مصر صفحة السماء
As below so above
ما يكون على الأرض يكون فى السماء
ثامنا : إيزيس
مثـْل إيزيس مثل زوجها أوزير ، كانت وما زالت ذات تأثير بعيد المدى فى الفكر البشرى كله ، امتد حتى عصر المسيحية ، ووطـّأ لها ، ثم ذاب فيها .
وقد سبق أن وردت أكثر المعلومات عن إيزيس فيما كان من بيان عن أوزير ، وعن نجم الشعرى اليمانية .
والاشكالية التى تثور حقا ، والتى نرى أن تلفت الدراسة إليها النظر هو أن كلا من أوزير وإيزيس قد خـُلقا من نوت ربة الهواء ، وجب رب الأرض ؛ لكن السؤال يثور ولابد ، عن طريقة تزاوج الهواء بالأرض ، كيف كان ، ومتى كان ؟ خاصة وأن ظاهر الأمر يفيد أن إيزيس وإدريس قد وُجدا مع وجود بشر ، أى إنهما لا يقدمان قصة لخلق البشر ، ولكن مبدأ لوجودهما هما . ثم ، وقد تبين أن أوزير أصله من كوكبة الجبار ، وهو تشخيص لها ، وأن أصل إيزيس من نجم الشعرى اليمانية ، وبالأحرى من كوكب تابع للنجم ، لأن الحياة تستحيل فى النجوم ، وهى شموس أو كالشموس ؛ كما أنها تشخيص لهذا النجم ، فكيف وُجدا معا ، فى وقت واحد ، وأحدهما من كوكبة الجبار والأخرى من مجموعة نجمية هى كوكبة الكلب الأكبر ( كما انتهى علم الفلك بالنسبة لنجم الشعرى اليمانية ) ، وهما يبعدان عن بعضهما بعدا يُحسب بأرقام فلكية ، فكيف وُجدا معاً .
إن وجودهما معا ، فى وقت واحد ، وبذات الطريقة ، من الأب شو والأم جب ، يقطع بوجود قوة علوية سامية ، هى الألوهية العظمى ، قدّرت ذلك ودبرت شأنه ، فجاءت بأصل أوزير من كوكبة الجبار وأصل ايزيس من مجموعة نجوم الشعرى اليمانية ، لكى تقيم بهما حضارة على الأرض ، تتساند إلى الألوهية ، وتتراكن إلى الكونية ، وتتعامد على الانسانية . وهذا هو أبلغ دليل على وجود الألوهية العظمى ، وعملها الدائب الدائم فى الخلق بأشكال متعددة متنوعة ، وإيجاد السبل لتعليم الناس وتحضيرهم ( من الحضارة) وتمدينهم (من المدينة) .
فى حين صار أوزير دافعاً للاستنارة وقائدا للحضارة ، فقد صار كذلك رمزا على تحمل المكائد والآلام ، والجحود والنكران ، والغيرة والحسد ، وصارت الآمه ثم موته ثم صيرورته قاضي الموتى جميعا، عقيدة للناس جميعا حين تدامجت فى المسيحية وتخالطت بها ؛ كذلك فإن ايزيس صارت للبشرية كلها – شيئا فشيئا – الزوج الوفية والأم الحنون والمكافحة فى مثابرة وصبر حتى يكتسب ابنها حقه الشرعى .
فلقد تجلت فى مصر فى صورة الأم التى تحمل إبنها (حورس) على صدرها لتحميه وتكفله حتى صار رجلا . وانتشرت هذه الصورة ، ببطء ولكن بثبات ، فى أغلب أنحاء العالم القديم ، حتى وصلت إلى الجزر البريطانية . ووُجدت لإيزيس معابد فى العراق واليونان وروما . وكان من أسمائها عشتروت (فى فينيقيا) وأفروديت (فى اليونان) وفينوس (فى روما) وايزايدورا فى أماكن أخرى. وكانت ربة للبحارة وربة لإعادة الميلاد وربة لتناسخ الأجساد Transmigration (المُعبرّ عنه خطأ بتناسخ الأرواح Reincarnation ) . وقد كانت لعبادة ايزيس باعتبارها أم الرب (السيد) حورس ، ومربيته وكفيلته ، أثرا كبيرا فى انتشار المسيحية ، التى رأى فيها الأوائل توافقاً بين مريم أم المسيح وإيزيس أم حورس ؛ وتماثلا بين صورة أو رسم إيزيس وهى تحمل على صدرها إبنها حورس ، وصورة أو رسم مريم وهى تحمل على صدرها إبنها المسيح .
