هل يقف معمّر القذّافي خلف الهجوم الدموي الذي تعرّضت له النروج؟
مصادر ليبية معارضة قالت، بدون أن تجزم، أن القذّافي يمكن أن مسؤولاً عن الهجومين اللذين وقعا اليوم في النروج للأسباب التالية:
أولاً، لأن معمر القذّافي حذّر “أوروبا”، في مطلع تموز/يوليو، بنقل الحرب إلى أراضيها. وقال أن “بيوتكم، ومكاتبكم، أصبحت أهدافاً مشروعة لنا”… إلخ. وقال القذافي في حينه، مخاطبا دول حلف الأطلسي: ” ستندمون عندما تنتقل الحرب الى أوروبا..”، مضيفا أن جزر الخالدات وجزيرة صقلية وغيرها من جزر البحر المتوسط والاندلس أراض عربية ينبغي تحريرها.”
ثانياً، أن المجموعات الجهادية المزعومة التي أعلنت مسؤوليتها عن عملية النروج ندّدت بتدخّل النروج في أفغانستان وليبيا. والحال، فإن تدخّل النروج في أفغانستان يعود إلى عدة سنوات، أي أنه ليس جديداً. وهذا، عدا أن حلف الأطلسي يستعد للإنسحاب من أفغانستان! مما يعني أن فرضية “الجهاديين” مستبعدة.
ثالياً، ما يعزّز فرضية أن العملية ليست “إسلامية جهادية” هو أن كل الجماعات “الجهادية الإسلامية” امتنعت عن إدانة تدخّل حلف الأطلسي في ليبيا.
وانتهت المصادر الليبية إلى أن هذه الأسباب مجتمعة يمكن أن تشكل “قرائن جدية”، وليس “إثباتاً”، على أن معمر القذافي يمكن أن يكون مسؤولاً عن عمليتي أوسلو “المثيرتين” بهدف تخفيف الضغط عن نظامه المحاصر والمهدد بالسقوط. وقالت المصادر أنه، إذا كانت العملية ليبية كما تعتقد، فإنه ينبغي البحث عن الفاعلين بين الجماعات التي تعرض خدماتها “للبيع”، وليس بين الجماعات التي تحمل إيديولوجيات متطرّفة.
وفي التفاصيل، كما نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية:
قتل 11 شخصا في انفجار قنبلة وسط اوسلو واطلاق نار على مخيم لشبيبة حزب العمال الحاكم الجمعة في اول هجمات من نوعها تشهدها الدولة الاسكندنافية.
وتحدثت التقارير كذلك عن اصابة العديد في التفجير الذي وقع في المنطقة التي تضم مباني حكومية وسط العاصمة، وكذلك في الهجوم على مخيم الشبيبة في جزيرة يوتويا على مشارف العاصمة.
وتسود حالة من الارتباك السلطات النروجية حيث ذكرت الشرطة انه ليس لديها اي علم بالجهة التي وراء الهجوم، الا ان وسائل الاعلام قالت ان المسلح الذي اطلق النار على مخيم الشبيبة قد اعتقل.
وسارعت كل من الولايات المتحدة واوروبا وحلف الاطلسي الى ادانة الهجمات، وقدمت تضامنها مع الدولة العضو في حلف الاطلسي والتي تشارك في مهمات عسكرية دولية حيث تنشر قوات في افغانستان كما تشارك في الغارات الجوية التي يشنها الحلف على ليبيا.
وقال متحدث باسم الشرطة ان الانفجار ناجم عن “قنبلة”.
وصرحت الشرطة في بيان ان “انفجارا قويا وقع في الحي الحكومي”، الا ان رئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ لم يصب باذى.
واضاف البيان “نؤكد وقوع قتلى وجرحى في اعقاب الانفجار في المنطقة التي تضم مباني حكومية بعد ظهر اليوم” الجمعة.
وقال ضابط في الشرطة في مؤتمر صحافي ان السلطات ليس لديها اي دليل عن الجهة التي وراء الهجوم.
واضاف “ليس لدينا فرضية رئيسية، وليست لدينا اية فرضية يمكننا ان نعمل على اساسها .. امامنا الكثير من العمل لنفهم الوضع”.
الا ان الشرطة اعربت عن اعتقادها بوجود صلة بين الهجومين.
وقال مفوض الشرطة سفينونغ سبونهايم للصحافيين في اوسلو “توجد اسباب قوية تدفعنا للاعتقاد بوجود علاقة بين الحادثين.
ومما زاد في حالة الارتباك ان رجلا يرتدي زي الشرطة فتح النار الجمعة على تجمع لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة يوتويا الواقعة على مشارف العاصمة اوسلو، حسب ما اورد تلفزيون “ان ار كاي”.
وكان من المقرر ان يشارك رئيس الوزراء في التجمع ويلقي كلمة السبت امام 560 شخصا.
وقال ضابط رفيع في الشرطة ان هناك احتمالا بوجود متفجرات على الجزيرة الواقعة على مشارف اوسلو والتي اطلق فيها مسلح يرتدي زي الشرطة النار على شبيبة حزب العمال الحاكم، استنادا الى معلومات من اشخاص كانوا يشاركون في اجتماع الشبيبة.
وقال تلفزيون “ان ار كاي” العام ان الشرطة القت القبض على المسلح، الا ان الشرطة لم تؤكد او تنفي ذلك، كما لم تصدر اية معلومات عن عدد القتلى والمصابين في ذلك الحادث.
وصرح رئيس بلدية اوسلو فابيان ستانغ ان العاصمة تحاول استيعاب فكرة انها انضمت الى قائمة المدن التي يستهدفها مسلحون.
