال ثلاثة من زملائهم بتهمة اصدار صحف تضمنت مقالات مسيئة للاسلام. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان الطلاب المحتجين رفعوا لافتات وزعت في الجامعة «لماذا في كولومبيا فقط؟ نحن ايضا لدينا اسئلة» في اشارة الى الخطاب الذي القاه احمدي نجاد في جامعة كولومبيا في نيويورك على هامش مشاركته في الجمعية العامة للامم المتحدة والذي رد خلاله على اسئلة الحضور وتعرض فيه الى هجوم حاد من رئيس الجامعة. وقال المتحدث باسم مكتب تعزيز الوحدة لـ«الشرق الاوسط» ان المكتب كان قد بعث برسالة الى احمدي نجاد عقب عودته من نيويورك طالبته بحضور احد ممثليه لاجتماع كان مقررا عقده في جامعة طهران قبل عشرة ايام غير ان احمدي نجاد الغى زيارة للجامعة حينما علم بان مئات الطلبة عازمون على الاعتصام قبل ساعات من حضوره.
وكان من المقرر أن يلقي أحمدي نجاد الخطاب في جامعة طهران الاسبوع الماضي لكن مسؤولين قالوا انه تأجل لان الرئيس لم يكن على ما يرام. وكشف المتحدث عن ان سلطات الامن والبسيج قامت هذه المرة بتوزيع بطاقات حضور لقاء الرئيس على الطلبة المؤيدين رافضة السماح لقادة التنظيمات الطلابية غير الحكومية بدخول قاعة العلامة أمين مما تسبب في ان يتجمع الطلبة حول القاعة مرددين شعارات الموت للديكتاتور واخجل يا احمدي نجاد، الطالب السجين يجب ان يطلق سراحه.
وقال وحيد عابدين احد الناشطين في الحركة الطلابية وكان حاضرا لمظاهرة الطلبة ان اكثر من الف طالب من جامعتي امير كبير وطهران لبوا دعوة مكتب تعزيز الوحدة وعقدوا اجتماعا حول قاعة العلامة امين حيث طرحوا الاسئلة التي كنا ننوي توجيهها الى رئيس الجمهورية.
يذكر ان احمدي نجاد واجه ايضا احتجاجا عندما كان يتحدث في جامعة اخرى في ديسمبر (كانون الاول) اذ حاول طلبة مقاطعته أثناء الحديث بإطلاق العاب نارية وإحراق صورته. وفي هذه الواقعة قال مسؤولون ان رد فعل الرئيس كان هادئا. ويشدد أحمدي نجاد وحكومته على انهم يؤيدون حرية التعبير والمعارضة البناءة لكن الطلبة يشكون من ان بعض من تحدثوا علنا ضد الرئيس اعتقلوا او ادرجت اسماؤهم في قوائم سوداء تستبعدهم من الدراسة الجامعية.
وقد حاول الطلبة المؤيدون لأحمدي نجاد طرد المتظاهرين مرددين شعارات: ايها المنافقون اتركوا الجامعة، وحملوا لافتات عليها شعارات دينية. على صعيد اخر نسبت صحيفة ايرانية امس الى مساعد للرئيس الايراني قوله ان الرئيس سيرشح غلام حسين نوذري القائم بأعمال وزير النفط لتولي الحقيبة الوزارية المهمة بصورة دائمة.
ويتعين الحصول على موافقة البرلمان لكن الصحيفة الايرانية التي تديرها الدولة نقلت عن أحمد موسوي مساعد الرئيس للشؤون القانونية والبرلمانية قوله ان نوابا كبارا يؤيدون تكليف نوذري بالمنصب الذي يشرف على صناعة النفط في ثاني أكبر منتج للخام في منظمة أوبك.
وعين نوذري الذي يرأس الان شركة النفط الوطنية الايرانية وزيرا مؤقتا بعدما أقال أحمدي نجاد الوزير السابق كاظم وزيري هامانه في 12 أغسطس (آب). ورفض المشرعون ثلاثة مرشحين اخرين قبل الموافقة على وزيري هامانه. ورأى بعض المحللين في الخطوة محاولة من الرئيسي لإحكام سيطرته على صناعة تدر معظم العائدات الايرانية.
(الشرق الأوسط)
*
معلومات “البي بي سي”:
تظاهر مئات الطلبة المناوئين للحكومة في جامعة طهران بينما كان الرئيس محمود احمدي نجاد يلقي خطابا هناك.
وقد وقعت اشتباكات خفيفة بين المتظاهرين ورجال الامن خارج القاعة التي كان يلقي فيها احمدي نجاد خطابه. وحاول المتظاهرون ايضا منع الرئيس من مغادرة القاعة.
ولم يسمح للصحافة بدخول الحرم الجامعي لكن شهودا عيان قالوا ان الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ويقول جون لين مراسل بي بي سي في طهران ان مجموعة من المتظاهرين كانت مكونة من انصار الحكومة بينما مجموعة أخرى كانت تهتف “الموت للديكتاتور”.
ولم تكن المظاهرة كبيرة لكنها الاولى من أولى الاحتجاجات ضد الحكومة من عدة اشهر.
وكان احمدي نجاد قد واجه احتجاجا مشابها خلال كلمة ألقاها في ديسمبر/ كانون الاول 2006 حينما اسماه طلبة جامعة أمير كبير التقنية “دكتاتورا” وقاموا باحراق صورته. حذف
وكان زعماء منظمات طلابية ايرانية قد تحدوا الرئيس أن يلتقي بهم وجها لوجه بعد حديثه عن الحريات التي يتمتع بها الطلبة الايرانيون في الكلمة التي ألقاها في بجامعة كولومبيا خلال زيارته الى الولايات المتحدة الشهر الماضي.
واتضح فيما بعد ان أجزاء من الكلمة التي القاها احمدي نجاد في جامعة كولومبيا حذفت من طرف التليفزيون الايراني.
وانتقد الرئيس في المقاطع المحذوفة الداعين الى مفاوضات بشأن الملف النووي الايراني، مما رأى فيه البعض انتقادا لمساندي الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
بي بي سي