وقد استمرت عبادة إيزيس فى انحاء متفرقة من العالم حتى القرن السادس الميلادى ، حين وجد المؤمنون بالمسيحية والذين دُعوا إليها أن فى مريم عوضا عنها .
فى معلومات قبيلة الدوجون (Dogon) الفلكية التى سلفت الاشارة اليها فى شرح نجم الشعرى اليمانية ، وكان ذلك قبل إكتشاف توأم لهذا النجم ، أنهم قالوا ما ثبت بعد ذلك بالمناظير ( التلسكوبات ) أن لنجم الشعرى اليمانية توأما أصغر منه ، لا يُرى بالعين المجردة ، وأكدوا أنه أهم من نجم الشعرى اليمانية ، لكنهم لم يبينوا سبب هذه الأهمية ولا مداها . وقد أسرف بعض الكتاب على أنفسهم فادعى أن أهمية هذا النجم هى أنه هو أصل أوزير . وإذ كان ممن الممكن أن توجد الروح – إن لم تتحدد بجسد مادى – فى أكثر من مكان فى وقت واحد ، كما يوجد الشخص وصورته وصوته فى وقت واحد فى العالم المادى ، فإن الكشوف المستقبلية كفيلة بإثبات ذلك أو نفيه .
وتقول قبيلة الدوجون هذه أنه جاء من نجم الشعرى اليمانية (وبالأحرى من كوكب فى مجموعتها النجمية) سكان منها ، فى مراكب فضائية ، لنشر العلم والحضارة بين بنى البشر ؛ كما جاء الجبابرة من كوكبة الجبار مع إدريس أو بعده لمعاونته فى بناء الهرم الأكبر ، إن كان قد بُنى عام 125000 من وقتنا الحالي ، كما هى إحدى النظريتين اللتين أنف بيانهما . ويصف الدوجون أبناء الشعرى اليمانية بأنهم مثل عروس البحر (Mermaid) ، وأنهم كانوا يقيمون فى المياه ويتكلمون بلغة أصواتها كأصوات الطيور ، وأنهم علـّموا الناس ، وخاصة النساء ، الكثير . وكان السحر من ضمن ما علموه لهن . وكما أصبح النبوغ والإمتياز والعبقرية من صفات الجبابرة ( أبناء الله ) المنحدرين من كوكبة الجبار ، فقد صار السحر والتنبؤ والتكهن من صفات النساء اللاتى يتصلن بنجم الشعرى اليمانية ، على نحو أو آخر ، غير مفهوم وغير متصور لنا حتى الآن .
وما سلف أن ذكرته الدراسة عن أسلوب ولادة الجبابرة ، يمكن ذكره فى طريقة ولادة النساء اللاتى يتمتعن بمعرفة الغيب أو اللاتى لهن قدرات سحرية .
ويختلف السحر عن القانون ، بأن القانون يتضمن قواعد لو اتــُّبعت باطـّراد لا نتهت إلى ذات النتائج ، أما السحر فهو – بالنسبة إلينا – ما لايحدث ضرورة نتيجة اتباع قواعد بذاتها وبطريقة اطرادية منتظمة . وهو بهذا المعنى يخرج عن نطاق القوانين المعروفة لنا حالا ( حاليا ) والتى قد نصل اليها فى المستقبل القريب أو البعيد ، وقد لا نصل اليها أبدا .
وفى هذا الصدد ، تشير الدراسة إلى ما هو ثابت علميا من أن أسلوبا معينا فى سلسلة إجراءات الإنفجار النووى كانت مفهومة للعلماء الأمريكيين ، لكنها كانت بالنسبة اليهم ضرباً من المستحيل لا يمكن الوصول إليه . ولما إنهار الإتحاد السوفييتى وبدأ العلماء الأمريكيون يطلعون على وسائل العلماء السوفييت فى المجال الذرى أدهشهم ، بل وصدمهم ، أن رأوا أن العلماء السوفييت كانوا قد وصلوا ببساطة إلى ما اعتبره الأمريكيون ضربا من المستحيل . فالأسلوب التقنى الذى عرفه العلماء السوفييت كان غريباً عن المنظومة العلمية التي يعمل على أساسها العلماء الأمريكيون ، ومن ثم – ومع أنهم كانوا يدركونه – فقد كان معرفة السوفييت له كالسحر ، أو أشبه بالسحر.
ashmawy2@hotmail.com
* القاهرة
[مصر صفحة السماء (7)
->http://www.metransparent.com/ecrire/?exec=articles&id_article=19989
]