وقال لتلفزيون سكاي البريطاني “اليوم نفكر في الناس الذين يعيشون في نيويورك ولندن الذين عاشوا مثل هذه التجربة”.
واضاف “لا اعتقد انه من الممكن لنا ان نفهم ما حدث اليوم، ولكن نامل في ان نتمكن من الاستمرار وان تكون اوسلو مدينة مسالمة غدا”.
وقال متحدث باسم الشرطة في وقت سابق ان عربة شوهدت تسير بسرعة كبيرة في المنطقة قبل وقوع الانفجار، الا انه لم يؤكد ما اذا كان الانفجار ناجما عن سيارة مفخخة.
وعرض التلفزيون النروجي صورا لمكتب رئيس الوزارء وغيره من المباني وقد اصيبت باضرار، فيما غطى الزجاج المكسور الارصفة وارتفعت اعمدة الدخان من المنطقة.
واغلقت الشرطة المنطقة التي تضم مكاتب رئيس الوزراء ووزارة المالية ومبنى صحيفة “فردينز غانغ” (في جي) اكبر صحيفة شعبية في البلاد.
كما دعت الشرطة سكان اوسلو الى البقاء في منازلهم.
والمنطقة التي تعرضت للتفجير تقع وسط اوسلو وعادة ما تكون مكتظة، الا ان انفجار الجمعة جاء في وقت من العام يكون فيه العديد من سكان العاصمة خارجها لقضاء الاجازة.
واكد رئيس الوزراء في مقابلة هاتفية الجمعة انه لم يصب باذى في الانفجار الدامي الذي وصفه ب”الخطير”.
وقال في مقابلة مع محطة تلفزيونية نروجية “حتى لو كانت الاستعدادات جيدة، فان وقوع امر مثل هذا دائما ما يترك اثرا خطيرا”.
وصرح وزيران حكوميان لفرانس برس في وقت سابق ان ستولتنبرغ كان من المقرر ان يزور مناطق خارج اوسلو الجمعة.
ودان الاتحاد الاوروبي الهجومين ووصفهما بانهما “عمل جبان”.
كما دانت الولايات المتحدة الجمعة انفجار اوسلو ووصفته بانه “مقيت”، معربة عن استعدادها لتقديم المساعدة اذا طلب منها ذلك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هايدي برونك فولتون لوكالة فرانس برس “ندين اعمال العنف المقيتة هذه .. ونتقدم بالتعازي للضحايا وعائلاتهم، وقد اتصلنا بالحكومة النروجية لابلاغها تعازينا”.
وصرح صحافي يعمل مع اذاعة “ان ار كي” العامة في موقع الانفجار “ارى ان بعض نوافذ مبنى صحيفة في جي والمقر الحكومي قد تحطمت. بعض الناس ملطخون بالدماء ومستلقون على الشارع”.
واضاف صحافي “ان ار كي” ان “شظايا الزجاج تنتشر في كل مكان، والفوضى تعم المشهد. انفجرت نوافذ كافة الابنية في محيط الانفجار”، وقال انه ظن في بادئ الامر ان ما وقع كان “زلزالا”.
وتظهر صور نشرها موقع “ان ار كي” شظايا الزجاج المتناثرة امام مبنى الصحيفة المحطة، وتطويق قوات امن نروجية للمنطقة حيث يجري ايضا تقديم المساعدة للمصابين.
ولم تعرف على الفور الجهة التي وراء الهجوم، الا ان جهاز الشرطة الاستخباراتية النروجية ذكرت في شباط/فبراير ان التطرف الاسلامي يشكل تهديدا كبيرا على البلاد.
وقال يان كريتيانسين رئيس الجهاز اثناء تقديمه التقرير السنوي لتقييم المخاطر ان التطرف الاسلامي “هو اولويتنا الرئيسية وهمنا الاساسي”.
وجاء في التقرير انه “رغم ان عدد قليل من الناس يدعمون التطرف الاسلامي، تقوم بعض الجماعات بنشاطات يمكن ان تسهم في رفع الخطر الامني في عام 2011”.
والنروج عضو في حلف الاطلسي وتنشر نحو 500 من جنودها في افغانستان، ولم تتعرض لاي هجوم على اراضيها من قبل مسلحين اسلاميين.
الا ان الشرطة اعتقلت العام الماضي ثلاثة مسلمين في النروج يشتبه في تخطيطهم لشن هجوم في البلد الاسكندنافي باستخدام متفجرات.
كما وجه الادعاء النروجي في وقت سابق من هذا الشهر تهمة الارهاب للملا كريكار مؤسس جماعة انصار الاسلام الكردية المتهم بتهديد سياسي بالقتل بسبب احتمال طرده من البلاد.
وحذر الملا كريكار من ان “النروج ستدفع الثمن غاليا” اذا قامت بترحيله.
كما تشارك مقاتلات نروجية من طراز اف-16 في غارت على ليبيا رغم ان اوسلو قالت انها ستسحب قواتها من ليبيا في الاول من اب/اغسطس.
واستهدفت السويد المجاورة بتفجير انتحاري في كانون الاول/ديسمبر الماضي عندما فجر عراقي نفسه وسيارته في شارع فارغ قبالة ممر مكتظ للمشاة، مما ادى الى اصابة شخصين.
كما استهدفت الدنمارك المجاورة في التظاهرات العنيفة التي عمت العالم الاسلامي بعد ان نشرت صحيفة “يلاندس-بوستين” الدنماركية رسوما اعتبرت مسيئة للنبي محمد في عام 2005.
واعادت صحيفة افتينبوستن النروجية نشر تلك الرسوم.